هل أتاك حديث الكورونا ؟؟

أثارت جائحة الكورونا -والتي حصدت حتى لحظة كتابة هذه السطور أرواح أكثر من 10 الآف انسان في كافة أنحاء العالم ، وأصابت اكثر 250 الف آخرين ، ولمّا تصل ذروتها المتوقعة خلال شهر بعد- أحاديث كثيرة متنوعة ومنها على سبيل المثال : حديث المخاطر المشتركة التي تتعرض لها البشرية جمعاء بشتى صنوفها ومشاربها ، فلا فرق بين عربي وأعجمي ، ولا أسود ولا ابيض إلا بحجم الوقاية والأخذ بالأسباب ومدى ثقة الشعوب بقياداتها والاستجابة لتحذيراتها -وهي محدودة وبحق -.
كما أثارت وبشكل خاص مسألة تحول الأزمات الى فرص ، فهل يمكن ذلك وتحديداأ في الحالة الفلسطينية المعقّدة التي اجتمعت فيها الازمة الصحية مع الاقتصادية مع تلك السياسية ، وبماذا يختلف فيروس الكورونا عن الايدز السياسي وهو فقدان المناعة المكتسبة بسبب الانقسام الداخلي البغيض وعن جراثيم التطبيع وفيروس ترامب ؟
من المفترض أن توحد الأزمات المواقف رغم اختلاف الرؤى والآراء ، وتجمع وتحشد الطاقات والإمكانات لمواجهتها والانتصار عليها بأقل الخسائر الممكنة ، ولكن ذلك مشروط -ليس بوجود أزمة فقط -بل بالشعور بها ، فما لأزمة بميت إيلام ، والايمان بإمكانية تحويلها الى فرصة ( وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) ، ولا يقل أهمية عن ذلك توفر ارادة وعزيمة ورغبة من قوى حيّة-قيادات تخلق الإمكانات والموارد وتحسن تسخير وإدارة ما توفر منها للدفع باتجاه تحويلها الى فرصة ، لا استخدامها لأهداف شخصية ومصالح ضيقة كحالة نتنياهو الواضحة في اسرائيل ، فان لم تتوفر كل او بعض هذه الشروط الاربعة أي الشعور والايمان والإرادة والقيادات ، فستمر أزمة الكورونا كما مرت غيرها من الأزمات ، بل قد تتحول فرصة من نوع آخر لتبرير الاوضاع وشتم الظلام وكذريعة لانعدام أو ضعف الانتاج والإنجاز-تعددت الأسباب وعدم الإنجاز واحد- .
وفي صلب الموضوع هل سيكون لأزمة الكورونا أي تأثير على حل مشاكل الشعب الفلسطيني السياسية ؟ وهل ستتحول الى فرصة لتحريك او زحزحة بعضها لاتجاهات إيجابية ؟ وعلى رأس هذه المشاكل الاستيطان والحصار والانقسام واطلاق سراح الأسرى ووقف معاناتهم الطويلة .
كل المؤشرات والمعطيات تشير لعدم توفر الدرجة المطلوبة من بعض الشروط الاربعة السابقة ، وبالتالي فلا الكورونا ولا سارس ولا الملاريا يمكنها ان تتحول لفرصة في الحالة الفلسطينية الحزينة ، تماما كما لم تفعل جراثيم التطبيع وفيروسات ترامب ، الا ان يتغمد الله هذا الشعب برحمته ، ويهيأ له رجلا صالحا أو مؤسسة مكينة تقوم مقام صلاح الدين الايوبي ، وما ذلك على الله بعزيز .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...