2019.. مواقع التواصل تشن حرباً على المحتوى الفلسطيني

منذ مطلع عام 2019 شهدت مواقع التواصل الاجتماعي أكبر حملة محاربة للمحتوى الفلسطيني وخاصة المناهض للاحتلال وسياساته.

ووفق خبراء مختصون ومحللون فإنّ هذا العام كان الأبرز في محاربة المحتوى الفلسطيني.

وصادق الكنيست الصهيوني عام 2016 على قانون ملاحقة النشطاء واعتقالهم على خلفية نشاطهم الإلكتروني، فيما تلاه إغلاق الكثير من الصفحات الفلسطينية كثمرة لاتفاق تم بين شركة “فيسبوك” وحكومة الاحتلال حيث أقيم مقر إقليمي للشركة في “تل أبيب”.

انتهاكات بالجملة
مدير منتدى الإعلاميين محمد ياسين، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المنتدى رصد خلال عام 2019 174 انتهاكاً بحقّ المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل، تنوعت بين حذف وحظر وتقييد المنشورات والصفحات.

وبيّن أنّ وزارة القضاء الإسرائيلية كشفت أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لـ85% من طلبات “إسرائيل”، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل الاجتماعي.

واتهم ياسين “فيسبوك” بالانحياز الواضح للاحتلال، مبيناً أنّ المحتوى الفلسطيني يتعرض لاستهداف واضح عبر إغلاق الصفحات وتقييد النشر بسبب تبني الرواية الفلسطينية التي تكشف زيف الرواية الصهيونية.

وبين مدير منتدى الإعلاميين، أنّ مواقع التواصل الاجتماعي استخدمت الكثير من الأساليب في محاربة المحتوى الفلسطيني، “أصبح لديها عشرات الكلمات التي يتم الحظر والتقيد لمجرد ذكرها مثل “محمد الضيف، أبو عبيدة، أبو حمزة، سرايا القدس، صالح العاروري، كتائب القسام، حسن نصرالله” وفق قوله.

تصاعد بـ2019
المختص بالشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، أشار إلى أنّ شركات مواقع التواصل الاجتماعي استجابت لطلبات الاحتلال بتشكيل برمجيات وخوازميات تحذف المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي.

 وبين أن العام 2019 شهد حذف آلاف الصفحات الفلسطينية ذات المحتوى المقاوم أو الذي يتحدث عن اعتداءات الاحتلال.

وقال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ محاربة المحتوى في عام 2019 أخذ منحنى تصاعديا بشكل كبير جداً خاصة مع دخول برمجيات وخوارزميات، التي أصبحت تحذف كل المحتوى الفلسطيني الذي يكشف حقيقة الاحتلال وزيفه.

ووصف الرفاتي ما جرى، بـ”التواطؤ الكبير” من تلك الشركات وخاصة الأمريكية منها، مثل فيسبوك وتويتر، بانصياعها لمطالب الحكومة الصهيونية بمحاربة المحتوى.

وتوقع المختص بالشأن الصهيوني أن تواصل هذه المواقع سياستها وتصاعد معاداتها للمحتوى الفلسطيني، في حين سيبحث النشطاء عبر مواقع التواصل عن أساليب لتجاوز الأمر وتمويه محتوياتهم عبر مواقع التواصل.

ودعا إلى وقفة رسمية فلسطينية أمام ما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منبهاً إلى ضعف الموقف الرسمي أمام ما يجري.

ضغط سياسي
صالح المصري رئيس لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين، بين أنّ الاحتلال تمكن من تطويع إدارات عدد من مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة المحتوى الفلسطيني.

 وأكد أنّ عام 2019 شهد أكبر حملة إغلاق وتقييد وحظر وتقييد الصفحات الفلسطينية على موقع فيس بوك في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ محاربة المحتوى من قبل مواقع التواصل تم بضغط مباشر من المستوى السياسي الإسرائيلي.

واتهم المصري في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” شركة “فيسبوك” بممارسة الازدواجية في المعايير، والانحياز الواضح للسياسات الصهيونية ضد المحتوى والرواية الفلسطينية.

وأشار إلى أنّه مقابل ذلك شهدت مواقع التواصل تنامي خطاب الكراهية والتحريض الصهيوني ضد الفلسطينيين، مبيناً أنّ الخطاب الإسرائيلي يستوجب موقفا جادًّا وحازما من الاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسة مراسلون بلاد حدود، واليونسكو وكل المنظمات التي تعنى بالرأي والتعبير.

وأكّد رئيس لجنة دعم الصحفيين، أنّ لجنته قامت بسلسلة خطوات عملية تجاه المعايير الظالمة، كان من بينها تسليم مسؤولة الاتصال والتواصل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مذكرة بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون وطالبتهم بالتدخل لوقفها.