اعتقال إسرائيل للفتيات الفلسطينيات.. وجعٌ لا ينتهي!

“ادعو لي” هذه العبارة تركت غصةً كبيرة في قلوب عائلة الطالبة الأسيرة شذى ماجد حسن، أثناء اقتحام قوات الاحتلال بيتها واعتقالها، كانت لها صدى كبير في قلب كل من شاهد عملية الاعتقال.

“فمن سمع بهذه الكلمات ولم يتفطر قلبه ألماً فليس بإنسان، ولا علاقة له بفلسطين، فالفتاة وهي بين جنود الاحتلال تطلب مساعدتها بالدعاء، فهذا وجع لا يوصف، ولا يمكن نسيانه، ويبقى في مخيلة كل حر وشريف” هكذا وصف المحرر عبد الفتاح بدير عملية اعتقال الفتاة حسن.

افتداء بالنفس

المحرر القيادي جمال الطويل والد الأسيرة الصحفية بشرى الطويل التي اعتقلت قبل أيام يقول: “يجب أن يتوقف اعتقال الفتيات، من خلال وقفة رسمية وشعبية وفصائلية، فالاحتلال لم يعد لديه أي خط أحمر في سياسة الاعتقالات، وهذا الأمر جداً خطير، فاعتقال أي فتاة ليس بالأمر السهل، ومن يذوق هذا الوجع يعلم علم اليقين مدى قسوته وشدته على النفس البشرية.

ويضيف: “أنا عرضت على ضابط المخابرات المشرف على الاعتقال اعتقالي عوضاً عن ابنتي بشرى مع أنني لم يمض عن إفراجي سوى ثلاثة أيام، فحاولت أن أفتدي ابنتي بشرى من خلال هذا العرض، وكنت جادًّا في هذا الطرح، والإنسان عندما يرى ابنته بين يدي الجنود والمجندات يقتادونها إلى الدورية معصوبة العينين، ينقلع قلبه من مكانه ويصاب المرء بصدمة”.

وطالب القيادي الطويل بضرورة الضغط على الاحتلال من كل الجهات، “فلا عذر لأحد في هذا المجال وخصوصاً أن الاعتقال يكون سببه مزاجي ولا علاقة له بالأمن، فذريعة ضابط المخابرات كانت أنها مزعجة للاحتلال من خلال عدستها وكلمتها”.

ترويض الشعب

أما الشيخ ماجد حسن والد المعتقلة شذى الطالبة في جامعة بيرزيت، فقد نشر على صفحته بوجع خبر اعتقال ابنته شذى، مع مشهد فيديو للعائلة وهي تصرخ على الاحتلال وجنوده، وتطالب شذى بارتداء الجاكيت وهي تقابلهم بكلمات ادعو لي.

المحرر الأديب وليد الهودلي يقول: “هناك لدى جهاز الشاباك خطة لترويض الشعب الفلسطيني على اعتقال الفتيات الصغار من داخل منازلهم، في رسالة عنصرية من هذا الدولة التي تمارس الإرهاب المنظم بحق فتيات صغار”.

ويشير إلى أنّ ذريعة الاحتلال عند اعتقال الفتيات على الحواجز أنهن حاولن تنفيذ عمليات طعن، أما اعتقال الفتيات من المنازل فبزعم النشاطات اللامنهجية داخل الجامعات، أو نتيجة نشاطهن الصحفي والإعلامي.

ويضيف: “هذا الأمر كشف زيف الاحتلال عن دوافعه الخبيثة في تركيع الشعب الفلسطيني، فكل عائلة فلسطينية يعتقل الاحتلال فتاة منها تصبح في دوامة من الحزن والترقب والخوف، لأن الشاباك وضباطه يمارسون إجراءات تنال من كل شيء لدى الأسير والأسيرة في مراكز التحقيق”.

16 ألف حالة اعتقال

وبحسب مؤسسات حقوقية ومختصة، فإنّه على مدار احتلال “إسرائيل” لفلسطين فإنّ أكثر من 16 حالة اعتقال لفلسطينية ما بين “قاصر ومسنة” في سجون الاحتلال، وقد شهدت فترة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 أكبر عمليات اعتقال بحق النساء، وصل إلى اعتقال نحو ثلاثة آلاف فلسطينية.

وعلى مدار سنوات الاحتلال تباينت عمليات الاعتقال بين تصاعد وتراجع، حيث بلغ عدد الأسيرات اللواتي رهن الاعتقال حتى تاريخ 11/12/2019 نحو 49 أسيرة فلسطينية.