الإثنين 23/سبتمبر/2024

كاريكاتير الجمهورية المسيء لشعبنا.. صدمة وذهول ومطالب بالاعتذار!

كاريكاتير الجمهورية المسيء لشعبنا.. صدمة وذهول ومطالب بالاعتذار!

في ثنايا صفحاتها، كاريكاتير ينفث حقدًا وعنصرية، وكراهية. صحيفة الجمهورية اللبنانية تنشر كاريكاتيرًا مسيئًا للشعب الفلسطيني، ما أحدث حالة من الصدمة والذهول.

ويحتوي الكاريكاتير على صورة شخص فلسطيني يرتدي الكوفية الوطنية الفلسطينية التراثية التي هي رمز لفلسطين والقضية والمقاومة، ورسم إلى جانبها فايروس كورونا.

حماس تدين
حركة حماس في لبنان استنكرت الكاريكاتير الذي يربط بين صورة الفلسطيني في بداية الحرب الأهلية اللبنانية وفيروس كورونا.

وعبر المكتب الإعلامي لحركة حماس في لبنان، في بيان له، عن استنكاره لهذا الكاريكاتير الذي يؤجج المشاعر العنصرية، ويستحضر الحرب الأهلية، متجاوزاً إجماع الفلسطينيين واللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية، على ضرورة تجاوز تلك المرحلة الأليمة.

واستغربت حماس نشر هذا الكاريكاتير العنصري، في وقت يشهد تنسيقاً لبنانياً فلسطينياً عالي المستوى لدحر فيروس كورونا في لبنان، ومنع انتشاره، “إلا أن البعض حاول أن يزيد الفيروس قبحاً وأذى، بأن يجعله قاتلاً للعلاقات اللبنانية الفلسطينية، وهو ما نرفضه كفلسطينيين ولبنانيين. وقد أثبتت تجربة ما بعد الحرب الأهلية أن هناك إرادة مشتركة لعدم العودة إلى تلك المرحلة السوداء”.

وأكدت الحركة أن تجربة الحرب الأهلية قد أخذ الفلسطينيون واللبنانيون منها العبر، ومن هذه العبر نبذ كل كلام يستفز الغرائز، ويستدعي الكراهية كإحدى أدوات الحرب، داعية صحيفة الجمهورية إلى التراجع عما نُشر، لما يشكله من عنصرية، ويسببه من ضرر لمشاعر الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.

اتصالات عاجلة
كما أجرى المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني -اليوم- اتصالاً هاتفياً برئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، ووضعه في صورة الكاريكاتير العنصري.

واستنكر كيلاني هذا الرسم العنصري، وطلب من محفوظ بصفته رئيساً للمجلس الوطني للإعلام رفض ممارسات هذه الصحيفة.

كما أجرى كيلاني اتصالاً بطارق ترشيشي، مدير التحرير في الصحيفة، مستنكراً هذا الرسم المسيء، والذي لا يمت بصلة لحرية الرأي، ويخالف القواعد القانونية والإنسانية وأدبيات المهنة.

بدورها عبّرت المنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي عن استنكارها للكاريكاتير العنصري المسيء للعلاقات الفلسطينية واللبنانية والوحدة الوطنية الذي نشرته صحيفة “الجمهورية”.

وقالت المنسقية، في بيان: إنّ هذا الكاريكاتير “يؤجج المشاعر العنصرية، ويسيء للوحدة الوطنية اللبنانية، ويستحضر الحرب الأهلية، متجاوزًا إجماع الفلسطينيين واللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية، على ضرورة تجاوز تلك المرحلة الأليمة”، داعية الصحيفة إلى التراجع عن كاريكاتيرها.

مرّة يخاطب مسؤولي الإعلام بلبنان
أما رأفت مرة -القيادي في حركة “حماس” ومسؤول دائرتها الإعلامية خارج فلسطين- فقد طالب الصحيفة بالاعتذار الرسمي العاجل.

وأرسل مرة رسالة إلى مسؤولي الإعلام في لبنان، ووضعهم في حيثيات الكاريكاتير المسيء.

وعدّ مرة الرسم شكلاً من أشكال العنصرية والحقد ونشر الكراهية، مضيفا أنه شكّل إهانة للشخصية الوطنية الفلسطينية ولتاريخ وهوية الشعب الفلسطيني. 

وقال: إن هذا الرسم يخالف الأصول القانونية ومواثيق العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة والقوانين الدولية.

ودعا مرة في رسالته المسؤولين اللبنانين إلى رفض هذا الرسم واستنكاره لأنه ينبش الأحقاد ويؤجج الفتنة ويعيد إلى الأذهان مرحلة مؤلمة نبذل جميعاً جهوداً من أجل تلافيها، وفق قوله.

إهانة واستفزاز
كما عدّت الجبهة الديمقراطية أنّ الكاريكاتير يشكل إهانة واستفزازًا للشعبين الفلسطيني واللبناني والعلاقات الأخوية بينهما.

