الجمعة 09/مايو/2025

الجرافات الإسرائيلية.. تعددت المهمّات والإجرام واحد

الجرافات الإسرائيلية.. تعددت المهمّات والإجرام واحد

أعادت مشاهد تمثيل جرافة صهيونية بجثة الشهيد الفلسطيني محمد الناعم، إلى أذهان الفلسطينيين آلاف المشاهد التي اقترفتها قوات الاحتلال ببشاعة وقذارة، والتي كان أبرزها إعدام المتضامنة الأمريكية راشيل كوري عند محاولتها التصدي لجرافة عسكرية صهيونية كانت تهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة عام 2003.

سلاح متعدد

لا يكاد يخلو اجتياحٌ لقوات الاحتلال أطرافَ قطاع غزة أو شنّ حرب عليه من استخدام الجرافات العسكرية المصفحة D-9 أو “الدب”، وقد أعلن بالأمس عن انتهاء مناورة نظمها سلاح الهندسة في جيش الاحتلال عبر هذه الجرافات، تركزت على استخدامها لتقطيع أوصال قطاع غزة وإيجاد ممرات أرضية آمنة للآليات التي يعتزم الاحتلال من خلالها اقتحام القطاع.

في هذا الاتجاه أكّد خبير القانون الدولي الدكتور محمد النحال، أنّ الجرافات تسير إلى جنب الدبابات، وهي بالأساس جرافة عسكرية، إلا أنّ المختلف هو سلوك الجيش “الإسرائيلي” في التعامل مع هذه الآلية كسلاح.

ويضيف النحال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “قوات الاحتلال اعتادت على ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين البشرية، بسبب العجز الدولي عن ملاحقة هذه الجرائم، وتعوّد الاحتلال على الإفلات من العقاب”.

ويعد خبير القانون الدولي، أنّ الصمت الدولي سبب رئيس لارتكاب مثل هذه الجرائم الوحشية التي تخالف المشاعر الإنسانية والأخلاق والقوانين والمعايير الدولية والإنسانية.

جريمة حرب

ويصف النحال، جريمة التمثيل بجثة الشهيد الناعم، بأنّها “جريمة حرب” حقيقية وجريمة ضد الإنسانية، ويضيف: “هذا الفعل المستهجن يشكل حالة إعدام خارج القانون، داخل الأراضي الفلسطينية وليس خارجها”.

وأوضح أنّه بغض النظر عمّا ادعاه الاحتلال الإسرائيلي من كون الفلسطيني مدنيا أو مسلحا، “في كل الأحوال هناك قواعد ناظمة للعمل المسلح ولأعمال المقاومة، لا يجوز وفق أحكام القانون الدولي الإنساني أن يتم التعامل مع الشهيد بهذه الطريقة”.

وبيّن أنّ الطريقة التي تعامل الاحتلال بها تمثل جريمة حرب، وجريمة مستهجنة على المستوى الإنساني والمستوى القانوني، وسيكوّن ملف خاص بهذه الجريمة في إطار الملفات التي تقدم لمحكمة الجنايات الدولية.

رسالة للعالم

“مظهر الجرافة الإسرائيلية وهي تنكل بجثمان الشهيد الناعم، هي رسالة للعالم بأنّ الاحتلال وصل لاستخدام أبشع الأساليب الوحشية الاستبدادية ضد الشعب العربي الفلسطيني”.. هذا ما قاله خبير القانون الدولي حنا عيسى.

ويضيف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “سائق الجرافة الصهيونية ليس شخصاً عادياً، بل هو مجرم من عصابات القتل في وحدات هاشومير التي كانت تقتل الفلسطيني منذ عام 1909، وتذكرنا بجرائم الحرب والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتدل دلالة واضحة إلى أين وصل البطش الإسرائيلي باستخدام الوسائل الوحشية الأكثر بطشاً ضد الشعب الفلسطيني”.

ويتابع: “قانونياً لدينا بينة دامغة على أن ما فعله هؤلاء الجنود مناقض لأعراف وقوانين الحرب وتعدٍّ صارخ على اتفاقية لاهاي، واتفاقية جنيف الرابعة”.

موقف دولي

ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس سفين كوهان فون بورغسدورف، قال: إنّ “التنكيل بجثة مواطن في غزة يتعارض مع جميع مبادئ كرامة واحترام الإنسان”.

وأضاف بورغسدورف، في بيان صحفي: “لا ينبغي لأحد أن يشهد مشاهد من قبيل أن تسحب جرافة عسكرية جثة هامدة”.

وتابع: “هذا شيء يتعارض مع جميع مبادئ كرامة واحترام الإنسان. أصبح الحد من التصعيد الآن أمرا ضروريا، وبما يحافظ على حياة مواطني غزة ويخفف من معاناتهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات