التعليم عن بُعد يتقدم في زمن الكورونا

تحسم وزارة التربية والتعليم بغزة، نهاية الأسبوع الجاري قرار العودة إلى الصفوف الدراسية من عدمه في إطار القلق من انتشار فيروس “كورونا”.

وعاشت المدارس الرسمية والخاصة ورياض الأطفال أسبوعاً من الإجازة الرسمية، في حين أوصت الوزارة الأهالي بضرورة مواصلة التعليم لأبنائهم عبر المواقع الإلكترونية للوزارة.

 ودعت أولياء الأمور للاستفادة من المواد الإثرائية والدروس المصورة والمراجعات التفاعلية للمناهج الدراسية المختلفة وأبرزها منهاج الثانوية العامة.

مبادرات لاستمرار التعليم
بعض المعلمين في فلسطين وفوْر الإعلان عن خطة الطوارئ، أعلنوا عن مبادرات فردية لاستمرار العملية التعليمية عن بُعد.

 المعلم ثامر سباعنة الذي يعمل في سلك التعليم منذ 17 عاماً، أطلق مبادرته الفردية التي تتمثل في نشر حصص دراسية مصورة يومية على صفحته على فيسبوك لطلابه، وذلك خلال العطلة الإجبارية التي دخلت بها المدارس الفلسطينية شهرًا تجنبًا لانتشار فيروس “كورونا”.

وأعلن سباعنة، عن استعداده لتلقي الأسئلة والاستفسارات للإجابة عنها هاتفيا أو عبر الإنترنت، ودعا طلبته إلى عدم هدر العطلة وإعداد برنامج دراسي مناسب خلال مدّة الطوارئ.

وقال: “إنّ “انقطاع الطلبة عن التعليم شهرًا سيصرفهم عن دروسهم اليومية، وهم كما كل العالم اليوم، متابعون لمواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وهي منصة يمكن استثمارها لإكمال خطتهم الدراسية”.

وقبل الأزمة، كان سباعنة يستثمر مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية للتفاعل مع طلبته خلال أيام الدوام المدرسي العادية، لكنه ومع قرار السلطة الفلسطينية إغلاق المرافق التعليمية خشية تفشي مرض كورونا، قرر نقل دروسه اليومية ليبثها عبر فيسبوك.

وتعليقاً على مبادرته، تلقى سباعنة، ردود فعل إيجابية من أولياء أمور الطلبة الذين دعموا الفكرة، إلى جانب متطوعين آخرين أبدوا استعدادهم لتقديم مساعدة تقنية في إنتاج الفيديوهات المصورة وتوفير منصات متعددة لنشرها، وموافقة مدير مدرسته على تعميمها عند بقية المعلمين وفي مختلف المواد الدراسية.

في السياق ذاته، أطلقت شركة تكنولوجية في فلسطين مبادرة لتخطي أزمة توقف المسيرة التعليمية التي قد تطول على وقع ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في فلسطين.

وأطلقت شركة “كلاودي تكنولوجي” لتكنولوجيا المعلومات -في إطار المسؤولية الاجتماعية- مبادرة تقوم على إنشاء نظام الكتروني محوسب للتعليم عن بُعد؛ بهدف تقديم حصص دراسية مصورة يومية خلال العطلة الإجبارية.

وأوضح المدير التنفيذي للشركة إبراهيم شقورة أن المبادرة التي أطلقتها شركته تأتي في سياق المسؤولية الاجتماعية في سياق الأزمة التي تعانيها الأراضي الفلسطينية، بسبب انتشار وتفشي فيروس كورونا (كوفيد – 19).

وبين شقورة أن شركة كلاودي تكنولوجي لتكنولوجيا المعلومات منذ اللحظة الأولى لإعلان تعليق الدراسة بسبب إصابات كورونا في فلسطين أخذت على عاتقها تحمل المسؤولية إلى جانب جميع القطاعات والهيئات الحكومية والأهلية في إطار المسؤولية الاجتماعية، وفي إطار نشر الثقافة المجتمعية الإيجابية.

