الخميس 08/مايو/2025

الأسير الجرجاوي.. المرض يكسر فرحة الأم بقرب الحرية

الأسير الجرجاوي.. المرض  يكسر فرحة الأم بقرب الحرية

 على أحر من الجمر كانت تجهز نفسها للحظة اللقاء المرتقبة بعد أشهر عدّة، كانت تعدها بالساعات والدقائق لاحتضان فلذة كبدها الغائب عنها في سجون الاحتلال.

بدأت بتجهيز بيتها من أجل استقبال نجلها الأسير إياد الجرجاوي “اصليح” صاحب الـ”34″ عاماً، والمحكوم عليه في سجون الاحتلال 9 سنوات؛ ليحصل ما لم يكن في الحسبان.

الحاجة صباح الجرجاوي صاحبة الـ”58″ عاما أصابتها الصدمة عندما وصلها خبر إصابة نجله المعتقل في سجن “جلبوع” بورم سرطاني في رأسه، ليكسر الاحتلال فرحتها بالإفراج عنه ويحولها إلى حسرة وألم.

بداية الحكاية

تروي الحاجة المكلومة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بداية الحكاية قائلة: “كنت أتواصل مع إياد عبر الهاتف عندما تفاجأت بأن صوته غير طبيعي وسألته عن السبب ليرد بأنه يعاني من صداع شديد لكن وضعه جيد، فألححت عليه أن يتقدم بطلب للفحص الطبي”.

لم تدرك الوالدة أن هذا الصداع ورم سرطاني ينخر في رأس نجلها الذي لم يتبق على موعد خروجه من السجن سوى ثلاثة أشهر.

تابعت الوالدة: “كان الاتصال مع إياد شبه مقطوع بسبب إجراءات إدارة السجون الإسرائيلية، إضافة إلى عدم التمكن من زيارته الشهر الماضي لأسباب غير معلومة”.

وعبر وسائل الاعلام تفاجأت العائلة بإصابة نجلها الأسير إياد بورم سرطاني في الدماغ لتبدأ رحلة الخوف والقلق على ابنها الذي لا يستطيعون التحدث إليه أو حتى معرفة أحواله سوى من محاميه الخاص.

والأسير الجرجاوي -من منطقة معن جنوبي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة- يرسف في سجن “جلبوع”؛ حيث اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 13-6-2011، وحكمت عليه بالسجن 9 سنوات شارفت على الانتهاء، إلا أن حالته الصحية تعرضت لانتكاسه مؤخراً، أعلن في طورها الاحتلال إصابته بمرض السرطان في رأسه.

خوف من الفقد

وأعربت والدة الأسير إياد الجرجاوي عن تخوفها من فقدان نجلها المريض الذي يرسف في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ تسع سنوات، مطالبة بضرورة التحرك من أجل إنقاذه قبل فوات الأوان.

وحول طبيعة الاعتقال ذكرت الوالدة أن إياد كان قد أصيب في قدمه اليسرى خلال انتفاضة الأقصى وبقيت الرصاصة في جسده، وفي 2011 أصيب مجددا في الفقرة القطنية وأصبح يعاني كثيرا حتى تمكن من الحصول على تحويله للعلاج في الأراضي المحتلة.

وأوضحت أنه وعند عودة إياد لقطاع غزة عبر معبر بيت حانون “إيرز” ألقى الاحتلال القبض عليه وحوّله للتحقيق، ووجّه له الاحتلال 22 تهمة تتعلق بالمقاومة وحكمه بالسجن تسع سنوات تنتهي صيف 2020.

تغيرت ملامح وجهه
ولا يزال قلب الوالدة منفطرا على نجلها الذي تغيرت ملامح وجهه -حسب المحامي الخاص به- وبدأ بفقدان بعض من وزنه إضافة إلى فقدانه للشهية.

وتطالب الوالدة المنظمات الدولية بالتحرك العاجل، خصوصاً منظمة الصليب الأحمر الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان والعالم الحر، مشيرة إلى أن كل دقيقة وكل ساعة تمر على الأسرى تكون حالتهم أسوأ.

ونظمت وزارة الأسرى والمحررين وقفة تضامنية مع الأسير إياد الجرجاوي بمقر الوزارة بغزة، إضافة إلى وقفة نظمتها جمعية واعد للأسرى والمحررين أمام منزله، ووقفة أمام مقر الصليب الأحمر بخانيونس.

وحذّرت الوزارة من خطورة الوضع الصحي الذي وصل إليه الأسير المريض إياد الجرجاوي (34 عاماً) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وأوضحت الوزارة أن الأسير الجرجاوي أصيب مؤخراً بورم في الدماغ، الأمر الذي أدى إلى تراجع خطير في صحته، حيث يعاني منذ أشهر من صداع مؤلم ومستمر وتشنجات متكررة، الأمر الذي يشكل خشية حقيقية على حياته حال لم يفرَج عنه ويتلقَّ العناية الصحية اللازمة.

وأضافت بأنه يعاني من مضاعفات إصابته برصاص متفجر في البطن تعرض لها قبل اعتقاله، وواجه مماطلة وإهمالا طبيا في إجراء الفحوصات والتشخيصات اللازمة بالرغم من أوجاعه المستمرة، وبعد مطالبات ومناشدات عديدة من الأسرى فحصته إدارة السجن ليتبين وجود ورم أسفل الدماغ، وحتى هذه اللحظة لم يتم تحديد نوع الورم إذا ما كان ورماً حميدا أم خبيثاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات