الجمعة 28/يونيو/2024

كورونا تخطف البهجة من أجواء استقبال رمضان بغزة

كورونا تخطف البهجة من أجواء استقبال رمضان بغزة

رغم أنّ أحبال الزينة بأشكالها وألوانها المختلفة ملأت الشوارع وواجهات المحال التجارية في غزة، إلا أنّ البهجة الحقيقية لاستقبال شهر رمضان المبارك غابت تمامًا بسبب استمرار إغلاق المساجد التي تعد ركنًا أساسيًّا من أجواء البهجة في رمضان.

وأعلنت وزارة الأوقاف والشئون الدينية أمس الاثنين استمرار إغلاق مساجد قطاع غزة حتى إشعار آخر، في إطار الإجراءات الإدارية الاحترازية من تفشي فيروس كورونا.
 
وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية قبل يومين، إصابتين بفيروس كورونا المستجد من العائدين عبر معبر رفح، ليرتفع عدد الإصابات إلى 15، قالت الوزارة إنّ 9 منهم قد تشافوا.

دمعة ومسجد

لم تشفع الزينة التي ملأت سوق الزاوية العريق إلى الشرق من مدينة غزة، لدمعة العجوز السبعينية أم فؤاد أن تنسكب على وجنتها السمراء وهي تشاهد القفل الكبير يحكم إغلاق الباب الرئيسي للمسجد العمري الكبير الذي يتوسط سوق الزاوية.

بنبرة يتملكها الحزن قالت العجوز لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “مفيش طعم ولا نكهة لرمضان والمساجد مغلقة”، ورفعت عيناها للسماء تناجي: “يا رب ترفع عنا هالوباء والبلاء، وتفتح المساجد قبل رمضان يا رب”.

ومن المتوقع أن تجتمع ثلة من قطاع غزة غداً الثلاثاء، وفق بيان لوزارة الأوقاف بغزة، لمناقشة أمر افتتاح المساجد من عدمه خلال شهر رمضان المبارك، الذي يترقب أن يكون الجمعة القادم الأول من رمضان.

أسواق باهتة

“كل ما تراه من زينة وفوانيس وإضاءة، هي مواساة لأنفسنا لنقنعها أن رمضان قد جاء، لكن حركة السوق صفر” هذا ما قاله بائع التمور والأعشاب عبد الله مرتجى لمراسلنا.

يتوسط محل البائع مرتجى سوق الزاوية، وقد بدا مهتمًا بلفت أنظار المارة الذين قل عددهم في السوق بسبب القلق من تفشي فيروس كورونا، وأضاف: “للأمانة، الناس خايفة كتير من كورونا، وما كنا نتوقع هيك يكون استقبال رمضان”.

ويشير مرتجى، إلى أنّ أرباحه تتضاعف في مثل هذا الموسم من كل عام برغم الحصار، إلا أنّه بسبب كورونا تراجعت الأرباح إلى أقل من النصف -كما يقول-، ويضيف: “الحمد لله، حصار ما عمل فينا إلا عملته كورونا”.

ويأتي تراجع الحركة الشرائية في قطاع غزة بسبب تعطل الآلاف من العمال عن أعمالهم على إثر حالة الطوارئ التي يشهدها القطاع، خوفًا من تفشي فيروس كورنا.

بائع الخضار محمد كحيل، بدا منزعجًا جدًّا من انخفاض الحركة الشرائية، رغم أنّ الخضار من الأساسيات.

يقول كحيل لمراسلنا: “الصراحة كورونا أثرت علينا بشكل كبير جدًّا، فالموسم واضح أنّ هناك تراجعا كبيرا في حركة البيع والشراء، وأنّ خسارة كبيرة سنتكبدها بسبب الإيجارات وغيرها من الالتزامات والديون علينا”.

ويُعد سوق الزاوية من أكثر الأسواق حيوية في قطاع غزة، إلا أنّ القلق لدى المواطنين بات سيد الموقف بقطاع غزة.

ورغم محاولة وزارة الصحة السيطرة على منع تفشي الفيروس في قطاع غزة، إلا أنّها أكّدت مؤخرًا أنّ الخطر لا زال قائمًا، داعيةً المواطنين للالتزام بإجراءات السلامة والوقاية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات