السبت 03/مايو/2025

في ذكرى الشهيد فادي.. شوق وحنين

د. عبد الرحيم شهاب

توافق اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد العالم الفلسطيني فادي البطش على أيدي الموساد الصهيوني حين كان ذاهباً لأداء صلاة الفجر في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

في هذا اليوم نستذكر مناقب الشهيد لنستلهم منها كثيراً من المعاني والعبر من رحلة حياة زاخرة بالفكر والعطاء والأخلاق، بدأت منذ نبوغه في مراحله الدراسية الأولى، وحفظه للقرآن الكريم، وما اتسمت به جوانب شخصيته من تميز وأخلاق وعلوٍ في همته وإتقانٍ في حمل قضيته.

لقد كان الشهيد رحمه الله سفيراً لفلسطين من محل إقامته في غربته “ماليزيا” وفي كل البلاد التي كان يزورها أثناء مشواره البحثي مشاركاً في المؤتمرات العلمية ورئيساً لبعض جلساتها، فلم يترك منبراً دون أن يحشد لقضيته ويفضح ممارسات الاحتلال وإرهابه بحق شعبه.

كان رحمه الله يتمثل القرآن في سلوكه وأخلاقه وتعاملاته وسائر شؤون حياته، ما مكَّن من حبه في قلوب الأصدقاء وأبناء الجاليات العربية والإسلامية، فضلاً عن الماليزيين الذي عاش بينهم لثمانية سنين وهو ينشر العلم بينهم ويصدح بالدعوة في مساجدهم ويعلم أبناءهم اللغة العربية ويحفظهم القرآن الكريم.

تتجدد الذكرى، وتعانق الجرح من جديد عندما نفتقد ابتسامة شهيد صاحب مشروعٍ ورائداً فيه، حين نستذكر همّته ونشاطه، أدبه وتواضعه، وما حقق من إنجاز علمي وابتكار في الطاقة يخدم البشرية جمعاء، واللحظة العصبية التي لا زلنا نتجرع غصتها يوم اغتالته أيادي الجبن والغدر.

تأتي هذه الذكرى والعالم بأسره يرزح تحت وطأة جائحة كورونا المستجد، فإنه حريٌ بهذا العالم الذي يرى الويلات تحت طائلة هذا الوباء أن يلتفت إلى جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا على مدى قرون، وأن يبارك حقنا الإنساني في مقاومة المحتل والخلاص من بطشه وإرهابه حتى تعود لشعبنا كرامته وينعم بحريته كما يتوق العالم بالكرامة والحرية في زمن الوباء.

وختاماً.. فإن ذكرى الشهيد العالم فادي البطش هي فرصة عظيمة لاستعادة روح المجد والعزة والشهادة التي تحققت على يد الشهداء الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية دفاعاً عن أوطانهم ورفعة لإنسانيتهم ونهوضاً بمسيرة العلم والعلماء في خدمة البشرية.

وإنها فرصة أيضاً لأن نكرر التزامنا باتباع الطريق الذي أظهروا، والشجاعة التي استبسلوا، والتزاماً كذلك بالقيم التي مثلوا خلال رحلة البحث عن الحقيقة والذود عن الأوطان.

في ذكراك أيها الحبيب شوقٌ وحنين.. رحمك الله، وأسكنك منازل الأنبياء والصديقين والشهداء، وجمعنا بك بصحبة المختار خير ولد آدم عليه السلام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...