الإثنين 24/يونيو/2024

خبراء يدعون لإستراتيجية فلسطينية أردنية لمواجهة صفقة القرن

خبراء يدعون لإستراتيجية فلسطينية أردنية لمواجهة صفقة القرن

دعا خبراء وسياسيون، إلى بلورة مشروع وإستراتيجية فلسطينية أردنية مشتركة، لمواجهة صفقة القرن وإفشالها، وبناء مشروع وطني أردني يلتقي فيه الجميع رسميا وشعبيا على أساس الثوابت الوطنية تجاه القضية الفلسطينية، وخلق حالة استعصاء في المنطقة والعالم لمواجهة هذه الخطة.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية، بعنوان “صفقة القرن وخيارات التعامل معها” عقدتها الجمعية الاردنية للعلوم السياسية ومركز دراسات الشرق الأوسط، بمشاركة باحثين وسياسيين من فلسطين والأردن والعالم العرب، في العاصمة الأردنية عمان، أمس الثلاثاء.

وطالب المتحدثون بخلق حاضنة عربية وإقليمية ودولية للموقف الفلسطيني وتوفير الدعم المطلوب لتعزيز الصمود الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن وإفشال الضغوط الإمريكية والإسرائيلية تجاه تمريرها.

وتناولت الندوة العديد من المحاور أبرزها صفقة القرن: المضمون والانعكاسات، والخيارات العربية، إضافة إلى مناقشة الخيارات الفلسطينية والأردنية في التعامل مع صفقة القرن.

تحذيرات واجبة
وفي افتتاح الندوة، أكد المتحدثون أن صفقة القرن جاءت لوضع حلول للقضايا التي أجلت في اتفاقية أوسلو من القدس، ومستقبل المستوطنات، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وغيرها من القضايا الجوهرية، مستغلين التشتت الفلسطيني وحصار غزة وتراجع اهتمام العرب بالقضية الفلسطينية، وانشغالهم بالقضايا الداخلية.

وأكد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية التمسك بالهوية الفلسطينية في هذه المرحلة لصد الرغبة الإسرائيلية بترحيل من لا يملك هوية فلسطينية إلى الأردن، وأكدوا أن صفقة القرن ماهي إلّا خطوة من الخطوات التي تسعى إليها “إسرائيل” لتفريغ فلسطين من سكانها الأصليين.

وشدد المتحدثون على خطورة ما تمثله صفقة القرن التي تنطلق من ثوابت تتعلق بالأمن من منظور إسرائيلي، والسعي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن الوطني الأردني والأمن القومي العربي من النواحي السياسية والاجتماعية والديمغرافية؛ ما يجعل الأردن الخاسر الأول عربيا بعد الشعب الفلسطيني، وهوما لا يمكن قبوله أردنياً.

وأكد المشاركون أن تبني الجانب الفلسطيني خيار رفض الصفقة يعزز من فرص إفشالها، حتى لو ذهب “الجانبان” الإسرائيلي والأمريكي في فرض إجراءات أحادية دون موافقة الجانب الفلسطيني؛ لأن ما ينتج لن يتعدى كونه إدارة صراع ضمن موازين القوى الحالية.

خيارات الإفشال
وأشاروا إلى وجود متطلبات عدّة لنجاح خيار المواجهة وأهمها إنهاء الانقسام وتعزيز الجبهة الداخلية وإنهاء التعاون الأمني مع سلطات النحتلال، وتفعيل المقاومة بكل أشكالها.

وناقشت الندوة عددًا من المضامين والتحليلات، وانتهت إلى توصيات عدّة حول الخيارات التي تملكها فلسطين والأردن والدول العربية للتعامل مع صفقة القرن.

وأكدت ضرورة رفض صفقة القرن على المستوى العربي ورفض التعامل مع مخرجاتها، والتماسك مع الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي والاستناد إلى موقف جماعي عربي إسلامي، وجعل الرفض هو الخيار الأول ورفض المشاركة في تطبيقها ورفض تمريرها أو السكوت عنها.

ودعا المشاركون إلى تمتين تنسيق وثيق بين الأردن وفلسطين وفقاً لرؤية إستراتيجية متفق عليها وخارطة طريق عملية لمنع كل أثر لهذا المشروع والانطلاق منها إلى مشروع عربي موحد لمواجهة الصفقة، وتمتين الجبهات العربية القومية والوطنية عبر الانتقال من الانقسامات إلى المصالحات بين الدول العربية بما يحقق موقفاً عربياً موحداً مشتركاً مسانداً للقضية الفلسطينية ومواجهاً لصفقة القرن.

كما أكد المشاركون أن خطة الصفقة القرن تمثل تحدياً جوهرياً للموقف الفلسطيني والأردني والعربي في سياق الصراع العربي الإسرائيلي، وأن تطبيق صفقة القرن كما هي تحسم الصراع لمصلحة “إسرائيل”، وليست حلاً للصراع.

ورأى المشاركون أن رفض صفقة القرن عربياً لا يعد صداماً شاملاً مع الولايات المتحدة كما يروج البعض، كما أن اتخاذ أي موقف مهادن أو موافق أو موارب هو مغامرة محفوفة بالمخاطر تضع القضية الفلسطينية والأمن العربي ومستقبل الأنظمة العربية في موقف خطير وتحت قسوة التفكير الصهيوني.

المحاور والمتحدثون
وعقدت الندوة في جلسة افتتاح وجلستي نقاش، حيث تطرقت الجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها الدكتور نظام بركات نائب رئيس الجميعة الأردنية للعلوم السياسية، والدكتور بيان العمري مدير مركز دراسات الشرق الأوسط إلى أهمية هذه الندوة والمحاور التي تناقشها، وما تقدمه من خيارات وتوصيات دقيقة أمام صانع القرار الفلسطيني والأردني والعربي في كيفية التعامل مع صفقة القرن ومواجهتها.

وناقشت الجلسة الأولى التي ترأسها عميد كلية الأمير حسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية محمد القطاطشة مضمون صفقة القرن وانعكاساتها والخيارات الفلسطينية والأردنية والعربية، وتحدث فيها الدكتور وليد عبد الحي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة اليرموك والوزير الأسبق أمين مشاقبة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد.

كما ناقشت الجلسة الثانية التي ترأسها أستاذ العلوم السياسية أحمد سعيد نوفل الخيارات الفلسطينية والأردنية في التعامل مع صفقة القرن، وتحدث فيها أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في فلسطين، والكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني.

وتطرقت الندوة للحديث عن الخيارات الأردنية في التعامل مع “صفقة القرن” التي ترأسها موسى بريزات المفوض العام لحقوق الإنسان في الأردن، وتحدث فيها حسن المومني أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية وعبد الهادي الفلاحات نقيب المهندسين الزراعيين، والنائب الأسبق جميل النمري الأمين العام للحزب الديمقراطي الاجتماعي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات