الجمعة 28/يونيو/2024

التنكيل بجثمان الشهيد.. جريمة إسرائيلية جديدة على مرأى العالم

التنكيل بجثمان الشهيد.. جريمة إسرائيلية جديدة على مرأى العالم

على غرار جريمة الاحتلال بحق الناشطة الأمريكية راشيل كوري التي أعدمتها جرافة عسكرية إسرائيلية سحقًا بمخيم يبنا بمدينة رفح عام 2003م؛ يعاود الاحتلال الكرّة على الحدود الشرقية لخانيونس جنوبي قطاع غزة.

ومن جديد يتكرر مشهد الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين العزل أمام عدسات الكاميرات والعالم أجمع.

واستشهد الشاب محمد علي الناعم (27 عاما) وأصيب 3 آخرون، صباح اليوم الأحد، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص صوب المواطنين شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وتوغلت قوات الاحتلال 150 مترًا، وأخلت جثمان الناعم، بعدما تعاملت بطريقة مهينة وقاسية مع جثمانه، عبر التنكيل به ومحاولة رفعه بكف الجرافة، حيث رفعت الجثة مرات عدّة، وألقتها على الأرض، قبل أن ترفعها بطريقة مهينة جدا وتقتادها داخل السياج الفاصل.

وحسب الشهود العيان؛ فقد أقدمت جرافة الاحتلال ورفعته من رأسه ليتدلى باقي جسده، قبل تحركها باتجاه الشريط الحدودي حاملة جثمانه معها.

ووسط إطلاق النار ومن بين هدير الدبابات وأسنان جرافة الاحتلال ترجل عدد من الشبان لسحب جثمان الشهيد في مشهد بطولي ينقش في صفحات العز الفلسطينية.

ملحمة بطولية
وقال أحمد النجار -أحد الشبان الذين شاركوا في الإنقاذ-: “أسرعت للمنطقة المستهدفة مع اثنين من أصدقائي لمعرفة ما يجرى وتقديم المساعدة، وعلمنا باستهداف الاحتلال لشخصين بقذائف الدبابات والرصاص”.

وأضاف “وصلت برفقة صديقيّ محمد النجار ومعتز النجار، وشاهدنا سيارات الإسعاف عاجزة عن التقدم لمكان سقوط الشابين، فخلعنا ملابسنا العلوية وأخذنا حمالة إسعاف، وتقدمنا لانتشال الشخصين”.

وتابع “وصلنا بالفعل لشخص كانت الدماء تملأ جسده. وضعناه على الحمالة وسرنا به عدة خطوات، قبل أن تستهدفنا قوات الاحتلال بإطلاق نار غزير فأصيب محمد ووقعنا على الأرض”.

تمكن أحمد برفقة معتز من إخلاء صديقهما المصاب محمد، قبل أن يعودا لمحاولة انتشال جثمان الشاب مجددا، في تلك اللحظات كانت قوات الاحتلال توغلت في المنطقة.



ويضيف: ” خلال عملية سحب الإصابة توغلت دبابة رفقة جرافة عسكرية لتبدأ عملية المطاردة ومحاولات سحب الجثمان من بين أسنان الجرافة، وفي تلك الأثناء أصيب أيضا معتز، وخرجنا بصعوبة، وأقدمت الجرافة على سحب الشهيد بعد أن نكلت بالجثة وضربتها مرات عدّة”.

جرأة فلسطينية
ووصف الصحفي إسماعيل أبو عمر الذي كان في مكان الحدث عملية سحب جثمان الشهيد من بين أسنان الجرافة بالجريئة، مشيرا إلى أنه يجب أن ترفع القبعة لهم احتراما وإجلالا على عملهم البطولي.

وتساءل أبو عمر: “أي قوة وصلابة عند هؤلاء الشبان وهم يواجهون جرافة عسكرية صهيونية بصدورهم العارية. في الوقت ذاته أي جرم ووحشية وصل إليه جنود الاحتلال وهم يلاحقون ويسحقون جثمانا خاليا من الروح”.

وأقدمت جرافة الاحتلال على انتشال جثمان الشهيد الناعم بعد أن مزقت جسده ونكلت به، على الرغم من المحاولات الجريئة لسحبه من بين أنياب الجرافة.


ووسط حالة من الغضب الشعبي العارم المطالب للمقاومة الفلسطينية بسرعة الرد؛ استجابت المقاومة بإطلاقها العشرات من الصواريخ تجاه الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لتضميد جرح الصباح.

وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التعامل غير الإنساني من قوات الاحتلال مع الجثمان الذي انتشلته بطريقة مهينة ومذلة وحاطّة بالكرامة.

كما أدان المركز -في بيان له- استخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الذين حاولوا إخلاء الجثمان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات