كورونا.. تفاؤل حذر بانحسار الوباء ودول تسعى لاستئناف الحياة

يكافح العالم بضراوة للحد من الآثار الكبيرة لفيروس كورونا، الذي خلّف عددا كبيرا من الإصابات والوفيات، وانعكست تداعياته على الجانب الاقتصادي، حيث تسعى بعض الدول لاحتواء الهزات التي أحدثها للوباء.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 114539 شخصا في العالم منذ ظهوره نهاية ديسمبر/كانون الأول في الصين، وشُخّصت أكثر من 1853300 إصابة رسميا في 193 دولة ومنطقة.
من جهتها، اغتنمت السلطات الإسبانية التراجع في حصيلة الوفيات لتخفف قليلا -اليوم الاثنين- الحجر المنزلي الصارم.
وفي حين يبدو أن تدابير الابتعاد الاجتماعي بدأت تعطي نتائج في العديد من البلدان مع تباطؤ وتيرة الوفيات، سمحت حكومة مدريد بمعاودة العمل إلى حد ما في المصانع وورشات البناء والمكاتب، بعد أسبوعين من “السبات” الاقتصادي.
وقال رئيس الحكومة بيدرو سانشيز -أمس الأحد-: “ما زلنا بعيدين عن تحقيق النصر، عن اللحظة التي نستعيد فيها حياتنا الطبيعية”، في وقت لا يزال فيه 46.6 مليون إسباني يخضعون لحجر منزلي بالغ الشدة.
وسجلت حصيلة الوفيات اليومية بكوفيد-19 في إسبانيا تراجعا، اليوم الاثنين، مع إحصاء 517 وفاة في الساعات الـ24 الأخيرة، وهو أدنى عدد منذ 20 مارس/آذار، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 17489، وهي الأعلى في أوروبا بعد حصيلة إيطاليا.
وسعيا لتحريك اقتصادها الهشّ، وفي الوقت نفسه لتجنّب ارتفاع الإصابات مجددا، أعلنت السلطات الإسبانية توزيع عشرة ملايين كمامة في قطارات الأنفاق والمحطات على المضطرين إلى استخدام وسائل النقل المشترك.
ورغم أن الصين رفعت تدابير العزل في المنطقة التي ظهر فيها الوباء أول مرة في ديسمبر/كانون الأول، وباشرت تحريك العجلة الاقتصادية، فإن استئناف العودة للعمل غير مطروحة بعدُ في العديد من الدول الأخرى.
وفي فرنسا، سيلقي الرئيس إيمانويل ماكرون كلمة تلفزيونية، مساء اليوم الاثنين، يعلن فيها تمديد الحجر المنزلي العام إلى 10 مايو/أيار على أقرب تقدير.
وسجل هذا البلد -أمس الأحد- تراجعا طفيفا في عدد المرضى في أقسام الإنعاش لليوم الرابع تواليًا، وفي عدد الوفيات اليومية في المستشفيات الذي بلغ 310 وفيات بالمقارنة مع 345 في اليوم السابق، في حين وصلت الحصيلة الإجمالية للوفيات فيه إلى 14393.
وفي إيران، أعلنت السلطات عن 111 وفاة جراء الفيروس خلال 24 ساعة، مشيرة إلى “تراجع منتظم” في الإصابات الجديدة.
فوضى
ويسود وضع مروع في العديد من البلدان، ولا سيما في الإكوادور حيث لم تعد المستشفيات ودور الجنازة قادرة على مواجهة الأزمة.
ففي غواياكيل -العاصمة الاقتصادية- شكلت فرقة خاصة من الشرطيين والعسكريين لجمع الجثث التي تبقى أحيانا متروكة في الشوارع، وجمعت هذه الفرقة حتى الآن حوالي 800 جثة من مساكن بالمدينة.
لكن العدد اليومي للوفيات يظهر بوادر تراجع منذ بضعة أيام في بعض الدول الأكثر تضررا، مثل إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأعلنت إيطاليا -الأحد- عن أدنى حصيلة يومية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بلغت 431 وفاة خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 20 ألفا. وكان هذا العدد يتخطى يوميا منذ 19 مارس/آذار 500 وفاة.
وفي الولايات المتحدة، يبدو أن الوباء يقارب ذروته مع تسجيل 1514 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، في تراجع لليوم الثاني تواليًا.
ورأى مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي الذي يقود جهود البيت الأبيض للتصدي للوباء، أنه سيكون بالإمكان إعادة تحريك النشاط في البلاد تدريجيا اعتبارا من مايو/أيار.
وأوضح أن المؤشرات الرئيسة لانتشار الفيروس “لم تستقر فحسب؛ بل بدأت تتراجع”، مبديا “تفاؤلا حذرا”.
غير أن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو لفت إلى أننا “لا نشهد تراجعا مهما، بل مجرد استقرار”، في وقت تعدّ فيه ولايته بؤرة الوباء في الولايات المتحدة مع تخطي عدد الوفيات فيها تسعة آلاف.
وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب نشر وسم على تويتر يدعو لإقالة الدكتور أنتوني فاوتشي، بعد أن قال إنه كان من الممكن إنقاذ أرواح لو اتخذت البلاد إجراءات العزل العام مبكرا خلال تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأعاد ترمب -أمس الأحد- نشر رسالة من مرشح جمهوري سابق للكونغرس، استشهد بتصريحات أدلى بها فاوتشي في لقاء تلفزيوني، وقال على تويتر: “حان الوقت.. أقيلوا فاوتشي”.
