فجرٌ عظيم واحتجاجٌ متنامٍ .. إرهاصات كسر السكون بالضفة

بعد أن بدأت في المسجد الإبراهيمي في الخليل، والمسجد الأقصى في القدس، باتت دعوات الفجر العظيم تتكرر في المدن والبلدات المختلفة، بمشاركة واسعة من آلاف المواطنين في كل موقع.

وغدا فجر كل جمعة مكانًا للقاء أعداد غفيرة من الناس؛ ما جعل الحياة تدب في سكون الفجر؛ لتعج مواقع التواصل الاجتماعي بصور المشاركات الفردية والاجتماعية، في هذه الفعالية الرمزية التي ترتبط بمشاعر الناس تجاه المقدسات.

null
رسالة حماية المقدسات
ففي نابلس ويعبد ورام الله والخليل وبيت لحم وعشرات المواقع أصبح “الفجر العظيم” رسالة واضحة أن حماية المقدسات هي مهمة الناس في المرحلة المقبلة وليست مهمة السياسيين، في حين باتت الفعالية لا تقتصر على الصلوات بل لها برنامج تفاعلي متكامل.

ومن متابعات مراسلينا؛ فإن حالة من الشعور بالصحوة جعلت من قوة الاستجابة لنداءات الفجر العظيم سلوكا مقاوما يتناغم مع كونه سلوكا دينيا، وفق تعبير المواطن حسن أبو راس.

يقول أبو راس لمراسلنا -وهو يصطحب أطفاله معه لصلاة الفجر العظيم في مدينة نابلس-: إنه يشعر بالأمل يتجدد وهو يرى الناس تتقاطر بهذه الأعداد؛ ما يجعل من المحنة محطة أمل، وترسل رسالة للاحتلال أن هوية الصراع باتت واضحة، وأن الشعب لن يتخلى عن مقدساته.

وفي حين يواظب المواطن أحمد عطاطرة على إحياء جمعة الفجر العظيم، في بلدة يعبد جنوب جنين، فإنه يلفت إلى أن أكثر آية تتكرر في الأيام الأخيرة هي (إِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).

null

وأضاف: إن التكرار اللافت لذكر هذه الآية يشير إلى فهم مختلف للمواطنين عن السياسيين في التعامل مع صفقة القرن والتحالف الأمريكي الصهيوني في هذا الجانب.

وفي الوقت الذي كان فيه نتنياهو وترمب يعقدون مؤتمرهم الصحفي (لإعلان خطة ترمب) كانت سماعات المساجد في مختلف المدن والبلدات تصدح بآيات سورة الأحزاب، وهي رسالة جماعية بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة مواجهة وباتت لحظة الصدام مؤكدة ولكن لحظة اشتعالها غير محددة، وهو ما يتردد في أحاديث المواطنين وأحاسيسهم.

null

تصاعد المواجهات
ولم تكن فعاليات الفجر العظيم السلوك الوحيد للتغير الذي يجرى، فقد تزايدت حدة المواجهات مع قوات الاحتلال وكذلك عدد البؤر التي تشهد تلك المواجهات، حيث تشير المتابعات إلى أكثر من ثلاثين نقطة تماس باتت تشهد مواجهات يومية وشبه يومية مع قوات الاحتلال في الضفة.

null
وتؤكد كل الأحداث الميدانية أن الشعب في الميدان سيكون قادرا في المرحلة المقبلة على تصحيح البوصلة التي أضاعتها اتفاقية أوسلو ومخرجاتها، وإعادة قواعد الصراع للمربع الأول.

null
null
null