إسرائيل تزج بـحماس ضمن مخاوفها من السياسة التركية في المنطقة

تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية توترًا متزايدًا، حيث وقعت جملة تطورات متلاحقة شهدتها الأيام الأخيرة تركت بصماتها الواضحة على تراجع متسارع في العلاقات التركية الإسرائيلية، فهي ما إن تأخذ قسطًا من الهدوء، حتى تعود من جديد إلى التوتر والتصعيد.
وصلت ذروة هذا التوتر باتهام “تل أبيب” لأنقرة بإفساح المجال أمام حماس لممارسة نشاطاتها العسكرية على أراضيها، رغم الرفض التركي للاتهامات الإسرائيلية حول استخدام أراضيها منطلقا لعمليات حماس ضدها.
وقد سربت المخابرات الإسرائيلية للصحافة الغربية في الأيام الأخيرة معلومات حول طبيعة تواجد حماس ونشاطاتها على الأراضي التركية، لاسيما الفعاليات ذات الصبغة العسكرية، واتهام أنقرة بغض الطرف عن تواجد عدد من كبار المسئولين العسكريين لحماس، يخططون لتنفيذ عمليات مسلحة ضد “إسرائيل” انطلاقا من تركيا.
يبدو واضحا أن هناك تزامنًا بين بث هذه الاتهامات الإسرائيلية مع الجولة الواسعة التي يجريها رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وربما تهدف هذه الحملة الإسرائيلية لممارسة ضغوط على الدول التي تشملها الجولة، ومن بينها تركيا.
يصعب قراءة الاتهامات الإسرائيلية لتركيا بإيواء حماس، وفي هذا الوقت، بعيدًا عن التطورات الإقليمية المتلاحقة، حيث تتهم “تل أبيب” أنقرة بأنها أصبحت عضوًا نشطًا في المحور المناهض لها، وأنها تسير بسرعة لتكون عدوها التالي.
تبدي “إسرائيل” انزعاجها الواضح من الانتقادات المتكررة التي يوجهها أردوغان لها في كل محفل دولي، ومقارنتها بألمانيا النازية، واتهامها بإعدام وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن في فلسطين، واعتبار نفسه الراعي الوحيد للفلسطينيين، وزعيما للمسلمين السنة في الشرق الأوسط.
لا تخفي “إسرائيل” قلقها المتزايد من السياسة الخارجية التركية، خاصة توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة الليبية حول المناطق البحرية في البحر، ما قد يعوق “إسرائيل” ببناء خط أنابيب للغاز لأوروبا، وهو أمر مهم لصادرات الغاز الإسرائيلية، في حين طردت البحرية التركية قبل أيام سفينة إسرائيلية تجري أبحاثا من حقول غاز إضافية بالمياه الإقليمية لقبرص.
ولذلك تأتي الحملة الإسرائيلية ضد تركيا بإيواء قيادة حماس، متماشية مع حملة غربية تواجهها أنقرة على خلفية ملفات عدة، بينها عقد صفقات سلاح مع روسيا، والتدخل العسكري في الشمال السوري، وصولا إلى عقد اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.
أخيرًا.. لا يمكن الفصل في النظر إلى الاتهامات الإسرائيلية الموجهة إلى تركيا بشأن دعم حماس، بعيدًا عما تزعمه “تل أبيب” عن محاولة أنقرة استغلال حالة الفوضى في المنطقة لتحقيق أحلامها التوسعية، من خلال وجود موطئ قدم تركي في كل ملفات الشرق الأوسط، وكل ذلك يضر بالمصالح الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل.
فلسطين أون لاين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...

الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة أربعة آخرين من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة إثر تفجير نفق في رفح...

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...