السبت 29/يونيو/2024

المسلسلات التطبيعية.. هل تشوه الحقائق ويصبح الفلسطيني عدوًّا؟!

المسلسلات التطبيعية.. هل تشوه الحقائق ويصبح الفلسطيني عدوًّا؟!

في الوقت الذي يأمل فيه الفلسطينيون إمداد إخوانهم من قادة الوطن العربي بحملات الدعم والإسناد لتعزيز صمودهم في صراعهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وجرائمه المتواصلة بحق شعبهم ومقدساتهم، يخذلهم تهافت البعض ممن فتحوا أبواب بعض العواصم العربية “الكبرى” أمام قطار التطبيع الذي بات يجوب عددا منها.

ولم يكتف المطبعون بالتطبيع الرياضي أو الاقتصادي، بل امتد ليشمل التطبيع الثقافي، والتدليس، وتزوير الحقائق التاريخية، وتسخيرها لخدمة أهداف الاحتلال الخبيثة الرامية لجعله كيانًا مقبولًا في الوطن العربي، وذلك عبر الفن والمسلسلات الدرامية.

وسارع الكثير من النشطاء في الوطن العربي، لإطلاق حملة رفض واستنكار عبر وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي، نبذوا فيها المطبعين، ونددوا بأعمالهم واصفينها بالخيانة.

تغريدات نشطاء

وغرد الناشط الكويتي خالد العتيبي أنه: “مهما حاولوا كذبا وزورا تصوير اليهود كمساكين ومظلومين وأصحاب حق في فلسطين .. فهذا لن يهز قناعتنا الراسخة بأن #إسرائيل عدو ومحتل غاشم .. ويبقى #التطبيع خيانة !”.

بينما قال أحمد بن راشد بن سعيد: “لطالما غنينا، بلاد العرب أوطاني، واليوم تطل علينا الدراما السعودية بدراما تطبيعية، وتدعو للتعايش مع العدو الحقيقي للأمة العربية، وللأسف يخرج علينا بعض النشطاء السعوديين بهشتاق #العدوالصهيوني الشقيق، ونعلم بأن هذا الأمر لا يمثل الشعب السعودي الشقيق الذي نحبه، #إسرائيل_عدو”.

بدورها، كتبت آمنة من السعودية: “#العدو الصهيوني الشقيق، مع الأسف عندنا نظرة قاصرة، يعني حتى أغلب الفلسطينيين وإن أظهروا العداء لنا كسعوديين وأنكروا الجميل مستحيل أمدح يهودي، يظل مغتصب، #إسرائيل_عدو، وهذا مذكور لنا بالقران، وللأسف هم يستغلون كل فرصه لزرع شقاق بين الأمة، محد يستفيد من التفكك غيرهم”.

فيما حذر الناشط قاسم الرفاعي على حسابه من أن: “هناك محاولات تشويه للشعب الفلسطيني وبث كراهية بينهم وبيننا، ولكن مهما بلغ الخلاف بيننا تبقى فلسطين شقيقة للسعودية والعدو واحد”.

واعتبر الناشط خالد صافي أن: “القضية الفلسطينية قضية كل الأمة، وكلمة قضية تشمل البعد الديني والاجتماعي والأخلاقي والفكري والإنساني وليس السياسي فقط.. لذا دعمها أحرار العالم، ووقفوا إلى جانبها ضد العدو الإسرائيلي!”.

جدير بالذكر أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” دافع عن مسلسل عربي تطبيعي وبطلته، قائلا: “إنها كانت تواجه اتهامات من قبل منظري المؤامرة الذين يفضلون البرامج التلفزيونية العنصرية التي تروج للأكاذيب المعادية للسامية، ويعتبرون كلمة التطبيع إهانة، ونشر صورا له وهو يتابع مسلسل تبثه mbc“.

وعبر الفلسطينيون عن خيبة أملهم في منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين إخوانهم في الوطن العربي، بمواجهة هذه “الخيانة “وكل الأنشطة التي ترمي إلى تحسين الصورة النمطية عن الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وتزوير الحقائق.

بلا مقدمات
الكاتب الفلسطيني ساري عرابي، يقول: بلا مقدّمات واضحة أطلق الذباب الإلكتروني السعودي حملة على موقع تويتر تحت عنوان “فلسطين ليست قضيتي”، ولم يكن في الساحة الفلسطينية حدث يمكن التذرّع به للقول إنّ الفلسطينيين يسيئون للمملكة.

“ممّا يعني أنّ هذه الحملة تندرج في سياقات تكريس سياسات العهد الحالي؛ من التمهيد للتطبيع مع الاحتلال، وتسويغ الاصطفافات الإقليمية والدولية التي يأتي في القلب منها بنيامين نتنياهو، وبلورة وطنيّة جديدة تقوم على الانزياح عن الإرث التاريخي للمملكة، واختراع أعداء جدد هم الإسلاميون والفلسطينيون”، وفق عرابي. 

وأشار عرابي في مقال له، إلى أن الحملة الراهنة ضد القضية الفلسطينية تأتي ضمن رزمة تندرج فيها مجموعة قنوات (MBC) السعوديّة، في استغلال لرمضان وتجمّع الناس حول الشاشات، ولا سيّما مع الحجر الصحي بسبب “كورونا”، في دلالة على المستوى الذي بلغته هذه السياسات في انتهازها للشهر الفضيل لتشويه القضيّة الفلسطينية، واصطناع الكراهية ضدّ الشعب الفلسطيني.

وتابع: على النقيض، يُراد إثارة الجدل حول الشعب الفلسطيني بتنميطه وإخراجه عن عاديّته الإنسانية، فبينما يلجأ الذباب الالكتروني السعودي إلى دعاية مركّبة ضدّ الفلسطينيين، من عنصرين.

الأوّل وفق عرابي: القول إنّهم باعوا أرضهم لليهود، والثاني: القول إنّهم ناكرون للجميل كارهون للسعوديّة، وتعميم هذه الدعاية على كل الفلسطينيين بلا استثناء.

وأشار إلى أن قنوات (MBC) وفي حلقة من مسلسل يُدعى “مخرج 7″، أخضعت هذه الدعاية للنقاش في مقابل دعاوى تطبيعية مع الاحتلال لإسرائيلي، وفي موقف شديد المخاتلة قد ينطلي على البعض.

ويقول: تدوير هذه الدعاية، وإخضاعها للنقاش، في الوقت نفسه مع حملة “فلسطين ليست قضيتي”، والمبالغة في المحاولات المخاتلة لتقريب الإسرائيليين بأدوات غير مباشرة كما في مسلسل “أمّ هارون”.. لا يهدف إلى التمهيد للتطبيع وتسويغ سياسات العهد الحالي فحسب، ثمنا لترتيبات الحكم، وإنّما، وبالإضافة إلى ذلك، يأتي ضمن رؤية جديدة لصياغة الهويّة الوطنيّة السعودية، وجعل كراهية الفلسطينيين عنصرا في تشكّلات هذه الهويّة، كأيّ هويّة تُعرّف نفسها مقابل آخر، هذا الآخر الآن يأتي الفلسطينيون من ضمن عداده وبلا أيّ منطق يمكن فهمه، لكن المنطق تحديدا ينبغي نفيه في خطابات الذباب!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات