الأسرى الأطفال.. صراع ضد مخطط الاستفراد والتنكيل
تعيش السجون في حالة تأزم شديد مع السلطات الإسرائيلية على خلفية الخطوات التصعيدية الأخيرة التي بدأتها مصلحة السجون مؤخرا بهدف فصل الأسرى الأطفال عن التمثيل الإداري للأسرى الكبار.
وبحسب بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين؛ اعتقلت قوات الاحتلال خلال عام 2019 (889) طفلا قاصرا، في حين لا يزال (200) منهم قيد الاعتقال، مضيفة أن (90%) من هؤلاء تقدموا بشكاوى عن تعرضهم لنوع أو أكثر من أنواع التعذيب والتنكيل خلال اعتقالهم ومحاكمتهم محاكمات جائرة، فضلا عما يتعرضون له حاليا من عمليات قمع ونقل إلى سجن الدامون بعيدا عن ممثليهم من الأسرى البالغين.
وتفاقمت أزمة المعتقلين القاصرين مطلع العام الجاري مع قرار لمصلحة السجون بفصل الأسرى القاصرين وتجميعهم في سجن الدامون، حيث يوجد القاصرون حاليا في سجون مجدو والدامون وعوفر، وقمعت مصلحة السجون (34) أسيرا قاصرا إلى سجن الدامون في (13-1-2020) ما فاقم الأزمة.
يقول الأسير المحرر وليد جرادات، لمراسلنا حول طبيعة الأزمة، إنها مرتبطة بتوجه خطير يتمثل في السماح لسلطات الاحتلال بالاستفراد بالأسرى القاصرين، وهذا يعني مخاطر أمنية واجتماعية كبيرة؛ فالأسرى في هذا العمر الصغير غير قادرين على التمييز والوقوف أمام مكر الاحتلال ودهائه.
وأضاف: وفق الترتيبات بين الحركة الأسيرة ومصلحة السجون، يوجد لجنة من ثلاثة من الأسرى الكبار تمثل الأسرى القاصرين في كل سجن ويعيشون مع الأسرى القاصرين ويديرون أمورهم، ويتعاملون باسمهم مع إدارة السجن، وهذا الأمر متفق عليه منذ عام 2010.
وأشار إلى أن ما يجرى حاليا هو مخطط صهيوني لكسر هذا الاتفاق، بحيث ألغيت اللجان الإدارية من الأسرى الكبار، وقررت مصلحة السجون التعامل مع الأسرى القاصرين مباشرة، وهذا مقلق جدا، ويرفضه الجميع، وهو ما تسبب بالتوترات الأخيرة.
واقع مقلق
وأشعل نقل (34) أسيرا قاصرا إلى سجن الدامون ناقوس الخطر؛ حيث شهدت الأيام الأولى لنقلهم حدوث انتهاكات صارخة تمثلت في وضعهم في أقسام دون أغطية ولا تهوية، مع وجود برد شديد وحشرات، في حين تناوب السجانون على الاستفراد بهم وضربهم بانتظام منعا لأي احتجاج.
وأبلغت سلطات الاحتلال الأسرى أنها ستضع الأسرى القاصرين في نهاية المطاف في سجن الدامون بعد تجميعهم من السجون كافة، ولن تسمح بأي تمثيل إداري لأسرى كبار لهم، وبدأت لكسر ذلك بالتعامل الفردي مع الأسرى القاصرين الذين رفضوا التعاطي مع ذلك ما عرّضهم لتنكيل شديد.
أعداد تتزايد
وترتفع أعداد الأسرى القاصرين باطّراد؛ حيث إن غالبيتهم معتقلون لتهم مرتبطة بإلقاء حجارة أو زجاجات حارقة على دوريات الاحتلال خلال المواجهات مع الجنود أو المستوطنين، كما أن الغالبية الساحقة منهم من بلدات التماس مع المستوطنات مثل عزون وجيوس وكفر قدوم والولجة وبيت أمر وغيرها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
مقتل جندية إسرائيلية وإصابة 13 بعملية فدائية في بئر السبع
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت جندية إسرائيلية وأصيب 13 آخرون بعملية إطلاق نار فدائية في المحطة المركزية في بئر السبع المحتلة. وأفادت وسائل...
المقاومة تتصدى لقوات الاحتلال بمحاور التوغل شمال غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يخوض مجاهدو القسام وفصائل المقاومة معارك ضارية مع قوات العدو الصهيوني في محاور التوغل شمال قطاع غزة. وقالت كتائب...
غوتيريش يدعو لإسكات الأسلحة.. الحرب تعصف بحياة الفلسطينيين
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ عام على قطاع غزة، "لا...
23 ألف انتهاك رقمي للمحتوى الفلسطيني خلال عام على حرب الإبادة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق تقرير للمحتوى الرقمي الفلسطيني، 23 ألف انتهاكا بحق المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي خلال عام...
الأورومتوسطي: تكثيف الاحتلال قصفه وإصدار أوامر إخلاء لشمال غزة تكرار لمراحل الإبادة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكرر مراحل الإبادة الجماعية التي بدأ بتنفيذها في...
حرب إسرائيل على لبنان .. 30 غارة على الضاحية الجنوبية وقصف طرابلس
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، فجر اليوم الأحد، أكثر من 30 غارة عنيفة على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية...
29 شهيدًا و93 جريحًا بمجزرتين إسرائيليين استهدفتا نازحين وسط القطاع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرتين وحشيتين بقصف مسجدٍ ومدرسةٍ يؤويان نازحين في وسط قطاع غزة، ما أدى إلى...