الأحد 30/يونيو/2024

جبل العرمة بنابلس .. صمود في مواجهة التغول الاستيطاني

جبل العرمة بنابلس .. صمود في مواجهة التغول الاستيطاني

لن نسمح للاستيطان بالتمدد على أرضنا مهما كان الثمن، هم يخططون للسيطرة على رؤوس الجبال وخنقنا، ولكن ذلك لن يكون.. بلغة الإصرار هذه يؤكد أهالي بلدة بيتا قضاء نابلس وقوفهم صفا واحدا، ضد مخططات حركة حراس التلال الاستيطانية الرامية للسيطرة على جبل العرمة في البلدة.

وتصاعدت في الأسابيع الأخيرة المواجهات بين قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين وأهالي بيتا الذين يواجهون بموقف شعبي موحدٍ المستوطنين، حيث يؤكد المحامي سمير دويكات استمرار الحراك الشعبي.

أطماع استيطانية
ويشير دويكات لمراسلنا إلى أن تحركات المستوطنين الأخيرة هدفت إلى السيطرة على الجبل بهدف الربط المكاني بين مستوطنتي “أيتمار” و”جفعات أرنون”، وبالتالي جعل الفضاء الذي بينهما متصلا.

ولساعات طويلة يخوض الشبان المواجهات مع قوات الاحتلال في كل محاولة لاقتحام الموقع، وأحيانا تتجاوز الجولة الواحدة من المواجهات الثماني ساعات، في حين تكون ساعات الليل للمرابطة الجماعية في الموقع من الأهالي في خيمة الرباط والتحدي التي أقيمت على رأس تل العرمة.


null

وكانت اللحظة التي شرع فيها المستوطنون في قطع الطرق المؤدية للجبل تمهيدا لفرض أمر واقع جديد هي شرارة إطلاق الحراك الشعبي لحماية الجبل سيما وأن المخطط واضح وكارثي.

وتشكل رؤوس الجبال والتلال في الضفة الغربية البؤر المفضلة للمستوطنين لإقامة المستوطنات عليها؛ نظرا لأهميتها العسكرية والأمنية في السيطرة الجغرافية، سيما وأن محافظة نابلس من المحافظات المستهدفة بالاستيطان كثيرًا.


null

إجراءات حماية الجبل
وباشرت بلدية بيتا بإجراءات عملية لحماية جبل العرمة لتعزيز الوجود الفلسطيني فيه في إطار مخططات متوازية للحراك ضد المخطط الاستيطاني، وفق حديث رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي.

وأشار معالي لمراسلنا إلى أن البلدية شرعت في أعمال تسوية (طابو) لأراضي العرمة لتثبيت ملكية أصحابها، وكذلك المباشرة بمشاريع مختلفة في الموقع كتعبيد شارع العرمة، وإنشاء حديقة أثرية هناك وإثراء الامتداد العمراني، والعديد من المخططات التي تعزز الوجود الفلسطيني في جبل العرمة.


null

وكان أهالي بيتا أفشلوا قبل عامين مخططا استيطانيا مشابها في جبل صبيح المقابل للعرمة حين أقام المستوطنون بؤرة استيطانية عليها، واليوم يعيدون الكرة من أجل أن تبقى أراضي بيتا نظيفة من الاستيطان.

محاولات تزييف التاريخ:
ويعود تاريخ جبل العرمة إلى العصر البرونزي المتوسط قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام بمنطقة أثرية تمتد على ستين ألف متر مربع (60 دونما) تعتليها خربة كنعانية قديمة وقواعد قلعة تعاقب عليها الأمويون والعثمانيون والرومان.


null

واشتهرت العرمة من أيام الملك هيردوس؛ حيث تحوي سبعة جيوب صغيرة تعرف بـ”حبوس”، وهي غرف صغيرة استخدمت خزانات لمياه الأمطار ونقلها عبر قنوات خاصة، ويتسع الواحد منها لـ1500 متر مكعب، في حين استخدم جزء من القلعة الأثرية مقابر قديمة وسجونا.

وحول ذلك يقول معالي لمراسلنا: إن المستوطنين يحاولون تزييف هذا التاريخ من خلال الدعوات للصلاة الجماعية في قمة جبل العرمة بدعوى أنها مقام لشخصية يهودية تاريخية، وهو ادعاء لا أساس له من الصحة بهدف السيطرة على المكان أسوة بما جرى في أماكن شبيهة.

وأشار إلى أن نابلس يوجد بها (39) مستوطنة، وهذا الموقع مهم جدا لهم من الناحية الإستراتيجية؛ فارتفاعه نحو (830 مترا) وهو يطل على غور الأردن، ويكمل حزاما استيطانيا كبيرا.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات