الأحد 04/مايو/2025

الفلسطينيون في إدلب.. تحيتهم فيها نزوح!

الفلسطينيون في إدلب.. تحيتهم فيها نزوح!

في طريقه إلى المسجد عند صلاة الفجر، فوجئ اللاجئ الفلسطيني “أبو علي” بسيارة صديقه “أبو منذر” -وهو من فلسطينيي مخيم اليرموك- مركونة في الحي الذي يقطنه بقرية أطمة في إدلب على الحدود الشمالية مع تركيا.

اضطر “أبو منذر” وعائلته، لترك منزلهم في بلدة “الدانا” (إدلب)، بعد سقوط قذيفتي هاون على المنزل من أصل 25 قذيفة سقطت على البلدة.

لم يصب أحد من أفراد العائلة بأذى، إلا أن “أبو المنذر آثر اللجوء إلى منزل أقارب له في “أطمة”، تحسبا لأي طارئ خاصة مع سقوط قتلى مدنيين جراء القصف.

بالرغم من قسوة المشهد في إدلب، إلا أن لقاء الفلسطينيين لا يخلو من دعابة أشبه بكوميديا سوداء.. بعد الانتهاء من صلاة الفجر يلتقي “أبو علي” بصديقه “أبو المنذر ليسلم عليه ممازحا: “مرحبا يا نازح.. ليجيبه “أبو المنذر: “أهلا يا لاجئ”!.

يقول مراسل قدس برس في إدلب: “هكذا هم الفلسطينيون اليوم في شمال سوريا، مصيرهم مجهول، وحياتهم خيام وتحيتهم فيها نزوح!”.

ويضيف: “ربما ستظل هذه المفردات ملازمة للفلسطيني في مواطن شتاته في الشمال السوري”.

ويؤكد: “أن العائلات الفلسطينية التي تقيم في قرى وبلدات إدلب الحدودية، والتي تستضيف منذ أسابيع عائلات فلسطينية نزحت من مدن إدلب وأريحا وسائر الريف الجنوبي، بدأت هي نفسها تفكر في النزوح إلى مناطق أكثر أمنا في عفرين وأعزاز مع اقتراب المعارك من المناطق الحدودية”.

“أبو ثائر” وهو فلسطيني من حلب، ويعمل في صيانة أجهزة الإنترنت في بلدة “قاح” الحدودية يقول: “بدأنا بالتفكير جديًّا بالانتقال إلى منطقة عفرين، فربما تتعرض البلدة للقصف كغيرها”.

ويشير “أبو ثائر” للعقبات التي تجعله مترددا في اتخاذ القرار فيقول: “الانتقال إلى مكان آخر يعني أن عليك أن تجد خيمة تؤويك أولا، في ظل عدم توفر منازل للإيجار بسبب الضغط السكاني الكبير نتيجة النزوح، كما سيؤدي إلى ضياع سنة دراسية على الأولاد، كما يتوجب عليك أن تبدأ بالبحث عن محل لتستأنف عملك في بيئة جديدة”، مشيرا إلى صعوبة إيجاد محل، خاصة أن عائلات كثيرة استأجرت محالا للإقامة فيها بعد نفاد البيوت والخيام”.

وأضاف: “يحار المرء ماذا يفعل بأغراض وأثاث منزله، وهو يعلم أنه سيقيم في خيمة إذا قرر النزوح، فإما أن يبيعها بثمن بخس يصل إلى ربع قيمتها أو أقل، أو أن يتركها عرضة للسرقة من لصوص الأزمات الذين ينشطون في هذه الظروف”.

وأردف: “في كل الأحوال لن آخذ معي إلا بعض الفرشات والأغطية والحصر، بالإضافة للمقتنيات والأوراق الشخصية الهامة فقط”.

وبحسب هيئة فلسطينيي سوريا، فإن أكثر من (260) عائلة فلسطينية تقيم في المناطق الحدودية بريف إدلب الشمالي في بلدات سرمدا والدانا وأطمة وعقربات وقرية عطاء.

وتستعد هذه العائلات خاصة في البلدات التي بدأت تتعرض للقصف كـ”سرمدا” و”الدانا”، للتحرك باتجاه مناطق عفرين وأعزاز لتضيف إلى صفحات حياتها قصص نزوح جديدة!.

قدس برس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات