الجمعة 09/مايو/2025

التطبيع وأصحاب الحقوق الحصرية

عصام شاور

في دفاعه عن الاجتماع التطبيعي بين لجنة منظمة التحرير للتواصل مع المجتمع الإسرائيلي مع مجموعات سياسية إسرائيلية قال الوزير الأسبق أشرف العجرمي إن ما حصل ليس تطبيعا، وقد فسر التطبيع على أنه التعاطي مع المؤسسات الرسمية للاحتلال وشرعنته، مبينا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الحق الحصري في الحكم على ما هو وطني أو غير وطني، وعلى الجميع الالتزام بما تقرره منظمة التحرير الفلسطينية. من جانب آخر قال الدكتور محمود الهباش إن قيادة منظمة التحرير نجحت في تغيير العقلية الفلسطينية بحيث أصبحت تتقبل التعايش مع الإسرائيليين، وأنه شخصيا لم يكن يتصور أن يجلس مع إسرائيليين قبل ثلاثين عاما.

 في المقال السابق قلت إننا بحاجة إلى معايير ثابته لتحديد ما هو وطني وغير وطني، ولكنني لم أقل إن هناك جهة فلسطينية وحيدة مخولة لتلك المهمة، فالتوافق الوطني يحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول سياسيا، ولكن الإجماع الوطني لا يمكنه التدخل فيما هو شرعي أو غير شرعي، فما حرمه الشرع لا يمكن للفصائل كلها مجتمعة أن تبيحه، وكذلك لا يمكنها تحريم ما أحل الله، فهذه أمور لا يجوز التدخل فيها أو تأويلها حسب الأهواء الشخصية والانتماءات السياسية.

أما بالنسبة لتغيير العقلية الفلسطينية فإنها لم تتغير ولم تتبدل، وإن كان السيد الهباش تحول من إسلامي إلى وطني، ومن ” مقاوم” إلى مفاوض فهذا لا يعني أن كل فلسطين تغيرت، بل لا يعني أن جيرانه وأهله قد تغيرت عقلياتهم، ولا أعتقد أن غالبيتهم على استعداد للجلوس إلى الإسرائيليين لتبادل وجهات النظر.

عمليات المقاومة اشتدت وتطورت في ظل اتفاقية أوسلو، سواء تلك التي حدثت في التسعينات، أو ما يحصل اليوم في قطاع غزة، وهذه دلائل واقعية على عدم واقعية السيد الهباش، كما إن نتائج آخر انتخابات تدل على أن العقلية الفلسطينية فضلت برنامج المقاومة على برنامج منظمة التحرير والتي لا يمكن لاتباعها الادعاء بأنها تمثل الكل الفلسطيني، فنتائج الانتخابات لا يمكن تزويرها، أي لا يمكن القول بأن المنظمة هي صاحبة الحق الحصري في اتخاذ أي قرار يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومن أراد إثبات عكس هذا الكلام فنحن ندعوه إلى انتخابات في أقرب وقت ممكن حتى نضع النقطة على الحرف والمطبع على الرف، والعنزة عمرها ما طارت.

فلسطين أون لاين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات