الثلاثاء 06/مايو/2025

قسائم رمضان تنعش المولات وتضر المحلات الصغيرة بغزة

قسائم رمضان تنعش المولات وتضر المحلات الصغيرة بغزة

تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة افتتاح المجمعات التجارية الكبيرة “المولات” في قطاع غزة، وتزايدت معها بالتوازي افتتاح عشرات المحلات الصغيرة حيث يستغل بعض الفلسطينيين في القطاع محلات بيوتهم أو جيرانهم بافتتاح بقالة صغيرة تشكل له مصدر دخل حتى لو كان قليلاً.

عشرات المؤسسات العاملة في قطاع غزة أرسلت برسائل لآلاف المواطنين بالتوجه إلى “مول …” لاستلام قسيمة شرائية بقيمة مالية محدودة، وفي ظل تجهيز أصحاب البقالات الصغيرة في الأحياء لاستقبال شهر رمضان الكريم، يفاجؤون بانسحاب البساط من تحت أقدامهم بحجة أن المولات توفر تنوعا أكثر في المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات.

المواطن أمجد عارف (38 عاماً) يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”إنّ رسالة قصيرة وصلته من أحد المولات الكبيرة غرب غزة لاستلام قسيمة شرائية بقيمة 150 شيكلا (الدولار 3.50 شيكل).

يبدي المواطن الفلسطيني سعادته بهذه القسيمة التي ما كانت تصله لولا حلول شهر رمضان المبارك، وهو ما حصل مع الأرملة “أم حلمي” التي وصلتها رسالة من جمعية أخرى تدعوها للتوجه لأحد المولات لاستلام قسيمة شرائية تقتصر فقط على المواد الغذائية.

تراجع الشراء

صاحب البقالة في إحدى حارات مدينة غزة يوسف زكريا (40 عاماً) يبدي حزنه على ما آلت إليه الأمور في استقبال شهر رمضان.

وبين أنه يعمل في مهنة البقالة منذ عشر سنوات قبل افتتاح المولات، حيث كان سالفاً يستقبل شهر رمضان بالمزيد من البضائع المتنوعة من التمر وقمر الدين والحلاوة وغيرها، لكنه يقول لمراسلنا: “الآن أصبحنا نعمل بالحد الأدنى”، عادًّا هذه المولات “قطيعة رزق لأصحاب المحلات التجارية الصغيرة” وفق قوله.

وبدأت ظاهرة المولات الكبيرة في غزة بطرق باب الأسواق الفلسطينية في القطاع منذ عام 2010 رغم الحصار المستمر منذ 14 عاماً، حيث تعمل هذه المولات على جذب الزبائن والمؤسسات والجمعيات الخيرية لما تقدمه من عروض سعر متدنية من جهة، وأريحية في العمل والتعبئة والتنوع من جهة أخرى.

صاحب السوبر ماركت أحمد حجازي، يؤكد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه تعرض للضرر الكبير كغيره من أصحاب محلات البقالة والسوبر ماركت الصغير في الأحياء، بسبب توجه الجمعيات للحصول على عروض أسعار من المولات الكبيرة التي تتنافس فيما بينها لجذب المناقصات الكبيرة، “ويبقى أصحاب المحلات الصغيرة متفرجين في ظل وضع اقتصادي صعب للغاية”. يقول حجازي.

آثار سلبية
الخبير الاقتصادي أسامة نوفل يؤكّد أن توجه المؤسسات والجمعيات تجاه إنعاش المولات يلقي بظلال سلبية جدًّا على السوق الفلسطيني برمته وعلى أصحاب الأعمال والمحال التجارية الصغيرة المنتشرة بكثرة في الأحياء.

ويصف نوفل لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” ما يجري بأنّه نشاط اقتصادي متناقض، في ظل الحصار الجائر على القطاع، تفتتح مثل هذه المشاريع الاستهلاكية، مما أثر على أصحاب المحال التجارية الصغيرة والتي أغلق بعضها أبوابه للأسف.

ويعتقد الخبير الاقتصادي، أنّ ما يجري من شأنه أن يؤثر على مستقبل الاقتصاد الفلسطيني على المستوى البعيد، في ظل ضخ أصحاب رؤوس الأموال بمشاريع استهلاكية بعيداً عن المشاريع الإنتاجية والاستثمارية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...