الأربعاء 07/مايو/2025

كورونا يوقف عمل مكاتب سيارات وسائقي الأجرة بغزة

كورونا يوقف عمل مكاتب سيارات وسائقي الأجرة بغزة

لم يشهد أصحاب مكاتب سيارات الأجرة ولا سائقي المركبات ضعفاً من قبلُ في حركة التنقل وطلبات الزبائن حتى حلّت أزمة فيروس كورونا مارس الماضي.

ويشكو سائقو الأجرة ومكاتب السيارات في قطاع غزة منذ خمسة أسابيع من ضعف العمل؛ ما أدى لخسارة كبيرة في أعمالهم ووقوعهم تحت رحمة التزامات مالية كانوا يسددونها من أرباحهم اليومية.

ويعمل في قطاع غزة قرابة 150 مكتب سيارات مرخصًا عدا عشرات المكاتب العشوائية التي يعمل فيها مجتمعة مئات السائقين حيث أضحت مهنة قيادة المركبات مهنة من لا مهنة له كما يقول الناس في قطاع غزة.

هاتف معطّل

لا يتلقى السائق يوسف موسى في اليوم أكثر من مكالمتين على هاتفه النقّال من زبائن اعتادوا أن يقلّهم إلى مناطق متفرقة في قطاع غزة.

يقول موسى: “أعمل سائق أجرة على سيارة ليست ملكي من 10 سنوات تارةً من مكتب تاكسيات وتارة على الطريق وحدي، مثل هذا الضعف في العمل لم أشهده مطلقاً، بالكاد ربحي يصل عشرة شواكل يومياً”.

وفقد موسى منذ خمسة أسابيع ركابه من طلبة الجامعات والمدارس والمؤسسات الذين اعتادوا التنقل على مدار اليوم، ومع إغلاق المؤسسات العامة والخاصّة أبوابها خشية تفشي فيروس كورونا تضرر عمله كثيراً.

ويتابع: “حاولت تغيير نمط العمل والتجوّل على الطرق العامة لأحمل ركاب من المارة، تمر 4 ساعات ولا أجد 4 ركاب على الأكثر، بعض زملائي من السائقين تركوا العمل ولازموا منازلهم”.

ترك كثير من سائقي الأجرة عملهم اليومي مع مكاتب السيارات في قطاع غزة أملاً في تعويض خسارتهم من الركاب على مفترقات الطريق لكن ضعف حركة التنقّل في إطار أزمة كورونا والتباعد الاجتماعي لم يسعفهم لتعويض خسارتهم.

بالنسبة للسائق محمد عبده فهذه هي المرة الأولى منذ بدأ مهنته قبل ست سنوات التي يعجز فيها عن سداد أقساط سيارته التي اشتراها قبل 3 سنوات، وقد أخبر الدائنين بضرورة إمهاله حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.

ويضيف: “فقدت زبائن يطلبونني على جوالي الخاص وطلبات يومية لمعلمات وطلبة مدارس، وبالكاد أحصل يومياً 5 شواكل. أتصل بزملائي فأجد حالهم مثلي”.

وفي أحسن الأيام يجني عبده 20 شيكلاً من طلبات زبائن يمرون بظروف طارئة يضطرون فيها للتنقل من منازلهم إلى المستشفيات أو محلات التسوق.

وكان دخل السائق عبده الشهري 2500 شيكل، لكنه الشهر الماضي لم يتجاوز 600 شيكل في حين فقد 1000 شيكل من طلبات نقل المعلمات وطلاب المدارس التي لم تعوضها حركة الزبائن على الطرق العامة.

ويتابع: “لدي التزام 100 دولار شهرياً لصيانة السيارة أوفرها من ربح 10-20 طلبًا يوميًّا لكنني اليوم لا أعمل بخمسة طلبات بعد أن مكث معظم المواطنين في حجرهم المنزلي الاختياري وخافوا إنفاق النقود خشية الدخول في أزمة مالية مرتقبة.

عمل متوقف

ولم يشهد سائقو مكاتب السيارات وسيارات الأجرة في ظل أزمة كورونا مثل هذا الضعف في العمل حتى أيام الحروب والأزمات الأخرى كانت حركة العمل أفضل في مجملها عنها الآن.

