الأحد 30/يونيو/2024

الذكرى الـ17 لعملية الاستشهادي محمود عمران القواسمي

الذكرى الـ17 لعملية الاستشهادي محمود عمران القواسمي

تحل اليوم (الخامس من آذار) الذكرى السنوية السابعة عشر لاستشهاد البطل القسامي محمود القواسمي، ابن مدينة خليل الرحمن، وأحد طلبة جامعة بوليتكنك فلسطين، عقب تنفيذه عملية استشهادية بطولية في باص رقم 37 في مدينة حيفا، أسفرت حينها عن مصرع 17 إسرائيليًّا وإصابة 53 بجراح متفاوتة.

نشأته

ولد الشهيد محمود عمران سليم القواسمي بتاريخ (22-1-1983) في حارة الشيخ وهي إحدى التلال المرتفعة التي تطل على البلدة القديمة في الخليل وتشكل مع جبل جوهر وحارة أبو اسنينة وتل الرميدة سورًا جبليًّا يحيط بالبلدة القديمة جوهرة الخليل وتاجها الجميل.

وتنسم شهيدنا عبق التاريخ والبطولة وكان له اثنان من الإخوة واثنتان من الأخوات، وتقول والدته أم شادي أنها أطلقت الاسم (محمود) إثر رؤيا رأتها في المنام؛ حيث طلب منها جده أن تسميه بهذا الاسم.

ونشأ الشهيد في بيئة ملتزمة ومحافظة وقد تميز بهدوئه وأخلاقه الدمثه كما وصفه أحبابه ومقربوه حتى كأنك تقرأ سيم الصلاح والتقوى على محياه.

والتحق الشهيد البطل بجامعة بوليتكنك فلسطين ليدرس تخصص برمجة كمبيوتر وكان في السنة الدراسية الثانية يوم التحق بالرفيق الأعلى.

ولم يكن الشهيد محمود مطاردًا ولم يكن مطلوبًا إلا أنه كان من رواد المساجد، ومن المعلقة قلوبهم ببيوت الله وكتابه، وكان شغوفًا بسماع النشيد الإسلامي الذي يرثي الشهداء ويلهب حماس المقاتلين.

صاحب الرد القسامي


بعد شهر ونصف من توقف تكتيكي للعمليات الاستشهادية، والذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرئيل شارون في إحدى تصريحاته، أن المعركة لدى الفلسطينيين انتقلت من الطور الهجومي إلى الطور الدفاعي انسجامًا مع المجازر الصهيونية في قطاع غزة الصامد، وعد أن ذلك يشكل نصرًا لحكومته، انطلقت عملية حيفا انتقامًا لدماء الشهداء بعد 48 ساعة فقط من عملية إسرائيلية في مخيم جباليا، فقد جاء هذا الرد مزلزلاً خاصة وأن العملية وقعت بعد تحذيرات أمنية إسرائيلية حثيثة.


وكان النجم الساطع هنا، مجاهد قسامي في العشرينات من العمر؛ حيث دخل حافلة للمستوطنين وعلى محياه ملامح أوروبية كما وصفه شهود عيان صهاينة.. وليكتمل البدر وتكتمل لحظة الانطلاق جلس شهيدنا المقدام بعد صعوده في حافلة إسرائيلية وما هي إلا لحظات حتى اشتعلت الحافلة وقد تطاير سقفها يوم (5-3-2003).

وقتل في العملية 16 مستوطنًا إسرائيليًّا وأصيب أكثر من أربعين بجروح، وقد وقف الكف شامخًا أمام المخرز من جديد لتسطير صفحة قسامية ناصعة في تاريخ النضال الفلسطيني.

وقد عثرت سلطات الاحتلال بعد تفجير الحافة على بطاقة شخصية للشهيد محمود مع ورقة كتبت بخط يده يعلن فيها أن كتائب القسام التي ينتمي إليها هي المسئولة عن الهجوم.

وكعادة المفلسين من أصحاب الجبروت والسطوة توعد شارون بردٍّ قريب سيستهدف كل من له لعلاقة بالعمليات الاستشهادية.

وبعد ساعات قليلة توجهت القوات الإسرائيلية الخاصة إلى حارة الشيخ في الخليل؛ حيث يسكن الشهيد القواسمي واعتقلت والده واثنين من أشقائه، وبعد ثلاثة أيام عادت طيور الظلام من جديد لتهدم المنزل وتشرد العائلة دون أن تسمح لها بإخراج حتى الملابس الشخصية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات