عاجل

السبت 22/يونيو/2024

صفقة القرن.. هل يفجر ترمب القنبلة؟!

صفقة القرن.. هل يفجر ترمب القنبلة؟!

ترى هل بات فتيل القنبلة قصيرا بمقدار يرجح انفجارها خدمةً للسياسة الأمريكية والإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية؟ أم هي مناورة جديدة لهدر الوقت؟. 

وكان دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ربما سيعلن (عن الخطة) قريباً واصفاً خطة واشنطن للسلام في الشرق الأوسط، بأنها “عظيمة”.

وتتفاعل تصريحات ترمب منذ عدة أيام في وسائل الإعلام نظراً لخطورة البنود المسرّبة التي تتواءم بشكل كامل مع السياسة الإسرائيلية.

وتسقط الخطة الأمريكية الحق الفلسطيني في إقامة دولة ذات سيادة فوق الأرض المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين مبقيةً الهيمنة الإسرائيلية على الحدود ومستوطنات الضفة مع إمكانية تبادل أراض بين الجانبين.

ويرى مراقبون للشأن السياسي أن الخطوة الأمريكية تخدم مصلحة (ترمب ونتنياهو) المقبلين على انتخابات العام الجاري في ظل انقسام السياسية الفلسطينية وقطع دول عربية مرحلة خطيرة في التطبيع مع الاحتلال.

مصلحة أمريكية إسرائيلية

من سنتين تحاول الإدارة الأمريكية الإعلان عن خطتها لعملية التسوية التي أسمتها “صفقة القرن” غير واضحة المعالم، صريحة الخطورة في قفزها عن قرارات الشرعية الدولية التي أكدت الحقوق الفلسطينية في أرضها ومقدساتها.

صحيح أن عرّابي الصفقة “كوشنير وغرينبلات” لم يحسما المسألة طوال سنتين من الحديث واللقاءات مع أطراف عربية وإقليمية، لكن التوقيت الآن يحمل دلالةً خاصّة.

 ويؤكد محمد مصلح، المختص في الشئون الإسرائيلية، أن ما يجري يدلل على سيناريو معدّ مسبقاً مرتبط بتهيئة المشهد السياسي والميداني الإقليمي ومحور المقاومة المعارض للسياسة الأمريكية-الإسرائيلية.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك علاقة للتوقيت بموقف أمريكا المعادي لمقاومة فلسطين، وأخرى تتعلق بالوضع الإسرائيلي والأمريكي الداخلي، نتنياهو وترمب لديهما إشكاليات في بلادهما”.

وكان “ترامب” قد تحدث أن رد فعل الفلسطينيين على الخطة سلبيا في البداية قبل أن يعلن عن لقاء الخصمين الإسرائيليين “نتنياهو وغانتس” المقبلين على انتخابات برلمانية ثالثة مطلع مارس المقبل.

وهددت الرئاسة الفلسطينية، بـ”اتخاذ إجراءات”، إذا ما تم الإعلان عن صفقة القرن الأميركية بصيغتها الحالية، مضيفة “سنطالب إسرائيل بتحمل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال، ونحذّر إسرائيل والإدارة الأميركية من تجاوز الخطوط الحمراء”.

أما حركة حماس فتوعدت في بيان أصدرته، بإفشال الخطة الأميركية متابعةً: “كل محاولات تمرير هذه الصفقة، سيتحطم على صخرة مقاومة شعبنا وصموده”.

ويؤكد أسعد العويوي المحلل السياسي أن خطوة ترمب تخدمه بالدرجة أولى لكسب تعاطف القوّة اليهودية في الولايات المتحدة في انتخاباتها القادمة، وتخدم اليمين الإسرائيلي المتطرّف الذي يتصدره نتنياهو. 

ويتابع في حديث لمراسلنا: “تستطيع قوة الاحتلال وأمريكا أن تفعل كل شيء، المهم أن تبقى القيادة السياسية الفلسطينية على موقفها الثابت وتمسكها بحقوقها التي دعمتها قرارات المجتمع الدولي”.

القضية الفلسطينية

الكيان الفلسطيني المخطط له في “صفقة القرن” يفتقد لأدنى مقومات مشروع دولة ذات سيادة تصادر ثلث الضفة، وتقفز عن القرارات الأممية وعلى رأسها (242 و338 و194) والتي صرّحت بالحق الفلسطيني في أرضه وعودة اللاجئين والمقدسات.

ويشير المختص مصلح أن خطة “ترمب” كسرت كل الخطوط الحمراء في الأمم المتحدة بعد أن تجاوز “نتنياهو” كامل اتفاق “أوسلو”، وأسقطا سوياً حق العودة والحدود، حتى لم يبق شيء جوهري منها.

الدعوة الأمريكية للجمع بين خصمي السياسة الإسرائيلية “غانتس ونتنياهو” في ظل حديث الأخير عن ضم الأغوار، تكشف عن حالة دعم أمريكية صريحة لهما أمام الرأي العام الإسرائيلي.

 ويقول المختص مصلح: إن “ترمب” يحاول جمع التناقضات الإسرائيلية بعد أن كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم “غانتس” كحزب على “نتنياهو” دون قدرته على تجاوز كتلة اليمين.

الرفض الفلسطيني المطلق والمرجح سيجسّده “ترمب” بأنه محاولة لإفشال دفع عجلة التسوية في الشرق الأوسط واضعاً العربة أمام الحصان. 

ولا شك أن الموقف الفلسطيني يعاني من عدة أزمات؛ أهمها الانقسام الداخلي، وتجاوز الموقف العربي القضية بقبوله التطبيع المتصاعد مع الاحتلال، وهو ما يزيد الفلسطيني ضعفاً.

ويشير أسعد العويوي المحلل السياسي؛ أن القضية الفلسطينية قد تترك الآن للجيل الفلسطيني، لأن الاحتلال لن يبق إلى الأبد، وإن موازين القوى ستتحرك مستقبلاً لمصلحة أقطاب أخرى غير أمريكا و”إسرائيل”.

ويمتلك “ترمب ونتنياهو” على حد سواء في ظل التطبيع العربي والانقسام الفلسطيني حقنة تشجيع للمضي في مصادرة جوهر القضية الفلسطينية.

ويقول علاء أبو عامر، أستاذ العلاقات الدولية، إن الموقف الفلسطيني المنقسم لم يتجاوز حتى الآن مرحلة التحذير من تجاوز الخطوط الحمراء دون ردود حقيقية، وهو ما طمأن الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

ويضيف لمراسلنا: “المطلوب هو استراتيجية للعمل الوطني الفلسطيني، العملية الآن مصيرية ولا علاقة لها ببرنامج فتح أو حماس، ففلسطين كانت دوماً ميزان الزئبق التي ترسم المعادلة، لكن الواقع الآن مشلول”.

الخطورة الحقيقة الآن تتجسد حسب رؤية أبو عامر في الضفة المحتلة التي من الممكن إقامة مشروع دولة فوقها، أما غزة فيراد لها أن تبقى تعاني حتى تستسلم مقاومتها.

ويتابع: “العالم كله يترقب ماذا سيفعل الفلسطينيون وكيف سيردوا؟ الانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي هو العدو الأكبر في المرحلة الحالية”.

وعلى أعتاب عدوان سياسي جديد لإنكار الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتبديد الحق الفلسطيني في العودة والمقدسات واستعادة الأرض، تعيش كامل فلسطين جدولاً زمنيًّا وسط عجزها المكبّل بالضعف الذي زاده التطبيع هموماً فوق همومه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقتحم جنين والمقاومة تتصدى

الاحتلال يقتحم جنين والمقاومة تتصدى

جنين- المركز الفلسطيني للإعلام اقتحمت قواتُ الاحتلال الصهيوني - صباح السبت- مخيم جنين ومدينة قلقيلية، في الضفة الغربية المحتلة وسط إطلاق نار كثيفٍ...