المعركة الأمنية بين حماس وإسرائيل.. ما زالت في ذروتها!

رغم ما فرضته الرقابة العسكرية الإسرائيلية من حظر وتعتيم على تداول أي من أشرطة الفيديو التي قررت المقاومة في غزة بثها، لكن بعضها وجد طريقه لمتناول أيدي الإسرائيليين، في ظل ثورة المعلومات وانفجار المعرفة وسهولة وصول أي خبر بكبسة زر!
شكل كشف كتائب القسام عن عمليتها الأمنية الأخيرة ضد المخابرات الإسرائيلية، وسمتها “سراب”، جهدا واضحا من حماس لترسيخ صورتها أمام الجمهور الفلسطيني بأنها علامة أصلية، وعصية على الاختراق.
القليلون في إسرائيل ممن كتبوا عن فيلم “سراب”، وتجاوزوا قرار الرقابة العسكرية، تحدثوا، بل واعترفوا أن الفيلم الذي أنتجته المنظومة الأمنية التابعة لحماس تحقيق مثير، ومتعوب عليه، ويوثق كيفية تجنيد فلسطيني للعمل المزدوج بين حماس وإسرائيل، صحيح أن الإعلام الإسرائيلي تجاهل الفيلم لأسباب معروفة، لكن فيه من الدلالات الكثيرة التي يمكن مناقشتها.
يظهر الفيلم المذكور أن الشاباك الإسرائيلي أراد القيام بعملية تفخيخ للصواريخ الخاصة بحماس، بحيث تنفجر في مكانها، على أن تظهر بأنها حادثة عمل محلية، لكن هذه العملية أحبطها أمن حماس، ليس هذا فقط، بل قفزت الحركة قفزة نوعية لتجنيد هذا المصدر الذي جندته المخابرات الإسرائيلية، ما حوله إلى مصدر مزدوج.
نحن أمام فيلم وثائقي مدته 25 دقيقة، وكعمل تلفزيوني مر بمراحل إنتاج مهمة وجيدة، وبدا أن المصدر المزدوج يمتاز ببرود أعصاب وممثل بارع، في حين تبدي حماس مباهاتها بهذا الإنجاز الأمني، الذي استمر لمدة عامين، وبالفعل فقد أطلقت الصواريخ التي أراد الشاباك تفخيخها باتجاه إسرائيل في إحدى جولات التصعيد مع غزة.
اليوم، يجد الإسرائيليون أنفسهم أمام كشف جديد لحماس وأجهزتها الأمنية، وربما يكتسب أهمية وقيمة لا تقل عما بثته قناة الجزيرة مؤخرا حول ما قامت به كتائب القسام من كشف القوة الإسرائيلية الخاصة في خان يونس في 2018م، مع أن عرض مثل هذه الأفلام يكتسب أهمية عملياتية، ومن الواضح أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ستبقى تلاحق حماس، هذه الحركة التي حصلت على علامة الامتياز في الجانب الأمني.
تعترف إسرائيل أن كل مشاهد فلسطيني وعربي يتابع هذه الأفلام والبرامج، يخرج بانطباعات رمزية كبيرة، ويعيدون للأذهان نموذج التحدي الفلسطيني للبعبع الإسرائيلي، ما يعني أن الإرث التاريخي لكتائب القسام أضيف إليه في عام واحد عمليتان أمنيتان استخباريتان مهمتان ضد إسرائيل، ما يكسب حماس إنجازات سياسية تساعدها بأن تبني لنفسها صورة نمطية لدى الرأي العام الفلسطيني والعربي باعتبار مقاتليها حماة الشعب الفلسطيني من العدو الإسرائيلي، في ظل ما تملكه من منظومة أمنية استخبارية ذات إرث قتالي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...