مناقضة ترمب
وسبق أن أعاد الرئيس الجمهوري من قبل نشر تغريدات تنتقد مسؤولين أو خصوما له بدل أن ينتقدهم مباشرةً، وأثارت إعادة نشر الوسم تكهنات بأن صبر ترمب تجاه الخبير الشهير قد بدأ ينفد وقد يقيله بالفعل.
ولم يعلق البيت الأبيض -اليوم الاثنين- على التغريدة التي أعاد ترمب نشرها.
وبرز دور فاوتشي على مستوى البلاد في قيادة مكافحة الوباء، وناقضت تصريحاته رؤية ترمب، وصحّح الرئيس في أمور علمية خلال الأزمة بما شمل مدى فاعلية عقار هيدروكسي كلوروكين -وهو دواء قديم مستخدم في معالجة الملاريا- في التغلب على كوفيد-19.
وفاوتشي مستهدف من الأصل من اليمين المتطرف في البلاد بسبب مناقضة تصريحاته لرؤية ترمب، وتسببت تلك التصريحات الأخيرة في مزيد من الانتقادات له.
وكان ترمب تدخل الأسبوع الماضي خلال إفادة صحفية يومية عن تطورات كورونا بالبيت الأبيض، ومنع فاوتشي من الإجابة عن سؤال بشأن الهيدروكسي كلوروكين.
وقال جو لوكهارت، المتحدث باسم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون: “لن يقيل فاوتشي اليوم.. إنه يريد أن يهينه أولا لبعض الوقت، وهناك شيء واحد يمكن أن تطمئن له.. وهو أنه لن يملك الجرأة لإقالته بنفسه”.
وقاد فاوتشي (79 عاما) الإدارة الاتحادية المسؤولة عن مكافحة الأمراض المعدية منذ عام 1984.
وأظهرت بعض استطلاعات الرأي خلال الأزمة أن الأميركيين يثقون به أكثر من ثقتهم بترمب.
وأعلنت كوريا الجنوبية أنها سترسل إلى الولايات المتحدة -الثلاثاء- دفعة أولى من آلاف الفحوص المصنعة في اثنين من مختبراتها.
وفي روسيا، باشرت مدينة موسكو -اليوم الاثنين- العمل بنظام أذونات تنقل إلكترونية، يتحتم على السكان تنزيلها واستخدامها للتنقل بالسيارة أو بوسائل النقل العام، سعيا لمراقبة الالتزام بإجراءات العزل في العاصمة الروسية.
وبحسب إحصاءات بكين الرسمية، فقد أصاب فيروس كورونا المستجد 82160 شخصا في الصين، وأودى بحياة 3341 شخصا.
وفي أميركا، دعا أبرز نائبين ديمقراطيين في الكونغرس الأميركي الجمهوريين -اليوم الاثنين- للعمل من أجل إنجاز تشريع جديد بخصوص فيروس كورونا المستجد يشترك فيه الحزبان، وأشارا إلى نقص التمويل لإجراء الفحوص اللازمة على مستوى البلاد من أجل البدء في إعادة تشغيل الاقتصاد الأميركي.
وكان الجمهوريون قد جددوا قبل يومين ضغطهم من أجل تخصيص 250 مليار دولار لمساعدة الشركات الصغيرة على التأقلم مع الوباء، في حين ضاعفوا معارضتهم للجهود الديمقراطية لتوسيع التشريع ليشمل اعتمادات أخرى.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر، في بيان مشترك: “لدينا مشكلات حقيقية تواجه هذا البلد، وحان الوقت للجمهوريين كي يتخلوا عن المواقف السياسية المتمثلة في اقتراح مشاريع قوانين يعرفون أنها لن تحظى بالقبول في مجلس النواب ولا مجلس الشيوخ. التزموا الجدية واعملوا معنا من لإيجاد حل”.
وبدأ الخلاف بمناوشة كلامية في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، عندما فشل الجمهوريون -الخميس- في تحريك إجرائهم الصغير بسبب معارضة الديمقراطيين.
وبعدها، عرقل الجمهوريون إجراء الديمقراطيين الذي كان سيخصص بعض المال لإقراض بنوك مملوكة لمجتمعات وأقليات، ويساعد المستشفيات ويوسع الدعم الغذائي للفقراء.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيز: الجميع مسؤول أمام القانون الدولي لصمته على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
تونس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن...

أبو سلمية: نفاضل بين الجرحى والمرضى والمنظومة الصحية شبه منهارة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، إن الأطباء في المستشفى يفاضلون بين المرضى والجرحى. وأضاف أبو...

القوات اليمنية: نفذنا عمليتين استهدفتا مطار رامون ردًا على جرائم الاحتلال
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأربعاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار رامون في...

حماس: عملية جنين أبلغ رد على محاولات الاحتلال إخماد المقاومة
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، إن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت عند حاجز الريحان...

إصابة جندي إسرائيلي بعملية دهس في الخليل واستشهاد المنفذ
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، يوم الأربعاء، منفذ عملية الدهس قرب حاجز "سدة الفحص" جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت...

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...