وأشار شقورة إلى أنَّ مبادرة شركته تقوم على مبدأ مشاركة وزارة التربية والتعليم في إنشاء “نظام الكتروني للتعليم عن بُعد”، في سياق حالة الطوارئ الناتجة عن فايروس كورونا، والتي قد تطول على وقع ارتفاع أعداد الإصابة به.

وحسب شقورة؛ فإن فكرة المبادرة تقوم على إنشاء نظام تعليم الكتروني يخدم الطلبة بكل المراحل التعليمية، من خلال إعداد مواد وفيديوهات يستطيع الطالب الوصول لها من خلال حسابه الخاص والعودة لها في كل وقت بحيث تساهم وتساعد الطالب في مراجعة دروسهم في أي وقت وخصوصا حال تغيبه عن درسه.

كما بيّن أنَّ النظام التعليمي الرقمي سيساعد في وقت الطوارئ وفي الأوقات الطبيعية “النظام المدرسي”، إذ سيمكن المشرفين من إرفاق مواد توضيحية مكتوبة بإمكان الطالب طباعتها وتحميلها في أي وقت، إلى جانب أنَّ النظام الإلكتروني سيساهم في تقديم خدمات كبير للطلبة والمدرسين والمشرفين ووزارة التربية والتعليم.

دور الأهالي
حنان (34 عاماً) منذ إطلاق حالة الطوارئ في فلسطين، التزمت تقديم الدروس لأبنائها بمنهجية مدروسة وفق الخطة الدراسية للمدرسة.

تقول حنان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ أبناءها الثلاثة في المراحل الدراسية المختلفة ملتزمون معها بجدول دراسي منذ بداية العطلة، يقوم على مبدأ ساعة ونصف لكلٍّ منهم يراجعون من خلالها الدروس والمواد وفق الخطة المنهجية الدراسية للمدرسة التي يدرس فيها.

أما المدرس إيهاب العفيفي، فقد تفرغ لتدريس أبنائه في العطلة الإجبارية، مبيناً لمراسلنا أنه لا يريد أن تذهب هذه العطلة هباءً.

 وأضاف: “يجب على الأهالي المبادرة إلى فتح قنوات بينهم وبين الوسائل التدريسية عبر الانترنت والمواقع المختلفة التابعة لوزارة التربية والتعليم، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات المعلمين الخاصة”.

ويجتهد المعلم العفيفي، في تحضير الدروس التعليمية لطلاب مرحلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وينقلها في رسائل مصورة ومكتوبة، لكي يستفيد منها جميع الطلبة.

وزارة التربية والتعليم العالي، ناقشت من جهتها الإجراءات العملية في توسيع عمليات التعليم الالكتروني ليشمل صفوفًا ومراحل دراسية غير الثانوية العامة عبر موقع روافد التعليمي والإذاعة التعليمية ومنصات الوزارة الإعلامية.

وقال وكيل الوزارة الدكتور زياد ثابت، خلال لقاء عُقد في مقر الإذاعة التعليمية: “إن التعليم الالكتروني في الوزارة يتمتع بدرجة عالية من الجودة والتقدم؛ حيث إن موقع روافد الالكتروني فاز ضمن أفضل 15 موقعاً الكترونياً للتعليم الإلكتروني عبر العالم، كما أن إذاعة التعليم حققت الفوز في المرتبة الأولى عبر الإذاعات العربية عن فئة البرامج الحوارية”.

وأفاد أن وزارته لديها برامج مميزة وحلول رقمية في التغلب على مختلف الظروف لضمان استمرار العملية التعليمية سواء في فترات الدوام أو التعطيل أثناء الظروف القاهرة.

 ومن هذه البرامج الحصص الافتراضية والتواصل بين المعلمين والطلبة في تعليم المنهاج وطرح الأسئلة والإجابات إضافة إلى الفيديوهات التعليمية المصورة لشرح منهاج الثانوية العامة التي تبث عبر موقع روافد أو تلك التي تبث عبر صفحة الإذاعة التعليمية.