إسلام دويكات.. شهيد جبل العرمة الثاني

جبل العرمة يُودع شهيده الثاني، الذي أصيب بنيران الاحتلال الإسرائيلي، في الحادي عشر من الشهر الماضي، في ملحمة بطولية ضد الإسرائيلي الغريب الذي حاول سلب الأرض، وتزوير التاريخ.

ونعى المواطن عبد الغني دويكات، نجله الشهيد إسلام (22 عاما)، عبر مآذن مساجد بلدة بيتا بنابلس، والذي ارتقى أمس الأربعاء، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

دويكات كان قد أصيب برصاصتين معدنيتين مغلفتين بالمطاط في الحادي عشر من شهر آذار المنصرم خلال تصديه مع أهالي بلدته لجنود الاحتلال في جبل العرمة جنوب القرية.

وبات المواطنون ليلة الحادي والعشرين أعلى الجبل، وتوافد المئات من أبناء البلدة للرباط في المنطقة لحمايتها وحراستها؛ لصد اقتحام المستوطنين.

ووصلت قوات الاحتلال، وحاصرت الجبل حينها حسب شهود عيان، وباشرت بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

إصابتان لشابين في الرأس، كانت أولاهما للشهيد محمد عبد الكريم حمايل (15 عاما)، الذي ارتقى في اليوم ذاته شهيدا، والثانية لدويكات الذي دخل في غيبوبة منذ تلك اللحظة، وأعلن عن استشهاده أمس.

والده عبد الغني، يقول: إسلام مثل أي شاب فلسطيني، يحاول أن يقدم ما عنده لوطنه، وهذا قدره.

يضيف أنه استغرب من أفعال إسلام في الفترة الأخيرة؛ كان مواظبا على قيام الليل والصيام، وكأنه يودع دنيانا.

ويقول الوالد المكلوم: كنا على جبل العرمة لإيصال رسالة للمستوطنين، لحمايته من أطماعهم.

ويؤكد أن المرابطين على جبل العرمة تفاجأوا من حجم الرصاص الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال وجهوا الرصاص من نقطة صفر، أصابت رصاصتين، إسلام واحدة في رأسه، والثانية في وجهه.

“كنت جوار إسلام، عندما أصيب، حاولت أن أسعفه وصرخت على الجندي، لماذا قتلته، أصابني أنا الآخر برصاصتين مطاطيتين في بطني”، يقول الوالد.

وينبه أن الأطباء عندما نقل لمشفى رفيديا أخبروه أن الإصابة ليست سهلة، ونقلناه لمشفى آخر، وأخبرونا نفس الحديث، وحدث له نزيف مكان الإصابة، ما أدى لسوء حالته واستشهاده مساء أمس الأربعاء.

“الرسالة الموجهة لشبابنا أن دماء الشهداء هي أمانة، والشهداء وضعوا أمانة الحفاظ على الأرض أمانة في أعناقنا”، هذه رسالة والد إسلام.