في ظل جائحة كورونا.. الشيكات المرتجعة تهدد التجار بالإفلاس

بات من الواضح أن الأزمة الاقتصادية التي رافقت جائحة كرونا ستكون أصعب من التداعيات الصحية، سيما وأن بوادر انهيار في صفوف كثير من التجار بدأت تظهر في الأفق،بعضها مرتبط بحالة الركود التام التي تسود الأسواق حاليًّا، وبعضها مرتبط بسياسات وقرارات مرتبكة لسلطة النقد في حالة الطوارئ.
وتبرز أكبر تجليات تلك الأزمة في قضية الشيكات المرتجعة، حيث يصف التاجر مقداد العارضة لمراسلنا ورق الشيكات هذه الأيام، بأنه بات مجرد ورق بلا قيمة، خاصة وأن حجم الشيكات المرتجعة في البنوك بلغ 60% في هذه الفترة، وهذا يعني انهيار اقتصادي.
ويرى صاحب شركة التايه للاتصالات، إبراهيم التايه، “من المؤسف أن أكثر من ستين بالمائة من شيكات المقاصة أُرجعت بسبب عدم تغطية أصحابها من التجار لها، وبعضها قيمته صغيرة وبإمكان التجار تغطيتها”
وأضاف: “تكمن المشكلة في أن سلطة النقد والبنوك تساعد التجار على إرجاع الشيكات وإيجاد مبرر لهم، مشددا على أنه إن لم يُصحح هذا المسار فسوف تكون النتائج كارثية”.
قرارات غير مدروسة
وكانت الحكومة أصدرت قرارا تزامن مع إعلان حالة الطوارئ بالسماح بتمديد الحق المالي للشيكات والقروض أربعة أشهر، ومنح مصدر الشيك حق عدم تغطيته ماليًّا حتى لو كان يملك وله رصيد في البنك، وهو ما أثار حفيظة كثير من التجار والمواطنين من أن ذلك سوف يؤدي إلى انهيار اقتصادي.
ويرى التاجر العارضة لمراسلنا أن الوقوف مع الفئات الهشة في مسألة القروض أو منح إجراءات تسهيلية للمتعثرين أمر واجب على الحكومة في هذه الفترة، وهو مفهوم، لكن ما حدث هو أن الحكومة فتحت الأمر للجميع، فأصبح من يملك ومن لا يملك يرجع شيكه في البنك ولا يدفع، فمن يملك يقول، بما أنه مسموح لي تأجيل الشيكات لأربعة أشهر فلن أدفع الذمم المترتبة عليّ اليوم، واحتفظ بالسيولة لدي، وأدفعها لاحقا.
وتساءل التاجر أسيد دراغمة عن مستوى الارتجالية في اتخاذ القرارات ذات البعد الاقتصادي في ظل حالة الطوارئ الراهنة، مؤكدًا أن التجار لن يتعافوا مع انتهاء الأزمة الحالية بسهولة، فبعد أربعة أشهر لن يأتي أصحاب الشيكات لدفع ما عليهم، بل سندخل في دوامة جديدة من آليات التحصيل.
وأضاف لمراسلنا أن ذلك يتزامن مع عدم وجود تدفقات نقدية نتيجة توقف البيع والشراء في الفترة الذهبية للموسم التي خسرناها، فبالنسبة لنا نحن تجار الملابس؛ فإن فترة الربيع الراهنة هي الفترة الذهبية للبيع في كل عام، ومع دخول شهر رمضان يتوقف البيع، سيما في النصف الأول بشكل شبه تام.
وعدَّ أن التجار وأصحاب المحال التجارية تحملوا في هذه الفترة أكثر من طاقتهم، في حين أن الحكومة عاجزة عن توفير أي شكل من أشكال الدعم الفعلي لأي من القطاعات.
وشدد على أنه لو توقفت حالة الطوارئ اليوم، فإننا سنحتاج عاما كاملا للخروج من الأزمة الاقتصادية التي بنيت عليها، وامتدادها أكثر من ذلك سوف يقود قطاعات اقتصادية عديدة نحو المجهول، مشككا في القدرة على تحمل وقف الأسواق لأكثر من أسبوعين قادمين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الهمص: الاحتلال يقتل طفلًا في غزة كل 40 دقيقة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف مدير عام المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، عن استشهاد أكثر من 16 ألف طفل في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة...

تقرير: التدمير الإسرائيلي للقطاع الزراعي يستهدف إبادة الفلسطينيين واستئصال وجودهم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ أكتوبر 2023، استهدف بشكل...

هيئة الأسرى: إهمال طبي متعمد وقمع متواصل للأسرى في عوفر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة سجن "عوفر" الاحتلالي تواصل اقتحام غرف الأسرى، وقمعهم، تزامنا مع إهمالهم...

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...