ترامب من جديد.. وفلسطين هي الضحية

على الرغم من تأخر نشر ما يسمى بخطة السلام أو إعلان ترامب المتوقع خلال ساعات، يبرز سؤال التداعيات والآثار والتوقيت لهذا الإعلان؟ وذلك بعد أن أصبح واضحا أن مضمون ومعنى خطة ترامب في الشرق الأوسط هو الاعتراف بالواقع الظالم، فما تم احتلاله بالقوة الغاشمة سيتم إضفاء شرعية الكابوي الأمريكي من قبل ترامب عليه.
تماما كما فعل العالم أجمع عندما أضفى الشرعية على ما سرقه الصهاينة من أراضي فلسطين في يافا وحيفا واللد وصفد وعسقلان، واضطر نفر من الفلسطينيين للاعتراف به على أمل أن يعترفوا لهم بدولة على ما حطمه ترامب الآن.
إن كان مضمون الخطة يخدم كل “إسرائيل” الاستيطانية المحتلة، فإن توقيت الخطة يخدم وبدون أدنى شك نتنياهو شخصياً وسيشكل له حبل نجاة متين وهو الغارق في الملاحقات القضائية والسياسية والإعلامية حول ما تورط به من قضايا رشوة وغش وفساد، وسيخلط أوراق اللعبة السياسية الداخلية عشية انتخابات الكنيست في “إسرائيل”.
أرسل ترامب دعوة لنتنياهو ولغانتس لزيارة واشنطن يوم الثلاثاء وهو اليوم الذي ستجتمع فيه الكنيست لمناقشة الحصانة لنتنياهو، فإن قبل رئيس المعارضة غانتس الدعوة لواشنطن فهو في ورطة، وإن رفض فهو في ورطة من نوع آخر.
إن وافق غانتس وسافر برفقة أو تحت عباءة نتنياهو فسيتعرض لانتقادات حادة داخل حزبه، وفي أوساط مؤيديه الرافضين لمجرد ذكر اسم “بيبي”، فكيف بالسفر في ذمته وتحت رعايته وبعد أن انتشر في الرأي العام أنه هو من طلب من ترامب دعوته، سيؤثر هذا سلباً على المعركة الداخلية المبنية على الاصطفاف ضد “بيبي”، وستتحول أجندة الانتخابات في “إسرائيل” ولأول مرة إلى أجندة سياسية أمنية لمصلحة نتنياهو واليمين، مما يعني تراجع الاشتغال العام بقضايا فساد نتنياهو.
وإن رفض غانتس السفر برفقة نتنياهو فسوف يتهم برفض دعوة الرئيس الأمريكي وقلة الخبرة في الشأن الدولي، وتعريض العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لحرج ومشكلة، كما سيتهم أنه “يساري” يريد تضييع فرصة الفوز بالشرعية الأمريكية لمصالح “إسرائيل” الاحتلالية ” في الضفة الغربية.
ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن وهي الممثل “الوحيد للشعب الفلسطيني”، من المؤكد أنها سترفع من وتيرة استنكارها وإدانتها وتحركاتها الدولية التي لم تثبت نفسها يوما ولم تعد أي حق لأصحابه، وستهدد بوقف التنسيق الأمني وإلغاء اتفاقيات السلام مع “إسرائيل”، وقد تقوم بفرض مزيد من العقوبات على قطاع غزة، واعتقال المزيد من المعارضين في الضفة الغربية.
وهكذا حتى تعلن “إسرائيل” ضم المقاطعة في رام الله.
تتحمل القوى الحية في الشعب الفلسطيني من كافة ألوان الطيف السياسي، وعلى رأسها المقاومة في قطاع غزة مسؤولية كبرى تجاه ما يجري من تطورات، فمن واجبها أن تستمر في بذل كل ما تستطيع لمقاومة وإفشال ما يجري من مخططات أمريكية غاشمة، على الرغم مما سيتسبب لها ذلك المزيد من المعاناة، فطريق المقاومة صعب وشاق ومرير لكنه يوصل للأهداف في نهاية المطاف.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...