نام على ركبتي أمه قبل سويعات.. هكذا أعدمت إسرائيل الشاب الخواجا!

تقول والدته المكلومة: إنه جاء إليها قبل المغادرة، ونام على ركبتيها، تضيف ودموعها تغالبها، دائما كان ينام على “الكنبة” في هذا الاتجاه، أما اليوم نام على ركبتي.

فمساء أمس، كان سفيان في طريقه لشراء بعض الحاجيات لبيته استعدادا لسريان قرار حظر التجوال بسبب محاصرة تفشي كورونا، إلا أن قوات الاحتلال وبكل إجرامٍ أقدموا على إعدامه، قرب بلدة نعلين قضاء رام الله، وما يزال جثمانه محتجزًا لدى الاحتلال، في حين أصيب ابن عمه بجراح حيث كان يرافقه.

“ما أحلاه!”
تضيف والدة الشهيد سفيان الخواجا الذي أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي: “الولد ما أحلاه، تحمم ولبس، وقال يما بدي اروح اشتري لكم أغراض، وغادر”.

وما هي إلا ساعات قليلة، حتى بدا البيت كأن هناك وفاة، أرادوا يخفوا عني الخبر في البداية، وبعد أن أخبروني أن سفيان استشهد، بدأت بالصراخ، والبكاء الشديد.

تتابع: “والله شاب حلو، لبس وجمال، حذاؤه يمسحه 5 مرات قبل أن يخرج”، تكمل: “الله يصبرني، لا حول ولا قوة إلا بالله”.

“يرفع الرأس”
أما والد سفيان، فيقول إنه “فخور بنجله، وإنه رفع رأس نعلين كلّها”.

وأضاف: “ابني مش أول ولا آخر واحد، آلاف الشهداء في نعلين، الكثيرون يستشهدون على الحواجز، لست حزينًا، ولا أعترض على قدر الله، لكنني أتأسى على شبابه، شاب بهالشخصية يروح هيك برصاصة”.

يصف ابنه قائلا: “أديب، مهذب، لا يرفع عينه فيما ليس له، كان يجالس الناس ويمازحهم، ليس مثله أحد، ولا بعده أحد”.

وجاء في كلامه: “بفتخر فيه، وبفتخر بكل واحد بسوي زيّه، رفع راس أبوه، مش مات وهو بسرق ولا بعمل اشي مش مليح، شهيد، شو بدنا أحلى من الشهادة”.

وأردف قائلًا: “لو عيطت مش رح يرجع، أنا بفتخر فيه، كنت بدي أجوزه بس ربنا ما أراد، شو بدنا نعمل، الله يرحمه ويرضى عليه”.

تفاصيل الجريمة
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يكشف تفاصيل إعدام الاحتلال للشاب الخواجا، “حوالي الساعة 10:00 مساء الأحد، أطلقت قوات الاحتلال، المتمركزة على مدخل نعلين غربي رام الله، أعيرة نارية، تجاه سيارة فلسطينية، بداخلها مواطنَان، كانت تعبر المدخل قادمة من رام الله”.

وتابع: “أسفر ذلك عن استشهاد أحد المواطنين، وهو سائق السيارة، وإصابة الآخر الذي تمكن من الفرار من السيارة، ووصل إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وتبين إصابته بشظايا في أنحاء جسمه”.

وأضاف المركز أن قوات الاحتلال حاصرت السيارة وبداخلها السائق المصاب، لأكثر من نصف ساعة، وأحضرت سيارة إسعاف إسرائيلية، ونقلته إلى أحد المستشفيات في إسرائيل، وأعلنت وفاته بعد قليل من وصوله المستشفى.

وتبين لاحقاً أن الشهيد هو المواطن سفيان نواف عبد الحليم الخواجا (31 عاماً) الذي كان يقود السيارة، وإلى جانبه ابن عمه المواطن محمد بدر الخواجا (20 عاماً)، وأنهما كانا عائدين من أطراف رام الله بعد شراء مواد غذائية لعائلتيهما، استعداداً لتنفيذ سريان قرار السلطة التزام المواطنين منازلهم، لمحاصرة تفشي فيروس كورونا.

وبخلاف ما ادعته قوات الاحتلال، عن إطلاق النار تجاه الشابين بعد الاشتباه بقيامهما بإلقاء صخرة تجاه قوات الاحتلال، فإن معلومات المركز الحقوقي، تشير إلى أنه لحظة دخول الشابين الخواجا مدخل بلدة نعلين، شاهدا سيارة شرطة إسرائيلية، وخوفاً من إيقافهما؛ لكون السيارة التي يستقلانها غير قانونية، عرّج السائق الخواجا بسيارته إلى طريق “المهلل”، وهي طريق منطقة البرج العسكري، وغير ممنوعة، بهدف دخول البلدة، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت النار تجاه سيارتهما، دون أي مبرر، ودون وجود أي تهديد أو خطر على حياة الجنود أو الشرطة الإسرائيلية.

“جريمة جديدة”
حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من جانبها، قالت: إن إعدام قوات الاحتلال للشاب سفيان الخواجا، في بلدة نعلين غرب رام الله، جريمة جديدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.

وأكد حازم قاسم، الناطق باسم حماس، أن “إصرار جيش الاحتلال على تكرار عمليات الإعدام، تؤكد أن هذا الجيش هم تجمع لقتلة خارجين عن كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية”.

وأضاف قاسم أن “تعمد جيش الاحتلال قتل الشهيد سفيان الخواجا واستغلاله لانشغال العالم بموضوع تفشي فيروس كورونا، يعكس قمة الانتهازية والانحطاط الأخلاقي لهذا الجيش المجرم”.