الإثنين 12/مايو/2025

هل يقدم نتنياهو على مغامرة ضد غزة؟

ناصر ناصر

أثارت الأنباء التي نشرت اليوم نقلا عن مصادر مصرية حول نجاح القاهرة في منع “إسرائيل” من اغتيال شخصيات كبيرة في حماس، قيل إنها قائد حماس بغزة أبو إبراهيم السنوار، ونائب القائد العام للقسام المجاهد مروان عيسى العديد من التساؤلات والقضايا، من أهمها هل من مصلحة “إسرائيل” القيام بمثل هذا العمل؟ وهل تملك القاهرة هذا التأثير الواضح على “إسرائيل”؟ هذا إن تجاوزنا إمكانيات وملابسات مسألة مدى قدرة القاهرة أو رغبة “إسرائيل” مشاركة القاهرة في معلومات حساسة كاغتيال شخصيات كبيرة في المنطقة، قد تؤدي إلى حرب محدودة أو حتى واسعة.

لا تظهر مؤشرات جديدة على تغير تقدير المستوى الأمني بالدرجة الأولى بأن اغتيال شخصية بمثل من سبق ذكرهم ستؤدي إلى حرب قد تتدهور وتتوسع، بأن مثل هذه الحرب هي أسوأ بكثير لـ”إسرائيل” من استمرار الوضع الحالي المزعج (والمنغص) على سكان الجنوب، والمتغير الوحيد الضاغط هو وضع نتنياهو الانتخابي الذي يبحث عن سبب أو وسيلة للحصول على مقعدين إضافيين لتحسين شروط تشكيله الحكومة القادمة، فهل اغتيال شخصية أو حرب على غزة قبل أسبوعين من الانتخابات قد يحقق له ذلك؟ على الأرجح لن يحقق له ذلك، بل هناك احتمالية معقولة لانقلاب الأمور عليه، وقد يكون الشيء الوحيد تقريبا الذي قد يحقق له الأمر هو ضربة أمنية لغزة على شكل اختطاف أو حتى اغتيال شخصية من مستوى معين في الغالب أقل من المستوى الأول لا تعترف بها “إسرائيل”، بل تنسب إليها (وفق مصادر أجنبية).

قد يكون من الواضح التأثير المصري على سياسة “إسرائيل” تجاه غزة، ولكنه تأثير محدود على الأرجح، وإلا لاستطاعت مصر تخفيف الحصار عن قطاع غزة.

كما أن من المستبعد أن تقوم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بمشاركة أيٍ من الحكومات والأنظمة العربية بمعلومات حساسة بهذا المستوى، وعليه يمكن القول إن الأخبار التي انتشرت حول منع مصر اغتيال السنوار وعيسى هي أخبار غير دقيقة، وقد تكون مناورة إعلامية ستفيد على الأرجح نتنياهو الذي سيظهر أنه مقدام ومغوار ولا يخشى التصعيد ومن يمنعه عن ذلك هو مصر الكبيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات