عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

مؤمن نزال والسلطة.. مرحلة المجهول بدأت بـصعقه كهربائيًّا

مؤمن نزال والسلطة.. مرحلة المجهول بدأت بـصعقه كهربائيًّا

“صعقوه بالكهرباء، وأخفى ملابسه عني عند زيارته قبل أشهر، كي لا أرى آثار التعذيب، يعاني من آلام شديدة في العينين والأسنان.. ولا أحد يتحرك”، بهذه الحالة، بدأت “الحياة المجهولة” للطالب الجامعي مؤمن نزال منذ أكثر من 270 يوماً، في سجن الأمن الوقائي المركزي بالضفة الغربية المحتلة.

تلك العبارات، تحدثت بها والدة الطالب مؤمن، شريفة نزال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، واصفة حال نجلها المعتقل للشهر التاسع توالياً عند جهاز الأمن الوقائي حرمته من إكمال دراسته في جامعة خضوري فلسطين التقنية.

التهم المتعددة للطالب نزال التي ألقيت على كاهله أوجعت قلبه وقلب أمه، وأجبرته على الإضراب عن الطعام منذ الأيام الأولى من اعتقاله، لكن وعودات قطعها مسؤولون أمنيون بالإفراج عنه أجبرته أيضاً على إيقاف إضرابه دون تنفيذ تلك الوعودات.

معركة المجهول
الطالب نزال، بدأت حكايته في الـ24 من فبراير 2019م، باقتحام قوة أمنية من الأمن الوقائي، محطمة مقتنيات البيت ومصادرة مقتنيات خاصة به وبوالده المدرس، في حين تلفظت بألفاظ سيئة لوالدته وأهله؛ لتبدأ مرحلة من المجهول امتدت لـ9 أشهر ولم تنته حتى كتابة هذا التقرير.

ويدرس مؤمن في جامعة خضوري التقنية، في كلية الهندسة، تخصص الهندسة الكهربائية؛ ومنذ فصله الأول واجه اعتقالاً أمنياً بتهم مختلفة، ينتهي من الأولى ويبرأ منها، ليفاجأ بتهمة أخرى دون أي دليل. وفق ما توضح والدته شريفة نزال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“.

وواجه الطالب نزال منذ اعتقاله، التهم المختلفة و”التعذيب الوحشي” بأمعائه الخاوية، مضرباً عن الطعام على مراحل متفاوتة أطولها 21 يوماً، رافقته والدته فيه، محاولين البحث عن حرية وعيش كريم.

صعق بالكهرباء
ويفتقد مؤمن تلك الحرية في مرحلة عمرية مهمّة، تمثلت في نهاية سنوات طفولته وبداية مرحلة بناء “المستقبل المجهول”، بدأها بالاحتجاج والإضراب عن الطعام؛ رفضاً لـ”ضربه وتعذيبه صعقاً بالكهرباء وشبحاً مغمض العينين”.

وقالت الوالدة: “مؤمن تعرض لـ6 جلسات صعق بالكهرباء، خلال اعتقاله في سجن الأمن الوقائي المركزي في مدينة قلقيلية”، مشيرة إلى أن نجلها أبلغها بذلك، إضافة إلى رواية حديث نجلها البكر محمد الذي اعتقل رفقة شقيقه مؤمن شهرين؛ بغية الضغط عليه وابتزازه.

ومع كل دقيقة من حوار “المركز الفلسطيني للإعلام” مع والدة نزال، يلهج لسانها بالدعاء لنجلها الذي بدأ منتصف نوفمبر الماضي إضراباً عن الطعام للمرة الرابعة توالياً، ترافقه فيه والدته منذ أسبوع.

وتروي الأم صاحبة القلب المكلوم على نجلها الثاني في ترتيب الأسرة، آثار اعتقال مؤمن على أسرته قائلة: “حياتنا دمرتها السلطة كلياً، وزوجي مريض وشبه كفيف، حزناً على مؤمن”.

وأشارت الوالدة بصوت تغرغر في صدرها آثار ألمه العميق، أن مؤمن حصد المرتبة الأولى بين أقرانه في دراسته الجامعية، وأنه حصل على معدل 93.6% في دراسته الثانوية العامة، رغم ظروف بيته الصعبة التي حالت دون حصوله على علامات أكثر من ذلك.

تهم جديدة وكفالة لا تنتهي
وتشتكي الأم من أوضاع بيتها التي تشتد يوماً بعد يوم، مع استمرار تجديد التهم لنجلها مؤمن، ودفعها كفالات مالية عديدة للإفراج عنه، دون تنفيذ قرارات الإفراج التي كانت تقرها محكمة السلطة.

وفي قرار سابق دفعت أسرة نزال، مبلغ 200 دينار كفالة مقابل الإفراج عن نجلها، في تموز الماضي، إلا أن الأمن الوقائي لم ينفذ القرار وأبقى على مؤمن معتقلاً وموجهاً له تهما جديدة، وفق المحامي مهند كراجة.

وأوضح كراجة في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن محاكمة الطالب نزال، تتم على خلفيات سياسية، ولنشاطه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن النيابة العامة وجهت لهم تهما عديدة منها “حيازة سلاح وتصنيعه والانتساب إلى القوة التنفيذية وإثارة النعرات الطائفية”.

وتعد هذه التهم من التهم الأكثر شيوعاً في غالبية حالات الاعتقال السياسي في الضفة الغربية؛ إذ لا تكاد تخلو لائحة اتهام لمعتقل سياسي في الضفة منها إضافة إلى تهم أخرى مثل “الانضمام لمجموعات محظورة وتشكيل ميليشيات”، رغم إقرار وقناعة الجميع أنها تهم ملفقة لا أساس لها على أرض الواقع.

ورأى كراجة أن تمديد اعتقال نزال 24 يوماً لإجراء التحقيق معه ليس مبرراً لذلك.

وأفاد فريق “محامون من أجل العدالة”  بـ”تعرضه للتعذيب، والصعق بالكهرباء”.

وقال المحامي: “نرى أن التحقيق مع مؤمن انتهى ولا مبرر لتوقيفه، ولا يوجد أي إجراء تحقيقي رغم إعطاء النيابة العامة فرصة لإجراء ذلك ولم يتم للأسف، وأن إفادات مؤمن لم تتجاوز الصفحة الواحدة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات