أزمة المعتقلين الفلسطينيين في السعودية.. الأهداف والدلالات
![أزمة المعتقلين الفلسطينيين في السعودية.. الأهداف والدلالات أزمة المعتقلين الفلسطينيين في السعودية.. الأهداف والدلالات](https://palinfo.com/wp-content/uploads/models/media/images/2019/12/8/1113978493.jpg)
تدخل أزمة المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية عامها الأول، دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج للقضية، سيما بعد تنفيذ السلطات السعودية حملة اعتقالات ثانية، في شباط الماضي.
وأوقفت السعودية عشرات الفلسطينيين من طلاب وأكاديميين ومقيمين على أراضيها منذ عام، تعسفيًّا، منهم محمد الخضري، مسؤول العلاقات بين حركة حماس والمملكة، دون توجيه تهم رسمية لهم، كما خضع بعضهم للمحاكمات دون معرفة مصيرهم، وفق مؤسسات حقوقية.
وبدأت السلطات السعودية، في 8 مارس/آذار الماضي، بمحاكمة نحو 62 فلسطينيا (بعضهم من حملة الجوازات الأردنية) مقيمين داخل أراضيها.
ورغم محاولات حركة “حماس” المستمرة للتواصل مع المسؤولين السعوديين ودعواتها للإفراج عن المعتقلين، إلا أن المملكة كانت تقابلها بالمزيد من الخطوات التصعيدية ضد الفلسطينيين.
دلالات الاعتقالات
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي “فراس أبو هلال”، أن عدم الاستجابة السعودية الرسمية لمناشدات الإفراج عن المعتقلين، تأتي في سياق السلوك الرسمي تجاه قضية الاعتقالات عمومًا، وليس فقط المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين.
وأضاف: السياسة السعودية للأسف، تقوم الآن على عدم تنفيذ تسويات أو إفراجات لإثبات أنها لا تخضع للضغوط، وتعتقد أن هذا رمز لقوة الدولة وسيطرتها، وهو في الحقيقة رمز لـ”موت السياسة، وإنهاء لأعراف السياسة السعودية التي قامت تقليديا على الحكم بطريقة أبوية تحترم العلاقات بين الحكام والمحكومين”.
وأردف: الآن تريد القيادة السعودية، إثبات أنها تفعل ما تريد، وتعتقل من تريد، ولا تخضع لا للقانون ولا للتوافقات.
وأشار إلى أن الاعتقالات تأتي في إطار تقديم صورة عن السعودية الجديدة، و”هي المملكة التي تقطع علاقتها مع أي تيار ينتمي للإسلام السياسي من جهة، والتي لديها الاستعداد للضغط على الفلسطينيين لإثبات استحقاقها للشرعية الأمريكية، عبر بوابة التخلي عن القضية الفلسطينية”.
ونبّه إلى أنه لا يوجد طرق مسدودة في العلاقات السياسية، مشيرا إلى أن “سلوك السياسة السعودية يجعل من الصعب توقع حدوث انفراج، وإن كان لا يجب أن يدفع هذا حماس لأن توقف المساعي لعلاقات متوازنة لا تعني الخضوع، ولكن احترام كل طرف لمصالح الطرف الآخر”.
ويرى “أبو هلال” أن “حماس تبالغ في الهدوء والمجاملة، رغم أن موقفها صعب ولا بد أن توازن بين التصعيد وعدم خسارة العلاقة مع السعودية”، مضيفا: على الحركة أن تطرح قضية المعتقلين حقوقيا عبر محامين دوليين متخصصين بمثل هذه القضايا.
سلوك سياسي
بدوره يرى “سليمان بشارات”، الباحث في مركز يبوس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية، أن حملة الاعتقالات السعودية، سلوك سياسي أكثر منه أمني؛ و”الدليل على ذلك أن الشخصيات المعتقلة بعضها معروف بشخصيته وطبيعة دوره التنظيمي الذي كان يقوم به، وكان ذلك بموافقة من السلطات السعودية، وجميعهم يحظى بإقامة رسمية في المملكة”.
وأوضح “بشارات” أن التغيير الحاصل في الموقف السعودي من حركة حماس والقضية الفلسطينية يمكن فهمه من خلال بعض المحددات؛ أولها، تغيير في البنية السياسية للقيادة السعودية وسيطرة ولي العهد محمد بن سلمان، بشكل أكثر قوة على النظام السياسي، وبالتالي تحقيق امتداد في الرؤية السياسية بالمنطقة لفصائل المقاومة الإسلامية بالتحديد، وتغير مفهوم رؤيتها من القضية الفلسطينية عمومًا.
الأمر الثاني، وهو الخضوع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للسياسات الأمريكية في أعقاب تولي ترمب رئاسة الولايات المتحدة، والعمل على تحقيق خطة السلام التي يقوم عليها والتي توّجت بصفقة القرن.
والأمر الثالث، هو إبراز ذاتها “أي المملكة” أنها فاعل في المنطقة سياسيا، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والورقة المباشرة التي تستطيع التحرك بها كان بالعمل على اعتقال هذه الشخصيات الفلسطينية.
وأضاف: كان بإمكان المملكة بكل سهولة أن ترحّل هذه الشخصيات، وتسحب إقامتها بذريعة اتهامها بالانتماء أو مساعدة حماس أو المقاومة، لكن ذهابها إلى سلوك الاعتقال والمحاكمة، دليل على أن الموضوع ليس بأمني وإنما سياسي، وهذا أيضا سبب الرفض في قبول أي وساطات للإفراج عنهم؛ لأن استمرار اعتقالهم منوط زمنيا بقضايا أخرى.
وعن علاقة الاعتقالات بصفقة القرن، أوضح “بشارات” أن هناك أكثر من هدف أو سبب لهذا الاعتقال، قد يكون الضغط على حماس بهدف قبول صفقة القرن أحدها، لكن هناك منظور أكبر يتعلق بالتسوية السياسية بالمنطقة، وكذلك أمر يتعلق بالمواقف السياسية المتزنة التي تتسم بها حماس تجاه القضايا المختلفة في العالم، وكذلك علاقتها مع العديد من المحاور التي تنظر المملكة لها على أنها متناقضة معها.
وتابع: “ربما يكون أحد الدوافع هو قوة العلاقة ما بين حماس وقطر، أو علاقتها مع تركيا، أو مع إيران، وبالتالي تسعى المملكة لإيصال رسائل لحماس، أنها لن تسلم من أي تضييق ما دامت لم تنخرط ضمن المحور الذي تعد المملكة نفسها هي قائده، وهو محور السعودية- الإمارات ومصر”، وفق قوله.
وعن إمكانية حدوث انفراجة للقضية، نبّه “بشارات” إلى تجربة حماس في كثير من القضايا منها قضية اختطاف الشبان في سيناء، والعمل على الإفراج عنهم بعد مدّة طويلة، وكذلك مع الكثير من الملفات، تؤكد أنها لا تتوقف عن بذل جهود كبيرة في أي منها.
وأضاف: “ربما تتهيأ الظروف في وقت معين تساعد أو تساهم في تعزيز هذا التحرك، باتجاه الإفراج عنهم، لكن قد يحتاج الأمر لوقت أطول، وقد تطول الأمور لعام آخر، إلا إذا حدثت بعض التطورات الميدانية أو السياسية التي يمكن أن تساهم في الإفراج عنهم”.
ويتفق “بشارات” مع “أبوهلال” أن “حماس” لن تذهب باتجاه قطع علاقات تامة مع أي طرف كان، مستدلا بتجربة الحركة سابقا مع طهران ومع مصر وكذلك الأردن، حيث إنها تبقى دائما على قنوات اتصال، لأن ذلك ليس مرهونا بمفهوم ضيق لرؤيتها وسياساتها، وإنما لمفهوم مستقبلي يتعلق بمكانة الحركة ومستقبل القضية الفلسطينية.
قدس برس
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
![هيئات الأسرى: ارتفاع معتقلي الضفة إلى 9325 منذ بداية العدوان على غزة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/04/prisoners.jpg)
هيئات الأسرى: ارتفاع معتقلي الضفة إلى 9325 منذ بداية العدوان على غزة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت هيئات الأسرى الفلسطينيين أنّ حصيلة الاعتقالات بالضفة الغربية إلى نحو 9 آلاف و325 منذ بدء العدوان على غزة...
![الجماعة الإسلامية في لبنان تنعى القيادي أيمن غطمة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/06/ayman_ghatma.jpg)
الجماعة الإسلامية في لبنان تنعى القيادي أيمن غطمة
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام نعت الجماعة الإسلامية في لبنان الشهيد أيمن هاشم غطمة الذي ارتقى ظهر اليوم السبت بغارة شنّها الاحتلال الإسرائيلي، في...
![تل أبيب تشهد أضخم مظاهرات في إسرائيل لإسقاط نتنياهو](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/06/protest_tel_aviv2.jpg)
تل أبيب تشهد أضخم مظاهرات في إسرائيل لإسقاط نتنياهو
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شارك آلاف الإسرائيليين، السبت، في مظاهرات حاشدة في مدينتي تل أبيب وقيسارية للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى...
![جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابط في جنوب قطاع غزة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/06/killed_soldier4.jpg)
جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابط في جنوب قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مقتل ضابط في صفوفه خلال معارك بجنوب قطاع غزة، ما يرفع مجموع قتلاه منذ 7 أكتوبر/...
![سياسة التجويع تفتك بـ 4 أطفال بمستشفى كمال عدوان خلال أسبوع](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/06/starving_babies.jpg)
سياسة التجويع تفتك بـ 4 أطفال بمستشفى كمال عدوان خلال أسبوع
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أدّى سوء التغذية وانعدام الغذاء في قطاع غزة إلى مزيد من وفيات الأطفال، حديثي الولادة، وهو ما حصل في مستشفى كمال عدوان...
![استخدمته كدرعٍ بشري.. قوات الاحتلال تنكّل بشاب جريح في جنين](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/06/torturing_injured_palestinian.jpg)
استخدمته كدرعٍ بشري.. قوات الاحتلال تنكّل بشاب جريح في جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على التنكيل بشاب فلسطيني جريح، ووضعته على مقدمة سيارة عسكرية إسرائيلية، واستخدمته...
![54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2023/05/120523_GAZA_AH_1_00-5-1080x675.jpg)
54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...