إيران وإسرائيل والمواجهة المؤجلة

جزم معلق الشؤون العسكرية في “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، أمس الجمعة، أن اغتيال قائد “فليق القدس” الجنرال قاسم سليماني، جاء لإحباط وإفشال بوادر تقارب سعودي إماراتي إيراني، أطلقته السعودية بعد هجمات 14 سبتمبر/أيلول على مصافي النفط، كان يمكن له (أي التقارب) أن يُحدث تغييرات جوهرية وأساسية في الخليج العربي، إلى حد تفاهمات سعودية إيرانية تطال اليمن، وفي الطريق يُفقد “إسرائيل” ركيزة إستراتيجية هلل لها ويهلل لها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بشأن تقاطع مصالح بين “إسرائيل” ودول الخليج بشأن وجود عدو مشترك للطرفين تمثله إيران.
وبحسب فيشمان، كان لا بد من القيام بخطوات دراماتيكية لمنع ذلك، وبين هذه الخطوات اغتيال سليماني باعتباره من قاد خيوط مساعي التقارب المذكور بالنيابة عن إيران.
هذا التحليل لم يرد إلا عند فيشمان، في المقابل أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، الجنرال غيورا أيلاند، أن إيران لن تبادر بمحض إرادتها لاستهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي ما لم تحقق ثلاثة أهداف (شروط) إستراتيجية: قدرات نووية، تموضع عسكري لفصائل تابعة لها على الحدود السورية، وتسليح “حزب الله” بصواريخ دقيقة. ما عدا ذلك لن تغامر إيران، ولن تُقدم على شن هجوم عسكري على “إسرائيل”.
تنبع أهمية هذا الكلام من حقيقة كونه يعكس تفكير المؤسسة الأمنية بشكل عام بما يتعلق برؤيتها لاحتمالات المواجهة مع إيران، وهو يعني أن بين الحسابات الإسرائيلية الجادة، من جهة، وبين الدعاية الإسرائيلية التي تغذيها أحياناً تصريحات إيرانية بمسح دولة الاحتلال عن الوجود، من جهة ثانية، بوناً شاسعاً يتسع لجولات من المناوشات والضربات بالأساس في ساحات عربية (العراق، سورية).
الحرب بين إيران و”إسرائيل”، هي حرب مؤجلة بإقرار أيلاند، لكن هذا لا يمنع أي منهما من التلويح بالحرب تكريساً وتحقيقاً لأهدافهما على حساب الدول العربية وشعوبها. إيران لن تسارع في ظروفها الاقتصادية الحالية، أيضاً، إلى استفزاز دولة الاحتلال، ولا عبر الفصائل الخاضعة لها في العراق أو سورية، وهي قد تتجه إلى ترتيب أوراقها الداخلية والتركيز على مطلب إخراج القوات الأميركية من العراق، كورقة مساومة لتحسين مكانتها في أي مفاوضات مستقبلية مع الدول الغربية ومع الولايات المتحدة، كي تحافظ على “شرعية” شعبية لوجودها في العراق، وإخماد لهيب المعارضة الشعبية العراقية لوجود فصائل تابعة لطهران على أرض العراق، وإحباط الانتفاضة العراقية للتخلص من نفوذ إيران في بلاد الرافدين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...