القدس.. صاعق الانفجار

يُسابق الاحتلال الزمن في تغيير الحقائق التاريخية في مدينة القدس المحتلة، ويُعزّز من مشاريعه الاستيطانية وعمليات تهويده للمدينة المقدسة، وسط موقف فلسطيني رسمي غير مفهوم، وعجز عربي يصل إلى حدِّ المشاركة في الجرائم بحق القدس مهوى أفئدة المسلمين والمسيحيين.
التهديدات الكلامية من منظمة التحرير والسلطة لم يكن لها أي رصيد في الواقع لصالح مواجهة المشاريع الإسرائيلية في القدس، وهو ما شجع الإدارة الأمريكية على نقل سفارتها إلى القدس وعدِّها عاصمة لـ(إسرائيل)، وما جعلها تتمادى في جرائمها بحق شعبنا وأرضه ومقدساته، والأهم عدم حدوث أي رد فعل وطني وجماهيري وشعبي، فقد مر يوم نقل السفارة هادئا نسبيا إلا في غزة التي ذكَّرت العالم بالقدس ولكن بدمائها وشهدائها.
الإدارة الأمريكية لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما أمعنت في قراراتها ضد قضيتنا، وألغت فعليا مشروع المنظمة في حل الدولتين عندما اتخذت قرارها بشرعنة الاستيطان في الضفة المحتلة ضاربة بعرض الحائط القوانين الدولية، فمن يمتلك القوة في عالمنا يفرض القانون!
القرار الأمريكي الذي أطلق الرصاصة الأخيرة على مسيرة التسوية، وأكمله نتنياهو بنيته ضم منطقة الأغوار والتوسع الاستيطاني، لم يُحدِث أيضًا أي حراك جماهيري يمكن الاعتماد عليه، وهو ما يَفرض على الرئيس ولجنته التنفيذية والمجلس التشريعي وقادة الفصائل وكل المؤسسات الوطنية أن يقفوا بصدقٍ ويبحثوا بعمق ويجيبوا عن السؤال: ما الذي يَحدُث؟ ولماذا؟!
من الواضح أن الجماهير الفلسطينية تشعر باليأس والإحباط من الفشل السياسي الفلسطيني وانتشار الفساد والمنتفعين، وتحول بعض الثوار إلى منسقين مع الاحتلال، وحالة الضغط المعيشي، والحصار والانقسام، وتمكن شياطين الإنس من تدجين جزء غير قليل من الجماهير ليكون همها الأول لقمة العيش، وأحيانا قبل الأوطان والمقدسات!
وإلا ماذا نسمي عدم حدوث أي حراك أو حتى تضامن أو اعتصام للاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى المبارك؟ وعدم وجود أي ردة فعل لاعتداء شرطة الاحتلال على فلسطينية وهي تصلي عند باب مصلى الرحمة في المسجد الأقصى وطردها واعتقالها؟ تبلد الإحساس وطبعت العقول حتى بات ما يجري في القدس من استيطان واقتحام واعتقال وهدم المنازل وطرد المصلين والهيمنة على المسجد الأقصى، وحتى إعدام الأطفال في بث مباشر وغيره حدثا اعتياديا يمر أمامنا كمشهد عابر!
سياسيون كثر ومراقبون أكثر يرون أن المواجهة القادمة مع الاحتلال ستكون في جنوب لبنان، أو قطاع غزة الذي يشهد ارتقاء الشهداء في الغارات الإسرائيلية أو في مسيرات العودة، لكني أقول إن صاعق الانفجار الذي قد يفاجئ الجميع سيكون في القدس، نعم، قد لا يعرف أحد توقيت الانفجار، لكنه قادم لا محالة، وقد يكون لسبب أبسط مما نتصور.
إن القدس عنوان الصراع، ولا يمكن تصور دولة فلسطينية مستقلة دون القدس، والمقاومة الفلسطينية بجميع أذرعها، مدعوة للرد على جرائم الاحتلال في القدس التي استفرد بها الاحتلال، فالرد لا يكون فقط على ارتقاء الشهداء وهم الأكرم منا، وإلا ما معنى قولنا إن القدس أغلى من دمائنا وأبنائنا؟!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيز: الجميع مسؤول أمام القانون الدولي لصمته على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
تونس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن...

أبو سلمية: نفاضل بين الجرحى والمرضى والمنظومة الصحية شبه منهارة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، إن الأطباء في المستشفى يفاضلون بين المرضى والجرحى. وأضاف أبو...

القوات اليمنية: نفذنا عمليتين استهدفتا مطار رامون ردًا على جرائم الاحتلال
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأربعاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار رامون في...

حماس: عملية جنين أبلغ رد على محاولات الاحتلال إخماد المقاومة
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، إن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت عند حاجز الريحان...

إصابة جندي إسرائيلي بعملية دهس في الخليل واستشهاد المنفذ
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، يوم الأربعاء، منفذ عملية الدهس قرب حاجز "سدة الفحص" جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت...

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...