في ليلة فريدة.. جنين تلبس حُلة البسالة المرصّعة بالرصاص

لم تكن ليلة الخميس (6-2-2020) لتمر على شبان جنين شمال الضفة الغربية المحتلة كسابقاتها؛ فقد تهيأ الشبان لحدثٍ عرفوا به مسبقا وهو هدم منزل عائلة الأسير القسامي أحمد القمبع.
فمنذ الثلاثاء (4-2-2020) بدأت الأمور تأخذ واقعا مختلفا مع إعلان والد الأسير القمبع أن المحكمة العليا الصهيونية رفضت طلب الاستئناف على قرار إعادة هدم المنزل، وأقرت هدمه في أي لحظة، حيث طالب بـ”فزعة” المواطنين لإفراغ منزله من الأثاث والحاجيات لتبدأ رحلة التشرد من جديد.

null
ساعات قليلة بعد إخلاء المنزل والغضب يلوح في الأفق في وجوه المواطنين لقساوة الانتقام الذي قررته مخابرات الاحتلال من عائلة القمبع، بدأ الشبان يتجهزون لساعة هدم المنزل، لتنتهي ليلة الأربعاء على هدوء كبير إذ لم تأت الجرافات والآليات الإسرائيلية.
لم يلغ الشباب حذرهم، فانتظروا الليلة الأخرى لتكون ليلة الخميس هي الموعد، وفي ساعات الفجر، حيث كان الناس نيامًا والشباب مستيقظين ينتظرون آليات الاحتلال التي تقتحم المدينة واحدة تلو الأخرى وفي أوساطها جرافات عسكرية معروفة الهدف والوجهة.

null
الليلة الحمراء
دقائق قليلة على محاصرة منزل الأستاذ جمال القمبع في حي البساتين وتحويله إلى ثكنة رعسكرية. بعدها اكتست جنين بحلتها المعهودة، حيث بدأت الاشتباكات الضارية التي لم تشهدها المدينة لسنوات طويلة خلت.
أصوات الرصاص المتبادل في كل مكان. اشتباكات مسلحة ضارية، ومئات الشبان يخوضون المواجهات من كل جانب، فلم يعد يسمع سوى أصوات الرصاص والانفجارات على وقع ضوضاء جرافات الهدم.
كان اسم الشهيد يزن أبو طبيخ يتردد باستمرار في أزقة الشارع العسكري وفي محيط حي البساتين، حيث ينادي الشباب عليه؛ يزن من هنا، يزن ارجع، يزن تقدم.

null
كان يزن -كما وصفه المواطنون لمراسلنا– ومن كانوا في المنطقة مقبلا بشكل غير عادي على خط المواجهات الأول، وبعد مراوغات من زقاق للزقاق، أصابته رصاصة قناص صهيوني ليرتقي شهيدا.
اشتعلت جميع الشوارع المحيطة بالمواجهات، وأضاءت الإطارات المشتعلة المنطقة من دوار شارع حيفا وحتى نهاية الشارع العسكري، دخان ونيران كثيفة، ومواطنون في منازلهم لم يناموا في تلك الليلة العصيبة التي انتهت بشهيدين هما يزن أبو طبيخ وطارق بدوان وسبعة جرحى آخرين.

null
انقشع الصباح لتلملم جنين جراحها، لكنها كانت ليلة فارقة في مسار الأوضاع؛ فقد شعر المواطنون -كما في أحاديثهم لمراسلنا– أن شيئا مختلفا قد حدث في هذه الليلة التي ما أن بزغ فجرها حتى كانت الضفة مشتعلة على أحداث العمليات والمواجهات.
وبعد تلك الليلة الصعبة وقف الأستاذ جمال القمبع مرة أخرى على أطلال منزله المهدم رافضا أن يظهر الانكسار، مبديا صلابته التي أبداها عند هدمه في المرة الأولى العام الماضي، ولسان حاله يقول: إن الحكاية لم تنته بعد، وللقصة بقية.

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ102 على التوالي
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ102 على التوالي، ولليوم الـ89 على مخيم...

أطباء بلا حدود: إسرائيل ترفض دخول طواقم طبية لغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الطواقم الطبية الدولية إلى قطاع غزة، في ظل الحاجة الملّحة لإمكانات وقدرات طبية...
من قتل شرين؟ وثائقي أمريكي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي قاتل أبو عاقلة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام لأول مرة، كُشف الستار عن الجندي الإسرائيلي قاتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة، وذلك في فيلم وثائقي استقصائي...

الدفاع المدني يعلن توقف 75% من مركباته في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، عن توقف 75% من مركباته في قطاع غزة؛ بسبب شح الوقود. وأفاد الدفاع...

عشرات المستوطنين يدنسون ساحات المسجد الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال...

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...

الإعلامي الحكومي: نرفض مخططات الاحتلال لإنشاء مخيمات عزل قسري بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفض المكتب الإعلامي الحكومي، بشكل قاطع المخططات الإسرائيلية لإنشاء مخيمات عزل قسري تشبه الغيتوهات النازية، معتبرًا...