من فلسطين: رسائل إنسانية عاجلة في زمن كورونا

(1) أسرى فلسطين ووباء الاحتلال!
يعاني ما يقارب 7 آلاف أسير فلسطيني؛ بينهم الأطفال والنساء والمرضى في سجون الاحتلال الصهيوني من إجرامه وانتهاكاته اليومية المستمرة، في ظل أوضاع مأساوية تفرضها إدارة السجون مع انتشار وباء كورونا وانعدام أبسط الحقوق الإنسانية وشروط النظافة والصحّة العامة داخل السجون، مع تخوّف من إصابة وتفشّي هذا الفيروس بين الأسرى داخل سجون الاحتلال.
أمام هذا الوضع الخطير الذي يتهدّد خيرة أبناء فلسطين من الأسرى؛ الذين يدافعون عن كرامتهم وقضيتهم العادلة، ضد وباء الاحتلال المستمر في إرهابه ضد الأرض والشعب الفلسطيني من أكثر من 70 عاماً، فإنَّ من واجب الأمَّة عليهم، أفراداً ومؤسسات، دولاً وحكومات:
التضامن معهم بكافة الوسائل وشرح معاناتهم وآلامهم وفضح جرائم الاحتلال بحقّهم، على جميع الأصعدة، الإعلامية والسياسية والإنسانية.
دعم صمودهم والتواصل مع عائلاتهم لإظهار التعاطف وتقديم ما يخفّف عنهم.
الضغط على الاحتلال من أجل وقف جرائمه وانتهاكاته ضدهم وإنهاء معاناتهم وتحريرهم من ظلمه وإرهابه.
(2) قطاع غزّة بين الحصار والعدوان
للعام الثالث عشر، يستمر الحصار المفروض على قطاع غزّة، الذي يعيش فيه أكثرُ من مليوني إنسان في 365 كم مربع، وتبلغ نسبة البطالة في القطاع 52%، وبين العاطلين عن العمل 70% من الشباب، ويعتمد أكثر من ثلثي سكان القطاع على المساعدات الإنسانية، وإلى جانب حصار بحري وجوي وبرّي ظالم فاقم الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكّان القطاع، فقد تعرّض إلى ثلاثة حروب عدوانية خلال السنوات العشر الماضية، راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، وخلّفت الآلاف من المرضى والجرحى والبيوت والمنازل المدّمرة والبنية التحتية الهشّة.
ومع أنباء انتشار جائحة كورونا في العالم، واستمرار الحصار والظروف والأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزّة، فإنَّ الأمَّة بأحرارها وأفرادها ورجالاتها ومؤسساتها ومنظماتها الشعبية والرّسمية العالم مطالبة اليومَ قبل أيّ وقت مضى، بتحمّل المسؤولية التاريخية أمام الشعب الفلسطيني الذي يعاني من خطر وباء الاحتلال وجرائمه:
تقديم المساعدات الطبيّة العاجلة وتوفير المستلزمات اللازمة في مواجهة جائحة كورونا، وتخفيف من معاناة أهل قطاع غزّة من الحصار المفروض عليهم من أكثر من 13 عاماً.
المساهمة الفاعلة في دعم الأسر الفقيرة وأصحاب الدَّخل المحدود، والتضامن وتقديم كفالات شهرية لأسر الشهداء وعائلات والجرحى، ودعم مشاريع الصحّة والتعليم وخدمة المجتمع ورعاية مصالحهم.
إنَّ استمرار الحصار على قطاع غزّة يعدّ جريمة ضد الإنسانية، ينبغي إنهاؤها فوراً، ورفع الحصار عنها بشكل نهائي، في ظل وباء كورونا المنتشر عالمياً.
(3) المخيمات الفلسطينية.. المعاناة وأمل العودة
بفعل الهجمة الاستعمارية والمخططات الصهيونية ضد أرض فلسطين التاريخية، بدأ إجرام الاحتلال الصهيوني عبر مسلسل المجازر والتهجير والإبعاد الممتد منذ عام 1948، لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وتشريده في بلدان شتى، ومن هنا بدأت قصّة المخيمات الفلسطينية، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا، التي يوجد فيها 67 مخيماً، ويعيش فيها ما يقارب 6 ملايين لاجئ فلسطيني، يعانون من ضيق المعيشة وظلم القوانين المجحفة التي تطالهم من بعض دول اللجوء، ويرزحون تحت واقع معيشي صعب ومعاناة يومية، تفتقر إلى أدنى معايير وشروط الحياة الطبيعية، كما عاشت وتعيش المخيمات الفلسطينية في كلّ من سوريا والعراق معاناة مضاعفة نظراً للأوضاع التي تعيشها الدولتين، ومع انتشار وباء كورونا في العالم، تزداد الحاجة الملّحة إلى ضرورة التضامن مع سكّان المخيمات الفلسطينية، وتقديم المساعدات لهم، والدفاع عن حقوقهم المشروعة، وهم اللاجئون الذين اقتلعوا من ديارهم بفعل الإجرام الصهيوني، وهم المتمسكون بحقّ عودتهم إليها، فمن واجب الأمَّة اليوم، أفراداً ومؤسسات، النظر إليهم ومشاركتهم هذه المعاناة بتخصيص الدعم اللازم لهم في كافة المجالات التعليمية والصحية والإنسانية:
1. إنَّ وكالة “الأونروا” التي أسّست عام 1949، وعلى الرغم من الخدمات التي تقدّمها لهم إلاّ أنها غير كافية بسبب عجزها ونقص مواردها، وخضوعها لسياسات داخلية وإقليمية تتحكم فيها، وإدارة أمريكية أوقفت تمويلها ضمن محاولات تصفية القضية الفلسطينية التي يشكّل حقُّ العودة أبرز عناوينها.
2. ضرورة إعلان التضامن والتكافل الاجتماعي ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم، عربياً وإسلامياً، شعبياً ورسمياً، وخصوصاً الدول التي تستضيفهم، وأهمية تقديم الخدمات والرعاية الصحية العاجلة لهم لمواجهة هذا الوباء.
3. المساهمة في تقديم مشاريع وبرامج عملية للتخفيف من أعباء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها كل شرائح اللاجئين من الأطفال والنساء والمرضى والعجزة، ودعم الشباب العاطل عن العمل، وأصحاب المشاريع الصغيرة، من أجل تأمين حياة حرّة كريمة حتى تحقيق عودتهم إلى ديارهم التي هجّروا منها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...