السبت 03/مايو/2025

كورونا والاحتلال والحصار.. ثالوث معاناة الصيادين

كورونا والاحتلال والحصار.. ثالوث معاناة الصيادين

لم تتوقف معاناة الصياد الفلسطيني حسن فضل بكر (31 عاماً) على قلة الإمكانيات التي يعانيها قطاع الصيد بأسره بسبب الحصار، بل زاد الاحتلال الصهيوني من معاناته كما هو حال باقي الصيادين.

الصياد الأسير المحرر بكر اعتقلته للمرة الثانية قوات البحرية الصهيونية ليفرج عنه لاحقاً، حيث يتعرض هو وكثير من زملائه الصيادين للملاحقة في عرض البحر خلال بحثهم عن لقمة عيشهم.

ورغم اجتماع الحصار الجائر وبطش الاحتلال على قطاع الصيد والصيادين، إلا أنّ محاولاتهم في البحث عن قوت أطفالهم لم تتوقف، لتأتي أزمة فيروس كورونا لتزيد من معاناتهم وتكبدهم أضراراً فادحة.

4000 صياد
مهنة الصيد في قطاع غزة لم تعد مثلما كانت عليه قبل الحصار، تلك المهنة التي كانت تضم عدداً مضاعفا، باتت الآن تضم نحو 4 آلاف صياد يملكون قرابة 1000 مركب صيد بأنواعٍ مختلفة.

ووفقاً لنقابة الصيادين الفلسطينيين، فإنّ هؤلاء الصيادين يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، ومع تقييد قوات الاحتلال لحركة الصيادين ومساحات وطرق صيدهم، دخلت معظم هذه الفئة من العائلات الفلسطينية دائرة الفقر.

وتواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها المستمرة ضد الصيادين، فمرة تلاحقهم في مساحات الصيد المسموح، فتطلق عليهم النار، ومرة أخرى تلاحقهم بالاعتقال، ومرات كثيرة تصادر مراكبهم ومعداتهم التي يعتاشوا منها.

الصياد جمال الأقرع مسؤول قطاع الصيادين في كتلة الوحدة العمالية بالمحافظة الوسطى، أكّد أن الاحتلال يتلاعب بمساحات الصيد البحري، ورغم ذلك يطاردهم عند المساحة الأقل من المعلنة إعلاميًّا.

واتهم الأقرع نقابة الصيادين بغزة بالتقصير بدورها في الدفاع عن الصيادين ودعم المتضررين منهم اقتصاديًّا، مطالباً النقابة بممارسة ضغوطها على الجهات الحكومية لدعم وقود مراكب الصيد، وطرق أبواب المؤسسات الرسمية والأهلية والدولية لمساعدة الصيادين.

دخل محدود
في الأثناء، يقول زكريا بكر منسق لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي، إن: “مهنة الصيد لم تعد بالشكل المطلوب، حيث دخل الصياد لا يتجاوز 600 شيكل (170) دولارا شهرياً في أحسن الأحوال، نظراً لانخفاض الإنتاج السمكي إلى أقل من النصف مقارنة بسنوات ما قبل عام 2006، وارتفاع تكاليف الوقود وقطع غيار الصيد”.

وأوضح بكر، أن بلدية غزة لوحدها تُحصّل سنويا ما بين 500-600 ألف دولار من قطاع الصيد لوحده، ناهيك عن البلديات الأخرى في قطاع غزة، ولكن هذه المبالغ تحصلّها دون أية خدمات.

وطالب بإشراك الصيادين في صندوق “وقفة عز” الذي أعلنت عنه السلطة مؤخراً، وغيرها من الصناديق المالية كونهم متضررين من جائحة كورونا، والعمل على دعم وقود مراكبهم.

جائحة كورونا
نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش، أكّد أنّ جائحة كورونا ألحقت ضرراً فادحاً بقطاع الصيد في قطاع غزة، وكبدت الصيادين خسائر فادحة، نتيجة توقف العشرات من المشاريع المحلية والدولية، ومنع تصدير الأسماك للخارج، وضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين رغم تدني أسعار الأسماك”.

وبين أنّ ما نسبته 95% من صيادي القطاع يعيشون تحت خط الفقر المدقع، والنسبة المتبقية تعيش تحت سيف البطالة المقنعة.

وأوضح عياش أن الاحتلال عمد لتقسيم البحر وفق مساحات بحرية مختلفة ضمن ما يسمى “إجراءات تخفيف الحصار”، حيث إن المنطقة الأولى تمتد من ميناء غزة اتجاه الشمال حتى بحر شمال القطاع بمساحة بحرية 6 أميال، فيما المنطقة الثانية وتمتد من ميناء غزة اتجاه جنوب القطاع تدريجيًّا لتصل للمنطقة الصفراء قرب بحر منطقة الزهراء بمساحة بحرية 12 ميلاً، فيما المنطقة الثالثة باتجاه الجنوب نحو بحر رفح بمساحة 15 ميلاً.

واستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين وحرمانهم من مصادر عيشهم في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية المستمرة والتهديد الماثل بتفشي فيروس كورونا.

وجدد المركز استهجانه لسلوك قوات الاحتلال التي لا تراعي الأوضاع الإنسانية الصعبة وتفشي البطالة والفقر في ظل جائحة كورونا، الذي يعدُّ حصول الناس على غذاء كاف أحد وسائل تعزيز المناعة، وبدلاً من القيام بواجبها في غوث السكان وتقديم الدعم العاجل، تواصل حرمانهم من أسباب عيشهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...