وقالت الجبهة: “إن (13) نيسان هو مناسبة لاستذكار العبر والدروس مما حصل بهدف الانطلاق نحو مستقبل أجيالنا بروح التعاون والأمل على بناء علاقات صحيحة بين الشعب الفلسطيني وجميع مكونات الشعب اللبناني… بل هي (الجهات العنصرية) ما زالت مصرة على بث سمومها لتؤكد أن مخاطر العنصرية وثقافية الحقد الكراهية هي أقوى وأشد خطرًا على الإنسان من وباء كورونا..”.

ودعت نقابتي الصحافة اللبنانية والمحررين وجميع الإعلاميين والكتاب اللبنانيين إلى إدانة جريدة الجمهورية وسلوكها وإدانة صاحب الرسم، الذي لا ينم سوى عن حقد دفين تجاه الشعب الفلسطيني الذي سيبقى يعتز بعلاقاته التاريخية والراهنة مع الشعب اللبناني بجميع مكوناته، وفق البيان.

“صادم”
المدونة اللبنانية، بتول خليل، تقول: لا نعلم إن كان هذا الفكر كامناً في لاوعي “الجمهورية” أو صاحب الكاريكاتور أو الناشر، ما جعله يعبّر عنه بحركة أو “زلّة” مفاجئة، بل صادمة.

تُضيف: “وبما أن الصحيفة منذ انطلاقتها تعكس خطاب حزب “القوات اللبنانية” وتعتبر محسوبة عليه وتساند مواقفه وقراراته، فهذا ما جعل الكاريكاتير الذي نشرته الصحيفة اليوم مستغرباً ويمكن تشبيهه بالتغريد خارج سياسة الحزب”.

ومضت تقول: يعتبر موقفها الحالي (حزب القوات) واضحاً من هذه المسألة، بعدما قامت بمراجعة تاريخية للحرب اللبنانية وفصولها، قامت بعدها بحركة تصالحية مع الأحزاب والمنظمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، حيث أعلنت “القوات” وقوفها إلى جانب الحقوق الفلسطينية ودعمها للسلطة الشرعية التي تمثلها، وذلك عقب سلسلة من المواقف التي اتخذتها الأخيرة، والتي أعلنت فيها احترامها الكامل للقوانين اللبنانية واعتراضها على أي تحرّك خارج سياق الشرعية اللبنانية والتدخل في شؤون لبنان الداخلية.

وأوضحت أن الانطباع الأوّل الذي يوحي به الرسم هو التركيز على مسؤولية الدور الفلسطيني “الشرير” و”القاتل” كمسبب لانطلاقة الحرب الأهلية وتأثيراتها وذكرياتها بكل ما تحمله من أهوال وويلات ودمار.

وقد يتساءل المرء هنا: لماذا لم يجسّد الكاريكاتور المليشيات اللبنانية المختلفة، والمسلحين اللبنانيين الذين دمروا ونهبوا وقتلوا وخطفوا؟ أليسوا شركاء في الحرب؟ ألم يكونوا بيادقها؟، وفق المدونة.

تتابع المدونة اللبنانية: “وفي الجهة المقابلة من الرسم الكاريكاتوري، فيروس “كورونا” الذي اجتاح العالم، ومن ضمنه لبنان، والذي ربطت الصحيفة بينه وبين المقاتل الفلسطيني، في رسالة تحمل معنى أن الكوفية الفلسطينية التي تعتبر رمزاً للقضية الفلسطينية ونضالها، هي في نظر الصحيفة رمز إرهابي يختزل شرور الحرب اللبنانية، ويوحي بأن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يشكلون الخطورة الوجودية نفسها التي يحملها وباء “كورونا” إذ يهدد حياة اللبنانيين وملايين البشر ويفتك بعشرات الآلاف منهم”.

وأشارت إلى أن ذلك هو ما جعل المقارنة هنا تبدو وكأنها بين شرّين مطلقين يشكلان خطراً على اللبنانيين، ومن خلفهم العالم، ويمثلان عوامل ترهيبية مع أرجحية تأثير قوة الفيروس بوصفها السائدة والمهيمنة على أفكار البشر، في حين أن الأثر الفلسطيني خفَت تأثيره وصار من الماضي.

ومضت تقول: “ولعل نشر الكاريكاتور لا يجدر بالضرورة وضعه في هذا السياق، إذ لم يسبقه أمر مماثل من قبل الصحيفة، ما يستدعي التعامل معه كفعل منفرد ومنعزل. لكنه رغم ذلك، يحمل رمزية مرفوضة رفضاً قاطعاً، تنضح بالكراهية والعنصرية وتقارب المسّ بالسلم الأهلي والانتظام العام، بما يمكن أن تشكّله من استفزاز للفلسطينيين في لبنان وخارجه بالمجّان.

“وهو مشابه لدبّوس ينكأ الجراح، ووخز في الذاكرة الأليمة. لذا بدا من المستغرب أن تسمح “الجمهورية” بنشر هذا الرسم، الذي لا لزوم ولا مبرر لعرضه أو لتحمّل تبعاته، حيث كان من المفترض أن يكون قد اندثر مع الحرب ودُفن مع ذكرياتها الموجعة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات