العدوان على غزة .. قواعد اشتباك جديدة
لم يأتِ العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة بجديد لجهة الاحتلال الصهيوني، الذي استخدم ويستخدم ترسانته العسكرية لدك المباني، والمنشآت السكنية، والحكومية، بلا أهداف عسكرية معلنة، بل ويتعمد استهداف المدنيين، وقبل هذا وذاك العودة لسياسة اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يعني دائماً الدخول في مرحلةٍ جديدةٍ من الحرب، والمواجهة المفتوحة، والشاملة مع العدو، والتي سرعان ما تنتهي بتدخلٍ مصري كطرفٍ وسيط في معادلة الصراع!.
غير أن قواعد الاشتباك اليوم تغيرت بصورةٍ جذرية وإستراتيجية على الأقل بالنسبة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إذ أن على العدو الصهيوني أن يدفع غالياً ثمن مغامراته في القطاع، وينتظر طويلاً لمعرفة ما تخفيه المقاومة الفلسطينية في جعبتها من مفاجآت التي بكل تأكيد تفوق تقديرات الاحتلال وتوقعاته، وبالتالي إذا كان السؤال موجهاً لغزة، فالجواب مرسلاً فوق سماء تل أبيب.
لا يمكننا قراءة العدوان على قطاع غزة دون الولوج في عمق التفكير الصهيوني القائم على خلط الأوراق السياسية والعسكرية والانتخابية، وأنا هنا أتحدث عن المأزوم سياسياً وانتخابياً بنيامين نتنياهو، فالأخير يهدف بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ نفسه من المأزق السياسي الذي وقع به، نتيجة خلافاته المتصاعدة مع غانتس حول صيغة تشكيل الحكومة الجديدة، والدخول في معركة القضاء ومحاكمات الفساد والسجن الذي ينتظره بعدما تأكد خروجه من الحياة السياسية، وبالتالي أراد بحسب وجهة نظره رد الاعتبار لنفسه بعد حادثة هروبه من حفله الانتخابي بمدينة “أسدود” على وقع إطلاق الصواريخ، ما شكل إهانة قاسية له أمام جمهوره الانتخابي، وبالتالي جاء القرار باغتيال بهاء أبو العطا.
الحياة داخل الكيان الصهيوي شبه معطلة؛ لا مدارس، أو عمل في المصانع، والطرقات شبه خالية، مع ملاحظة أن الجهاد الإسلامي هو من يتحكم بشكل المعركة وتوقيتها بالدرجة الأولى، بمعنى لو أن كتائب القسام قررت الدخول في الحرب بكل ما تملكه من أدوات عسكرية، وبصورةٍ مؤثرةٍ وفعليه فإن شكل المعركة سيختلف، وربما تدخل المنطقة في حرب قاسية طويلة الأمد لما يمتلكه الجناح العسكري لحماس من قوة صاروخية، وقدرات عسكرية قادرة على التأثير.
يفهم الاحتلال جيداً أن غزة لم تعد الخاصرة الرخوة لتحسين الواقع الانتخابي لأي من المرشحين الصهاينة، كما كان الأمر سابقاً، والعدوان الأخيرة على قطاع غزة، وإن جاء بهذه الصورة، ولهذه الغاية، إلا أنه يشكل الورقة الأخيرة أمام نتنياهو في معركته السياسية والانتخابية قبل الدخول في المجهول، والمؤشرات على الأرض تقول إنه وغانتيس بانتظار هزيمةٍ جديدة مع القطاع، وإن كانت المعركة بحدودها الدنيا، وقوتها العسكرية المنخفضة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 360.. القسام يواصل التصدي للعدوان بحقول الألغام والكمائن
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 360 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
الصحة اللبنانية: نستغرب صمت العالم حيال ما يحدث في غزة ولبنان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الاثنين، إن "القطاع الصحي في لبنان صامد، لكنه يحتاج في ظل الظروف الراهنة إلى...
بوريل: على الاتحاد الأوروبي العمل لحماية لبنان
بروكسل – المركز الفلسطيني للإعلام أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، اليوم الإثنين، أنه يجب على الاتحاد الأوروبي العمل...
أنصار الله: حصيلة القصف الإسرائيلي على الحديدة ترتفع لـ 6 شهداء
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية الاثنين، ارتفاع ضحايا "العدوان" الإسرائيلي، الأحد، على محافظة الحديدة غربي اليمن، من...
الأمم المتحدة: 66% من مباني غزة تضررت بسبب الحرب
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة الأمم المتحدة، الاثنين، إن "ثلثي المباني في قطاع غزة دُمرت أو تضررت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023". وقال...
الأمم المتحدة: 100 ألف لبناني عبروا الحدود باتجاه سوريا
لبنان – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن أكثر من 100 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا منذ...
الحصاد المرّ لحرب الإبادة على قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أصدر المكتب الإعلامي الحكومي، مساء اليوم الاثنين، تحديثًا لبيانات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي...