الثلاثاء 02/يوليو/2024

الطفلة دعاء أبو شمالة.. سقف منزلها المتهالك لم يحمِها من الموت

الطفلة دعاء أبو شمالة.. سقف منزلها المتهالك لم يحمِها من الموت

في منزل صغير لا تتجاوز مساحته 40 مترًا، مسقوفٌ بالصفيح (الزينقو) في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، كانت حكاية مؤلمة بكل تفاصيلها.

اجتماع عائلي
ففي المنزل الصغير الذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة، كانت تجتمع العائلة مساء الخميس 12 مارس، ذلك اليوم العاصف الذي شهد فيه قطاع غزة هبوب رياح شديدة.

ذهبت دعاء أبو شمالة (11 عامًا) إلى مطبخ المنزل لإعداد الشاي، وما أن انتهت وقدمته للضيوف وذهبت لمشاهدة التلفزيون؛ لحظات وسقط برميل مياه كان موجودًا على السقف، لتحل الكارثة، وينتشر الموت في ربوع المنزل الصغير.

تبكي الأم بحرقة شديدة: “كنا جالسين في البيت، وكان الأولاد يشاهدون التلفزيون، وكان عندنا ضيوف، وقلت لدعاء قومي يما اعملي شاي، وأعدته وقدمته للضيوف”.

سقوط البرميل
وبعدها ذهبت دعاء لمشاهدة التلفزيون مع أشقائها، “ما بعرف شو صار، وقع البرميل، وقطعت الكهرباء في حينها، وصرت أصرخ على أولادي، وين أولادي وين أولادي”.

تكمل الوالدة المكلومة حديثها، ببكاءٍ يغالبه، “البرميل، أغلق باب الغرفة التي كان فيها الأولاد، والكهرباء مقطوعة، تربطت قدماي، ولم أدرِ ما أفعل”.

“الجيران جاؤوا لنا، وبدؤوا بإخراج الأولاد، قعدت أتحسس في الظلام، كان قلبي يقلي أنو هناك أحد من الأولاد تحت البرميل، عمها زاح البرميل، فوجدت دعاء تحت البرميل، وصرت أصرخ دعاء دعاء، كان الدم ينزف من رأسها، وأنفها، وماتت بين يدي”، تكمل الوالدة.

“جاء أحد الجيران، وحملها وخرج بها، وابني الثاني كان حامل أخوه الصغير، وخرج وهو ينزف، والولد ينادي على أبناء عمه، إلحقوني”.

تبكي الأم بحرقة شديدة، وتقول الله يرحمك يا دعاء، وهذه أختها في العناية المركزة، “أولادي شاطرين، من الأوائل”.

صبر ورضى
أما والد دعاء ففي تنهيدة قوية، تنم عن مدى الحزن الذي يعتصر قلبه وعن قوة إيمانه بقضاء الله  يقول: “الحمد لله على كل شيء، ولكن كما تشاهدون الفقر الذي تعاني منه أسرتي هو السبب، متسائلا: “في ظل هذا الجو ماذا تتوقعون من منزل متهالك مغطى بألواح الصفيح على السطح،  عليه خزان مياه كبير؟”.

ويسترسل عن معاناته قائلا: “أنا أعاني من ظروف اقتصادية في غاية الصعوبة ولا يوجد لي شقة أسكن فيها عند أهلي، فأرغمت على السكن  بالإيجار، ونظرا لعدم مقدرتي على دفع أجرته، وتراكم الديون، والوضع الصعب، ما كان مفرًّا أمامي الا العودة للسكن عند أهلي وبناء غرفة ومطبخ وحمام مغطاة بألواح الصفيح حتى استريح من دفع الأجرة، ولكي لا أصبح نصابًّا، مع علمي أن هذا المنزل آيل للسقوط في أي لحظة!!.

ويشير المواطن أبو شمالة إلى خزان المياه الذي سقط على أطفاله قائلا: لو أن هذا الخزان موجود على سقف باطون لما سقط؟ ولكنه الفقر الفقر!!! فلقد غادرت طفلتي دعاء  الدنيا لتستريح من الفقر إلى القبر؟.

ويستذكر المواطن أبو شمالة طفلته دعاء والدموع تتساقط من عينيه: كانت متفوقة دائما في المدرسة، ونالت جوائز عديدة، تساعد أمها، حنونة على أخواتها، مواظبة على الصلاة، تحفظ أجزاء من القرآن الكريم، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يشفي الله أختها رواء. 

 

ويعاني قطاع غزة، من ظروف اقتصادية شديدة القسوة، حيث إن 75% من سكانه يقبعون تحت خط الفقر، وارتفاع نسب البطالة إلى قرابة 80% نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2006، والعقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع منذ عام 2017.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن بعملية إطلاق نار -الثلاثاء- بالقرب من مستوطنة "هار براخ" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي بورين...