يمضي السائق هيثم الصالحي ساعات طويلة جالساً في مكتب نبراس لسيارات الأجرة دون أن يطلبه أحد من زبائنه أو يصل دوره في العمل.

يقول هيثم: “العمل سيئ جداً. في مكتبنا عادةً نتلقى 40-45 طلبًا، والآن لا تتجاوز 13 طلبًا، بالكاد أحصل 25 شيكلًا، ولا أدري هل تكفي للوقود أم للصيانة أم لنفقات أسرتي!”.

ويقدر الصالحي انخفاض حركة العمل بنسبة 80% حيث لا يتحرك معظم الزبائن سوى للظروف الطارئة مثل المرض أو زيارة المستشفى وربما لنقل مشتريات الأسبوع من محلات السوبرماركت.

ويتابع: “بدأت أشعر بانخفاض العمل من 12 مارس الماضي، وأبقى طوال اليوم أنتظر دوري، وأحياناً لا يصل دوري للعمل في المكتب حتى التاسعة ليلاً، وقد حاولت ترك المكتب والعمل في نقل الركاب على الطرقات، ولكن دون جدوى”.

وكغيره من السائقين فقد الصالحي عمله في نقل الموظفين والطلاب الذين اعتادوا على استخدام سيارته ستة أيام في الأسبوع، لكنهم اليوم يلازمون منازلهم، ولا يستخدمون أي سيارة.

خسارة يومية

قبل عشر سنوات افتتح نافذ السدودي مكتب “المتميزون” للسيارات في مخيم النصيرات المكتظ بالسكان والبالغ تعداد سكانه قرابة 100 ألف نسمة.

يقول السدودي: “أزمة كورونا والتدهور الاقتصادي المرافق لها انعكس على عملنا بوضوح، ولا أجد فرصة لتوفير نفقة أجرة المكتب ولا مصاريف الإدارة والاتصالات والكهرباء؛ ما أوقعني كغيري من مكاتب السيارات في ديون متراكمة”.

وعلاوة على ضعف العمل تجشمت مكاتب السيارات وسائقي الأجرة نفقات إضافية اضطروا خلالها لاستخدام مواد التنظيف والتعقيم في سياراتهم ضمن إجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا حسب إرشادات وزارة الصحة والحكومة.

ويتفقّد السدودي سير العمل بواسطة اتصال يومي مع زملائه من أصحاب مكاتب السيارات فيجد الأمر متشابهاً على طول 150 مكتبَ سيارات يعمل في قطاع غزة.

ويتابع: “بصفتي نائب رئيس أصحاب مكاتب السيارات أقول:  الحال متدهور، وهناك مكاتب بدأت تقفل أبوابها، ولدينا 150-180 مكتبًا عدا بعض المكاتب العشوائية غير المرخصة التي لا تخضع للضريبة مثلنا ولا نفقات الترخيص”.

وبدأ السدودي يشهر بانخفاض سير العمل قبل 3 سنوات، لكن أزمة كورونا منذ مارس الماضي كانت الأسوأ على الإطلاق حتى بات عاجزاً عن توفير عمل لخمسة عشر سائقاً يعملون لديه ففضّل بعضهم النزول للعمل في الطرقات العامة.

ولا يسجل أنس العنزي، مدير مكتب نبراس للسيارات، 14 طلباً في أحسن الأحوال اليومية منذ بدأت أزمة كورونا وانخفضت طلبات زبائنه بغزة.

ويتابع: “بدأنا العمل عام 2012م، وكنا نحصي عملنا اليومي، ونكتب يوميات العمل في أربع صفحات بدفتر اليوميات بواقع 40 طلبًا، لكن العمل انخفض لأقل من 15 طلبًا. منذ أمس العاشرة ليلاً حتى ظهر اليوم لم نتلقَّ سوى طلبين وفقدنا عملا مكثفا الخميس والجمعة”.

ويملّ السائقون في مكتب نبراس من طول الانتظار فيغادرون تباعاً بعد ساعات طويلة دون عمل حتى لم يبق ملتزماً لدى مكتبه سوى 5 سائقين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...