السبت 03/مايو/2025

الفدائيان النجار.. بطولة فلسطينية في وجه جرافة الاحتلال

الفدائيان النجار.. بطولة فلسطينية في وجه جرافة الاحتلال

على سريرين متقابلين بمستشفى غزة الأوروبي شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة؛ ترقد قصة بطلين فلسطينيين حفرا اسميْهما في سجل البطولة الفلسطينية.

الشابان محمد ومعتز خالد النجار بطلان من بلدة خزاعة الحدودية التي تقع شرقي محافظة خانيونس، ضحيا بنفسيهما من أجل إنقاذ جثمان الشهيد محمد الناعم الذي اغتاله جنود الاحتلال قرب السياج الأمني الفاصل شرقي حي الفراحين.


null

بدأت الحكاية عندما كان محمد في منزله ببلدته خزاعة القريبة من مكان الحدث، حيث سمع صوت قذيفة بالقرب من منطقة الفراحين، ليتلقى اتصالاً من أحد أصدقائه بضرورة التوجه بسرعة لمكان الحدث.

وعن اللحظات الأولى يروي النجار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه توجه برفقة قريبيه وصديقيه معتز وأحمد النجار بعد مشاهدتهم لجثمان الشهيد الناعم ورفيقه المصاب.

وحسب محمد؛ فقد شارك في عمليات إنقاذ عدد من المصابين القريبين من السلك الفاصل، لافتاً إلى أنه أصيب 4 مرات برصاص قوات الاحتلال خلال عمليات الإنقاذ.

ويستذكر الشاب محمد تلك اللحظات الصعبة التي ضحوا خلالها بأرواحهم من أجل إنقاذ الإصابة ونقل جثمان الشهيد قبل أن يسحبه جنود الاحتلال.

يكمل معتز المصاب في إحدى قدميه الحكاية: “بادرنا بخلع ملابسنا العلوية، وحملنا حمالة إسعاف الذي كان موجودا في المكان ولكن لا يستطيع التقدم لعملية الإنقاذ، وتقدمنا رافعين أيدينا كلها للأعلى للتأكيد أننا مدنيون”.

وعلى مرأى ومسمع العالم استطاع الشبان اختراق حاجز الصمت، ووصلوا إلى جثمان الشهيد لتبدأ عملية سحبه وسط إطلاق نار كثيف من الدبابات وقناصة الاحتلال المتمركزين على التلال القريبة من الحدث.

لم يكن يتخيل معتز أن يخرج برفقه شقيقه محمد وصديقهم أحمد أحياء بعد محاصرتهم برصاص الاحتلال الذي يتطاير تحت أقدامهم وفوق رؤوسهم.

يتابع معتز: “وصلنا لجثمان الشهيد الذي كان في وضع يرثى له جراء تعرضه لصاروخ مباشر، وبدأنا بحمله ثلاثتنا، ليطلق قناصة الاحتلال النار على قدمي شقيقي محمد ويقع على الأرض”.

ويضيف: “سقط الشهيد من بين أيدينا بعد إصابة محمد، ونقلته رفقة صديقي أحمد إلى سيارة الإسعاف، وعدت إلى المكان لتبدأ معركتي مع الجرافة والجثمان”.

ما إن عاد معتز للمكان حتى خرجت جرافة الاحتلال، وبدأت بالتنكيل بجثمان الشهيد لتبدأ معركة جديدة بسحبها من بين أسنان الجرافة العسكرية الضخمة.

قطع أحمد الذي يجلس برفقه صديقيه حديث معتز قائلاً: “لم نكن نفكر حينها بحياتنا، وإنما بالتحدي بيننا وبين سائق الجرافة الصهيونية لمنعه من سحب جثمان الشهيد”.

ويلفت أنه وخلال عمليات الكر والفر بينهم وبين الجرافة استطاعوا نزع الجثمان من بين أنيابها؛ ليطلق الاحتلال النار على صديقه معتز ويسقطه أرضاً.


null

null

يعود محمد للحديث: “كان المشهد قاسيا جداً عندما بدأت الجرافة بسحل الشهيد الناعم وتمزيق جسده في مشهد لا أخلاقي ومقزز، ولم نستطع أن ننقذه من بين أنيابها”.

وتعد قصة البطلين محمد ومعتز واحدة من البطولات التي وثقتها كاميرات الصحفيين، لتكون شاهدة على شجاعة وبطولة الفلسطينيين وثباتهم في أرضهم ولتكشف جرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل أمام العالم أجمع.

ولاقت جريمة سحل الشهيد محمد الناعم التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي شرق خانيونس استهجانا واسعاً في الأوساط المحلية والإقليمية والعالمية.
 


null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...