الإثنين 05/مايو/2025

المستوطنات .. بؤرة الوباء والاعتداء على الفلسطينيين بالضفة

المستوطنات .. بؤرة الوباء والاعتداء على الفلسطينيين بالضفة

منذ احتلالها لأرض فلسطين تواصل قوات الاحتلال تهويد الأراضي والممتلكات الفلسطينية، بتعزيز وتسريع بناء المستوطنات في كل مكان بلا حسيب ولا رقيب، فمنذ حزيران/ يونيو 1976 لم يتوقف البناء الاستيطاني على الأرض الفلسطينية، ولم تتوقف اعتداءات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني يوماً.

وحيث تمثل المستوطنات الصهيونية سرطاناً في جسد الأرض الفلسطينية، باتت تشكل الآن مستنقعاً وبؤرةً لوباء “فايروس كورونا”، ووفق محللين فإنّ المستوطنين باتوا يشكلون دولة داخل دولة الاحتلال.

اعتداء ووباء

المختص في الشؤون الصهيونية، عماد أبو عواد، أشار إلى أنّ المستوطنات الصهيونية بالضفة الغربية باتت تشكل في معظمها مصدراً فعليًّا لوباء “كورونا”، مبيناً أنّ المستوطنين باتوا مؤخراً غير ملزمين بقرارات الحكومة الصهيونية، وباتوا يرتجلون في كل تحركاتهم.

ويؤكّد أبو عواد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المستوطنين تحولوا فعليًّا إلى دولة داخل دولة الاحتلال، فهناك في مستوطنات الضفة الغربية فقط ما يزيد عن 700 ألف مستوطن 70% منهم من المتدينين.

ويعتقد المحلل السياسي، أنّ معظم مستوطنات الضفة باتت مستنقعات وبؤراً للوباء، حيث يعمل العمال الفلسطينيون في هذه المستوطنات، وهم الفئة الأكثر احتكاكاً بمستوطني هذه المستوطنات، ما يجعلهم عرضة للإصابة من جهة، وعرضة لنقل العدوى من جهةٍ أخرى.

ويشير إلى أنّ وجود المستوطنات بالضفة، في ظل إدارة وزير الجيش اليميني المتطرف الذي بات يمثلهم في داخل الحكومة “الإسرائيلية” فعليًّا، حيث باتت أيضاً اعتداءات المستوطنين محمية من الجيش “الإسرائيلي”، وأصبحوا يصادرون الأراضي الفلسطينية بشكل شخصي، كما حدث قبل أيام في راس العوجا.

تهويد بلا هوادة

ورغم انشغال العالم بوباء “فايروس الكورونا” الذي يجتاح كل دول العالم، فإنّ غياب الفعاليات على الأرض بسبب حالة الطوارئ التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، لم يحجب عن الأنظار صورة الوضع على الأرض والزحف الاستيطاني الذي أخذ أبعادا واسعة في ظل الدعم الأميركي غير المحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق إحصائيات المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، فإنّ هذا الدعم الذي لم يعد يرى في الاستيطان انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، حيث بلغ عدد هذه المواقع  أكثر من 450 موقعا، منها 158 مستوطنة، والمئات من البؤر الاستيطانية التي أخذت حكومة الاحتلال تضفي عليها شرعية من خلال الاعتراف بها كمستوطنات جديدة، أو من خلال عدِّها أحياء تابعة لمستوطنات قائمة، واقترب عدد المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، نحو 850 ألفا، يقيم 620 ألفا منهم في مستوطنات الضفة الغربية، وباتت نسبة المستوطنين إلى المواطنين الفلسطينيين تعادل نحو 22 بالمائة من السكان.

ويؤكّد المكتب الوطني، في تقريره الأسبوعي، أنّ: “المستوطنات “الإسرائيلية” تحولت إلى بؤر ناقلة لوباء “كورونا” للمدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية”.

حيث دعا العمال الفلسطينيين على أساسه للتوقف تحديدا عن العمل في المشاريع الإسرائيلية في المستوطنات، جاءت التطورات تؤكد مصداقيته، “حيث بدأ وباء الاستيطان والمستوطنات يصدر بضاعته إلى الجانب الفلسطيني عبر العمال الفلسطينيين، الذين تركهم الجانب الإسرائيلي دون حماية من وباء الفايروس المستجد”. يقول المكتب الوطني.

ويؤكّد أنّ حالات إصابة بدأت تظهر في القرى والمدن الفلسطينية، أما مصدرها فقد كانت المشاريع الإسرائيلية في المستوطنات، كما جرى مع الإصابات المسجلة لعمال فلسطينيين في مصنع دجاج في مستوطنة “عطروت” في القدس المحتلة، ما يعد نذير خطر، يتطلب من الجميع مضاعفة الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية بشأنه.

عربدة المستوطنين

ويشير المكتب الوطني، إلى أنشطة الاستيطان المتواصلة، حيث يواصل المستوطنون عربدتهم ويخربون ويقطعون مئات أشجار الزيتون في الأراضي الواقعة بين محافظتي بيت لحم والخليل، وتحديدا في أراضي منطقة القانوب ببلدة سعير، القريبة من مستوطنة “اصفر”، حيث تم تقطيع حوالي 300 شجرة  من أرضي أحد المواطنين البالغ مساحتها 42 دونما، وقبل ذلك حطم المستوطنون 40 شجرة كرمة، و10 أشجار زيتون، تقع في منطقة “سهل الرجم””، القريبة من مجمع مستوطنة “غوش عصيون” الجاثمة.

ويؤكّد المكتب الوطني، أنّ المستوطنين صعّدوا في الفترة الأخيرة من انتهاكاتهم مستغلين حالة الطوارئ التي تمر بها محافظة بيت لحم، وقطعوا المئات من الأشجار في بلدات الخضر، ووادي فوكين، ووادي رحال، كما نصب مستوطنون خياما بمنطقة جلجل في برية تقوع، شرق بيت لحم، ويتخوف الفلسطينيون من تحويلها إلى أماكن للحجر خاصة بالمستوطنين، بعد أن تفشى فيروس “كورونا” في المستوطنات المحيطة ببيت لحم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات