عاجل

الأحد 30/يونيو/2024

علماء وأكاديميون كويتيون: لا تنازل ولا تطبيع مع الاحتلال

علماء وأكاديميون كويتيون: لا تنازل ولا تطبيع مع الاحتلال

وصف علماء وأكاديميون كويتيون “صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط بـ”صفعة” و”صفقة العار”.

وأكدوا خلال ندوة نظمتها جمعية الإصلاح الاجتماعي في دولة الكويت، مساء أمس الاثنين، تحت عنوان “فلسطين التاريخ والحاضر والمستقبل”، على أن لا تنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين ولا صلح ولا تطبيع مع الاحتلال الصهيوني الغاصب.


null

من جابنه أكد عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت سابقا د. عجيل النشمي أن التاريخ لم يشهد منذ عهد الرسول في المدينة إلى يومنا هذا ذلا للعرب والمسلمين مثلما هم فيه الآن؛ مشتتة أرضهم، منتهبة خيراتهم، موزعة أرزاقهم، يقتل بعضهم بعضا.

وقال: أراد الله أن يربط ربطا تاريخيا لا يمكن أن يقطعه أحد، ولتظل ذكراه قائما لا ينقطع؛ ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى؛ فإذا ذكر الأقصى ذكر الحرم المكي.

وشدد على عدم جواز التفريط بجزء من أرض فلسطين، وبيّن أن الحكم الشرعي للجهاد فرض عين على أهل فلسطين ابتداء، لكن إذا عجزوا فالواجب والمسؤولية تمتد على كل المسلمين.

واستذكر النشمي مؤتمرا عقد في الأزهر عام 1956 وخرج بأن الصلح غير جائز مع اليهود.

من جهته، وصف خطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى الداعية أحمد القطان صفقة القرن بـ”صفقة العار”، وقال: إن أرض فلسطين وعد الله بتحريرها ونصرها فوعد بالكتاب (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوههم وليدخول المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا).

وقال أستاذ التاريخ بجامعة الكويت علي الكندري: خطابي موجه لأهل الخليج فيه شيء من التاريخ والسياسة والمنطق؛ لأن هناك من يتصدر المنصات بخطاب تاريخي وسياسي ومنطقي يدعو إلى تطبيع العلاقات مع الاحتلال.

وأضاف: نحن في الخليج وتحديدا الكويتيين أكثر من يفهم معنى الاحتلال؛ إذ قاسينا الاحتلال 7 أشهر تم اجترار المسوغات التاريخية والسياسية بأن الأرض جزء من كيان أكبر وغيرها من المسوغات التي رددنا عليها وما زلنا نرد.

وأشار إلى أن إحساس الظلم باستلاب الأرض والحرية والمقدرات عشنا فيه 7 أشهر ولم يعطِ تقادم الأشهر حق التنازل عن هذه الأرض فما بالكم بإحساس الظلم لـ 70 سنة؟!

وقال: لكل من ينادي بالتطبيع؛ لا يوجد ضمانات من أن “إسرائيل” لن تتمدد وتتوسع على حساب جيرانها..، أمس الجولان، واليوم القدس، وغداً الأردن.

ولفت إلى أن هناك حوارا دائرا داخل اليمين المتطرف حول ما هي حدود “إسرائيل”، متسائلا: لماذا أستغرب من الكلام أنهم قد يتمددون إلى حيث أقف أنا اليوم؟!. ووصف الكندري الاحتلال بـ”السرطان” الذي يتمدد ويتفشى في جسد العالم ولا يمكن التعامل معه.

وأكد أن “دول الخليج يتهددها الكثير من الأخطار، وجزء من حمايتها هو وجودها في منظومة دولية تحمي تلك الدول، وبالتالي لا يعقل أن نقبل بإسقاط المواثيق وأن يتم وطؤها ببسطار رجل العسكر أيًّا كان لونه وشكله ولغته”.

وقال: الخليجيون مستهدفون من أجل التطبيع، ويجب أن نرفض هذا التطبيع بكل ما أوتينا من قوة ومنطق وبلاغة.

واستعرض الباحث في الشأن الفلسطيني نور الدين خضر واقع القدس والمسجد الأقصى منذ الاحتلال.

وقال: بتاريخ 5/6/1967 احتلت قوات الصهاينة شرقي القدس وهي داخلها بلدة القدس القديمة التي تحوي المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى، وكانت شهوة المحتل تسيل للوصول إلى ما يسمى بـ”جبل الهيكل”، ولكنهم لم يستطيعوا الدخول إلى الأقصى إلا بعد يومين.

وأضاف خضر أن الأقصى يتعرض للخطر منذ 1967، مشيراً إلى الأخطار التي يتعرض لها منذ ذلك الوقت كالحفريات لإيجاد أي أثر يربط اليهود بالفترة التي زعموا أنهم وُجدوا على أرض فلسطين من 3 آلاف سنة ولبحث أثر للهيكل المزعوم.

وأشار إلى أن بعض الأبحاث العالمية لعلماء صهاينة وأجانب أكدت عدم وجود أي أثر لليهود في تلك الحقبة المزعومة.

وفيما يتعلق بالاقتحامات، بين خضر “كانت شريعة اليهودية بتحريم دخول ما يسمى بـ”جبل الهيكل”، ولكن رأوا أن الأمر سيطول فغيّر رجال الدين عندهم الفتاوى، وبدأوا بالبحث عن فرجة زمنية حتى يكونوا داخل المسجد بأقل عدد من المسلمين، وكان الوقت المناسب بين الفجر والظهر، وقبل عامين زادوا من عدد ساعات الاقتحامات بين الظهر إلى العصر”.

وأضاف: كما بحثوا عن المكان الذي سيكونون فيه لتأدية شعائرهم ومنع المسلمين من دخول المسجد.

وأوضح أن طريقة الاقتحامات كانت من الجهة الجنوبية الغربية من باب المغاربة أشبه بالطواف حول القبة الصخرة ثم الخروج من باب السلسلة والمغاربة والوصول للمنطقة الشرقية لأداء شعائرهم التعبدية.

وأشار إلى ما يتعرض له باب الرحمة من انتهاكات من قوات الاحتلال، لافتاً إلى أن المستوطنين يعتدون على المقدسيين المرابطين، ويعقدون قرانهم، ويؤدون صلواتهم.

وحول خطة ما يعرف بـ”صفقة القرن”، أشار خضر إلى أنها تنص على أن مدينة القدس لا تستحق أن تكون مقسمة بين دولتين ووجود جيشين؛ بل أن تكون غير مقسمة تابعة للاحتلال.

وأضاف أن الصفقة تشرعن الجدار العنصري الذي يفصل 3.5 كم مربع شرقي الجدار من أصل 63 كم مربع أضافها الاحتلال لحدود القدس عام 1967، مبينا أن 3.5 كم مربع تكون خارج الجدار، وهذا يعني أن 140 ألف مقدسي سيتم سلخهم عن القدس، وأن ما يزيد على 200 ألف مقدسي في الجهة الغربية سيخيرون إما بالحصول على الجنسية الفلسطينية أو الجنسية الإسرائيلية ومن لا يريد سيبقي في وضعه الحالي.. وما هو الوضع الذي يعيشه المقدسي الآن؟

وألمح خضر إلى أن الخطة تنص أيضاً أن عاصمة فلسطين المرتقبة ستكون في الناحية الشرقية والتي تتضمن مدنا مثل عيزرية، وشعفاط، وأبو ديس وغيرها.. وتكون عاصمة الاحتلال غربي الجدار أي بشطريها كمنطقة موحدة، والبلدة القديمة ضمن هذه العاصمة بمقدساتها، وتكون تحت سيادة الاحتلال.

وحول مصير المسجد الأقصى، ختم خضر بالقول: إن صفقة القرن تنص على أن يبقى مفتوحاً أمام جميع الديانات.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات