الانتخابات البريطانية.. المحافظون يحققون الأغلبية المطلقة

أظهرت نتائج الانتخابات البريطانية أن حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون يتصدر النتائج بأغلبية مريحة.

وبعد فرز النتائج في 600 دائرة، سيتمثل المحافظون بـ328 نائبا حسب أرقام نشرتها وسائل إعلام محلية، ما يتيح تشكيل الحكومة البريطانية منفردا.

ورحّب جونسون -الجمعة- بحصوله على ما أسماه “تفويضا قويا جديدا” لإنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، بعد تحقيق حزبه فوزا ساحقا، واحتفاظه شخصيا بمقعده في مجلس العموم.

بدوره أعلن زعيم حزب العمّال البريطاني، الجمعة، أنّه يشعر بـ”خيبة أمل شديدة” نتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت الخميس، ومني فيها حزبه بهزيمة نكراء، مؤكّدا أنه “لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة”.

وقال كوربين بعد الإعلان عن إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية، إيسلينغتون نورث، إنّه يريد أن يبدأ العمّال “تفكيرا في نتيجة الانتخابات وسياستهم المستقبلية”، بعدما خسر حزبهم، بحسب استطلاع لآراء المقترعين، عشرات المقاعد النيابية في الانتخابات التي جرت الخميس.

وقال كوربين: إن ملف “البريكست” كان أحد أسباب نتيجة الانتخابات البريطانية.

كما خسرت زعيمة الحزب الليبرالي الديموقراطي المؤيّد للاتحاد الأوروبي جو سوينسون مقعدها النيابي في الانتخابات التشريعية المبكرة.

وأكدت نتائج استطلاع آراء الناخبين فوز الحزب القومي الأسكتلندي بـ55 مقعدا، والديمقراطيين الأحرار بـ13 مقعدا، من مقاعد مجلس العموم البالغ عددها 650 مقعدا.

وصوّت الناخبون البريطانيون -الخميس- في الانتخابات العامة المبكرة لاختيار ممثليهم في البرلمان، ومن ثم تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد في المرحلة المقبلة، وتخيم على ثالث انتخابات تشريعية في أقل من خمس سنوات تساؤلات عن مصير الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وفتحت أكثر من أربعة آلاف مركز اقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش، وأغلقت في الساعة العاشرة مساء، ويبلغ عدد الناخبين أكثر من أربعين مليونا، سيختارون 650 عضوا في مجلس العموم (البرلمان)، منها 533 مقعدا في إنجلترا، و59 في أسكتلندا، و40 في ويلز، و18 في إيرلندا الشمالية.

وجاءت هذه الانتخابات المبكرة نتيجة عجز حزب المحافظين الحاكم عن نيل موافقة أعضاء البرلمان على اتفاق الانفصال المتفق عليه بين لندن والاتحاد الأوروبي.

ويأمل رئيس الوزراء بوريس جونسون -الذي يقود حزب المحافظين- تأمين أغلبية كافية في البرلمان تساعده في تمرير اتفاق البريكست، وبدء سريانه بحلول نهاية يناير/كانون الآخِر 2020، وصرح رئيس الوزراء البريطاني في حملته الانتخابية أن هناك فرصة في هذه الانتخابات لإنهاء أكثر من ثلاث سنوات من المأزق السياسي والضبابية.

وكانت أغلبية البريطانيين (52%) صوتت في استفتاء شعبي عام 2016 لمصلحة خروج بلادهم من التكتل الأوروبي. وتجرى الانتخابات الحالية وفق نظام الدائرة الفردية بدورة واحدة، على أن يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته.

وفي مقابل وعود جونسون بالمضي قدما في تنفيذ البريكست، نددت المعارضة بقيادة حزب العمال في آخر يوم من أيام الحملة بما وصفته بأكاذيب رئيس الوزراء، لا سيما وعده بالتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي خلال أقل من سنة بعد سريان البريكست.

وقال زعيم المعارضة جيريمي كوربن في آخر تجمع انتخابي له، أمس الأربعاء في لندن: إنه يعد بتحقيق تغيير حقيقي في البلاد بعد قرابة العقد من حكم المحافظين.

وتهيمن على برنامج حزب العمال تعهدات بتأميم بعض القطاعات، وتنفيذ استثمارات ضخمة، لا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس) التي أضعفتها سنوات من التقشف.

وأبقى كوربن موقفه ملتبسا حيال البريكست، فوعد في حال فوزه بالتفاوض مع الأوروبيين على اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء جديد يخير البريطانيين بين البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي أو الانفصال عنه.