السياسة فوق الكورونا في إسرائيل

أرقام الكورونا في إسرائيل تتزايد وإن بشكل أقل نسبيا، ولم تنجح إسرائيل الآن في تسطيح المنحنى بعد، فقد سُجلت 71 حالة وفاة حتى صباح حتى هذا اليوم و8166 إصابة، إضافة ل147 حالة في وضع صعب منها 122 حالة في العناية المكثفة، وقد يصل اليوم إلي إسرائيل مستلزمات طبية من كوريا الجنوبية لمساعدتها على الوصول لهدف 10 آلاف عملية فحص يومية ، وقد اتخذت إجراءات صارمة جديدة وصلت إلى منع التجول في فترة اعياد الفصح.
في المقابل تواجه عملية تشكيل حكومة الطوارىء الوطني صعوبات حقيقية، فإلى أين تتجه الأمور في إسرائيل؟ صحياً، من المقرر أن يتم عقد جلسة لتقدير الموقف بعد الاعياد ، فالاوضاع الاقتصادية قد تكون أخطر من الأوضاع الصحية ، ومن المتوقع أن يتم بدء تخفيف الإجراءات في تاريخ 19/4 تقريبا ، بدأً من الشباب ثم المرضى الذين تعافوا وهكذا ، وذلك على الرغم من تراجع عمليات الفحص بسبب النقص في المستلزمات الطبية .
من غير المتوقع أن يتوقف بنيامين نتنياهو عن طريقته الفردية في إدارة الأزمة دون استشارة حقيقة للجهات المهنية ، وقد اتهمته أوساط واسعة في إسرائيل بأنه يتعامل كحاكم فرد، ويدمر أسس الإدارة السليمة والديمقراطية ، ودعته لترك الطريق الشعبوية في إدارة الأزمة الحرجة بل على العكس تماماً ، قد يسجل مع ذلك نتنياهو نقاط جديدة لصالحه في الرأي العام الإسرائيلي .
اقتصاديا : أثرت الكورونا على الاقتصاد بشكل كبير وواضح وأحد المؤشرات لذلك هي التوقعات السلبية لمؤشرات اقتصادية ، فالناتج المحلي الاجمالي سيصل في العام 2020 إلى ( 53% – ) بعد أن كان متوقعاً أن يصل قبل الأزمة إلى 29 % ، أما البطالة فسوف تصل في العام 2020 إلى 6% بعد أن كان متوقعا ان تصل إلى 33% ، ومع ذلك يتوقع أن تتحسن الأمور في سنة 2021 .
سياسياً : لم تؤثر الكورونا بشكل جوهري على الخلافات حول تشكيل حكومة الطوارىء ، فقد أدى تراجع الليكود في اللحظة الأخيرة عن تفاهات حول لجنة تعيين القضاة ، وتحديدا طلبه التحكم بمواعيد الاجتماعات إلى نشر الإتفاق وتأجيله إلى موعد الأعياد ، إضافة إلى عدم الإتفاق حول موضوع ضم أجزاء من الضفة الغربية.
ويبدو بأن سبب الأزمة الحقيقي هو محاولة الليكود إرضاء بينت وشكيد الغاضبين من عدم حصولهما على الوزارات المناسبة او ما يزعمان أنه خشية من قيام غانتس وحزب أزرق أبيض بتدمير انجازاتهما في القضاء ،وهما يهددان بعدم الانضمام للحكومة.
في المقابل سيستفيد غانتس من الانضمام لحزب العمل بثلاثة مقاعد له إضافة إلى عضوي الكنيست هندل و هاوزر لتصبح كتلة غانتس من 19 إلى 20 مقعد أمام كتلة اليمين والبالغ عددها 50 مقعد ، أما على أرض الواقع فلم تمنع الكورونا ولا الخلافات السياسية الاحتلال من ممارسة سياساته القمعية .
فعلى سبيل المثال : نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر أمني أنه وقع 16 حالة اعتداء ضد الفلسطينيين في الشهر الحالي مقابل 9 في شهر فبراير و5 في شهر يناير. وقد وثقت جمعية بيت سيلم 50 حالة اعتداء منها 21 حالة في شهر مارس ووفق منظمة بيت سيلم فإن 91% من ملفات الاعتداءات بشكل عام . وتحديدا منذ 2005 _ 2009 يتم إغلاقها .
وهكذا تبدو السياسة والاحتلال فوق الكورونا في إسرائيل .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن
المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....