نحو انتفاضة ثالثة

لا يمكن عزل الحديث الأميركي والإسرائيلي، بعد دعوة كل من الجنرال بيني غانتس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، الثلاثاء المقبل، لإطلاعهما على “صفقة القرن”، عن “إشكالية” وضع كل من نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبالتالي كون الدعوة إلى واشنطن وإعلان تفاصيل خطة ترامب، مناورة سياسية يستفيد منها نتنياهو؛ لأنها تصرف النظر عن قضية الحصانة البرلمانية، وترامب الذي يواجه مساعيَ للإطاحة به من البيت الأبيض.
صحيح أن كلا الرجلين في وضع حساس ويحتاجان في القدر نفسه ربما، إلى ما يمكن أن يصرف الأنظار عن مشاكلهما، إلا أن المناورة الجديدة، تحمل في طياتها نذر أو بدايات تغيير في الواقع الفلسطيني وربما العربي أيضًا.
نشر تفاصيل الخطة الأسبوع المقبل، سيضع حدًّا للتكهنات حول المقترحات الأميركية، ويوضح بشكل لا لبس فيه أنها لا تتعدى كونها خطة أميركية لتصفية القضية الفلسطينية نهائياً، بفعل التماهي شبه المطلق بين ترامب وبين اليمين الإسرائيلي الاستيطاني الذي يمثله نتنياهو.
إعلان الخطة الأميركية في حال تم الأسبوع المقبل، وفق تصريحات ترامب، سيضع الدول العربية وتحديدًا السلطة الفلسطينية، أمام اختبار صعب، إذ إنه لا يترك لها مجالاً للمناورة، وستكون بحاجة ماسة إلى إعلان رفض الخطة كليًّا، وإتباع ذلك بخطوات أخرى شعبية وصولاً إلى تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها الضفة الغربية والقدس، وصولاً إلى قطاع غزة.
وفيما يبدي ترامب ونتنياهو تجاهلاً كليًّا للموقف الفلسطيني، فإن الأجهزة الإسرائيلية، غير المدفوعة بحسابات حزبية وسياسية، تحذر هي الأخرى من تبعات إعلان الخطة الأميركية، خصوصًا في ظل سيطرة خطاب ضم غور الأردن على الأجندة الإسرائيلية طيلة الأسبوع، مع ما يرافق ذلك من تحذيرات بشأن تداعيات هذا الخطاب وهذه الخطة على العلاقات الأمنية مع الأردن، وربما مجمل اتفاقية السلام بين الأردن و”إسرائيل”.
سيكون الأسبوع المقبل إذًا لحظة الحقيقة لكل من الأردن والسلطة الفلسطينية، وأيضًا سلطة “حماس” في قطاع غزة، في تحديد موقف موحّد ضد الخطة والانتقال من مرحلة التصريحات الرافضة للخطة إلى مرحلة الخطوات الفعلية لمواجهتها، والتي لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم تقم بتحرك سريع ومحموم لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي أولاً، والاتجاه نحو وضع خطة فلسطينية تبدأ بإعلان إلغاء أوسلو والاستعداد لما ستحمله الأيام المقبلة من غضب فلسطيني قد يفجّر انتفاضة ثالثة لن تكون مفاجئة لأحد، إذا أصرت الطبقة السياسية الفلسطينية على نهجها الحالي.
العربي الجديد
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...