عاجل

الإثنين 01/يوليو/2024

اغتيال سليماني.. فتيل البارود المشتعل هل يصل فلسطين؟

اغتيال سليماني.. فتيل البارود المشتعل هل يصل فلسطين؟

باغتيال القوات الأميركية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أشعلت فتيل بارود في منطقة مشتعلة وقابلة لمزيد من الاشتعال.

ومع تنفيذ طهران تهديدها بقصف قاعدتين أمريكيتين في العراق، فجر الأربعاء، في توقيت اغتيال سليماني، يبقى هامش التصعيد والاشتعال حاضرًا في أكثر من ساحة رفضا للوجود الأمريكي.

واغتالت الولايات المتحدة الأمريكية مسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في قصف على مطار بغداد فجر الجمعة الماضية.

ولعب قاسم سليماني دوراً خلال العقد الماضي في تطوير وتعزيز قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية القتالية وتهريب الأسلحة والمعدات إليها.

وتحتل المقاومة الفلسطينية مكانةً في مشهد التوتر المتصاعد في الإقليم بعد اغتيال سليماني، التوتر المتصاعد بين أمريكا وإيران والمتصل بـ”إسرائيل” مرتبط بها إلى حد ما.

تصعيد متدحرج
كرة اللهب تدحرجت سريعاً في المشهد الإقليمي بعد اغتيال سليماني ووقع جزء من المتوقع في حين بقي جزء آخر قيد التحليلات والترجيحات التي تتولاها وسائل الإعلام منذ أسبوع.

ولم تمر ساعات على مواراة سليماني الثرى حتى أعلنت إيران قصف قاعدتين للولايات المتحدة الأمريكية في العراق، وقال مسؤولون أمريكيون: إن إيران اختارت توجيه رسالة بدلا من اتخاذ إجراءات كبيرة تكفي لإحداث رد عسكري أميركي كبير.

ويستبعد د. عبد الستار قاسم أن تكون (إسرائيل) خارج مشهد اغتيال سليماني وما هو متوقع بعده، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل كانت قد أبلغتها لأن الردود الإيرانية من المحتمل أن تطالها.

ويضيف: “ردت إيران لكن أي رد أمريكي ممكن أن يتبعه رد يطال أصدقاءها وهنا أقصد إسرائيل وآخرين، وربما يتدخل أصدقاء إيران من فصائل المقاومة في مرحلة ما، وربما نشهد توترا عسكريا على جبهة من جبهات فلسطين المحتلة”.

وكانت إيران هددت عقب قصف قاعدتي أمريكا في العراق بقصف (إسرائيل) ومدينة دبي في الإمارات إذا ما انطلقت أي طائرات أمريكية لقصف أهداف إيرانية.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء الأربعاء، أن القصف الإيراني لم يوقع إصابات، وأن واشنطن لن ترد على هذا القصف، متراجعا بذلك عن تهديداته السابقة.

وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن القومي (الكابينت)، مساء الأربعاء، اجتماعاً لمناقشة أبعاد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وفرص إبرام التفاهمات مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

ويرى محمد مصلح، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن اغتيال سليماني ليس تصفية لشخصه فقط؛ بل لجزء مهم من المقاومة في الإقليم، وأن المقاومة الفلسطينية لا تزال رأساً في مربع المقاومة.

ويتابع: “الرد الإيراني طبيعي بعد الاغتيال، وللمقاومة الفلسطينية موقفها الخاصّ إن تطوّر المشهد أكثر. إيران لن تدخل معركة مفتوحة غير محسوبة النتائج، وهي تدرك حسابات المقاومة الفلسطينية”.

الرد الإيراني الذي امتد حتى الآن لقواعد أمريكا في العراق إذا تلاه انسحاب أمريكي من العراق سيكون تعزيزاً لدور إيران في المنطقة برمتها؛ فدخول أمريكا للخليج العربي -حسب تحليل الخبير مصلح- كان من البوابة العراقية.

قدرات المقاومة
ليس غريباً أن تعلن فصائل المقاومة الفلسطينية انتقادها لعملية اغتيال سليماني الذي لعب دوراً حسب جميع المصادر في دعمها لوجيستياً وعسكرياً طوال سنوات مضت.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة شاركا في تشييع جثمان قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وقال هنية -في خلال مراسم تشييع سليماني-: “أتينا من فلسطين؛ لنقدم التعازي إلى سماحة القائد السيد علي خامنئي، والجمهورية الإسلامية، بشهادة الفريق سليماني”.

وشدد هنية على أن مشروع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، لن ينكسر ولن يضعف، وسيستمر حتى تحرير فلسطين والقدس.

يقول د. عبد الستار قاسم، المحلل السياسي: إن المقاومة الفلسطينية استفادت من وجود سليماني في قضايا تهريب الأدوات القتالية وعبقريته الفذّة في مقاومة الاحتلال.

ويرجع المحلل قاسم الفضل في جزء مهم من تطوّر قدرات المقاومة الصاروخية إلى سليماني سواء على جبهة غزة أو جنوب لبنان، مشيراً إلى أن رحيله لن يوقف دعم إيران للمقاومة.

التحولات الكبيرة
التحولات الكبيرة في الإقليم مرتبطة -حسب قراءة الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد مصلح- بالمقاومة التي وجدت نفسها أمام معضلة الموازنة بين العلاقات مع إيران ودول عربية مهمة مثل مصر والسعودية وقطر.

ويؤكد الخبير مصلح أن حماس كأهم فصيل فلسطيني مقاوم مضطرة للعمل بتوازن في علاقتها بمن يدعم المقاومة ومحيطها العربي.

ويتابع: “الاحتلال الإسرائيلي الذي قصف في أكثر من دولة سابقاً مثل سوريا والعراق سيظل مندفعاً للأمام حسب تصريحات قادته خاصة مع اقتراب انتخابات أمريكا وإسرائيل”.

ورغم توتر المشهد الميداني بعد اغتيال سليماني إلا أن المقاومة غير معنية باندلاع موجة تصعيد عسكري في الصراع الأمريكي-الإيراني الذي تقرؤه جيداً وتفهم دورها خلاله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات