الأحد 04/مايو/2025

أنسام شواهنة.. سجون الاحتلال تحول بينها وحلمِ الصحافة

أنسام شواهنة.. سجون الاحتلال تحول بينها وحلمِ الصحافة

في مثل هذا اليوم وقبل أربعة أعوام سرق الاحتلال حلم وطموح الشابة أنسام شواهنة (21عاماً)، من قرية إماتين بمدينة قلقيلية، حيث اعتقلها الاحتلال قرب مستوطنة كدوميم المقامة على أراضي المواطنين شرقي المدينة، وذلك خلال عودتها من مدينة نابلس.

كانت شواهنة، والتي حصلت على معدل زاد على 97% في الثانوية العامة، تحلم بأن تصبح صحفية، وكانت تستعد لإكمال مسيرتها التعليمية بكلية الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية إلا أن الاحتلال حطم حلمها، وكان مصيرها السجن 5 سنوات.

لوعة الفراق

أربعة أعوام لم تكن بالأمر السهل والهين على عائلة شواهنة؛ فابنتهم الوحيدة والمدللة للعائلة بين خمسة أشقاء ترسف خلف قضبان الأسر وعتمة الزنازين، وهي التي كانت تملأ المنزل نشاطاً وحيوية بابتسامتها التي لا تفارق وجهها.

تقول والدة الأسيرة شواهنة لمكتب إعلام الأسرى: أشعر بفراغ كبير بالمنزل في غياب أنسام؛ فهي ليست ابنتي فقط، بل كانت صديقتي وأختي، خصوصًا وأن عائلتي تعيش خارج البلاد. هي التي كانت تملأ عليّ حياتي، وعندما كانت تذهب إلى الجامعة أنتظر عودتها بفارغ الصبر، ولكن قبل أربعة أعوام في مثل هذا اليوم ذهبت ولم تعد.

وتضيف والدة شواهنة: كان الأمر صعباً علينا في البداية، فنحن لم نكن نعلم ماذا حدث معها ولماذا اعتقلت. كان اعتقالها صدمة كبيرة لنا.

وتضيف: لقد عانينا أيضًا من معاناة التنقل وحضور جلسات المحاكمة التي تأجلت لأكثر من 20 مرة متتالية، قبل أن تصدر بحقها محكمة سالم العسكرية حكماً بالسجن الفعلي 5 سنوات، وعامين مع وقف التنفيذ.

يشار إلى أن العائلة كانت قد حُرمت في بداية اعتقال ابنتهم أنسام من زيارتها ستة أشهر.

وتتابع شواهنة حديثها بعيون أنهكها الشوق والحنين لفلذة كبدها: لا أزال أتذكر أول يوم رأيت فيه أنسام بعد حرمان تجاوز ستة أشهر، فالحنين والشوق واللوعة على غيابها كان سيد الموقف، وكانت عيوني تملؤها الدموع، ولكن عندما رأتني أنسام قالت لي: لا تبكي يا أمي، وحاولت هي أيضاً أن تخفي دمعتها، وتجبر نفسها لتكون قوية صامدة، فهي لا تريد أن نذلّ أمام أعين الاحتلال.

يقول والد الأسيرة أنسام: إن سلطات الاحتلال دائماً تختلق الذرائع من أجل الزجّ بأبناء وبنات الشعب الفلسطيني داخل السجون، عادًّا الحكم الجائر الذي صدر بحقها حكماً باطلاً وردعيا يحاول الاحتلال من خلاله الانتقام من النساء والفتيات الفلسطينيات كما حدث مع العشرات منهن منذ بدء انتفاضة القدس.

واستطرد شواهنة حديثه أن شعبنا سيبقى شوكة في حلق الاحتلال مهما نفذ من جرائم بحقه، وأننا أصحاب حق، وسنستعيد حقنا في يوم من الأيام، ودعا إلى ضرورة إسناد الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال وخاصة مع اقتراب ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الشهر القادم.

إنجازات أنسام

وبحسب والدة الأسيرة؛ فإن أنسام قد استغلت وقتها داخل سجون الاحتلال لتطوير نفسها، بأمور مفيدة، من خلال تعليم القرآن، والإشراف على طالبات الثانوية العامة، وأخذ العديد من الدورات وخصوصاً في مجال الصحافة والإعلام، فهي تحاول أن تحقق جزءًا من حلمها أن تصبح صحافية، بعد أن حرمها الاحتلال من ذلك.

وتتابع والدة الأسيرة أنسام أنه رغم ظروف السجن الصعبة ومعاناته التي لا تنتهي إلا أن لدى أنسام عزيمة قوية ومعنويات عالية؛ ففي كل زيارة هي التي تخفف عنا وليس نحن.

صعوبة الانتظار

وتضيف والدة الأسيرة أنه رغم أنني انتظرت هذه اليوم دخول أنسام عامها الخامس والأخير إلا أنه سيكون الأصعب علينا؛ فالوقت سيكون صعب ونحن ننتظر ونعد الأيام بفارغ الصبر لتنتهي محكوميتها.

وتكمل والدتها حديها أن في السابع من آذار العام المقبل، ستكون أنسام على موعد مع الحرية، وستشرق الشمس على أنسام وعلينا، وسنبدأ معها حياة جديدة، وستحقق حلمها بأن تصبح مراسلة تلفزيونية تخدم قضايا شعبها.

وفي النهاية تأمل والدة الأسيرة أنسام شواهنة أن يكون الفرج العاجل لجميع الأسرى والأسيرات، وأن ينالوا حريتهم، ويجتمع كل أسير بعائلته وينتهي هذا الفراق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...