الأربعاء 26/يونيو/2024

الأسير سامي أبو دياك.. هل يلتحق بركب الشهداء بصمت؟!

الأسير سامي أبو دياك.. هل يلتحق بركب الشهداء بصمت؟!

برسالة مؤثرة وربما تكون الأخيرة أبرقها من سجنها قبل أيام، لم يتمنَّ الأسير المريض سامي أبو دياك إلا أن تكون وفاته في أحضان والدته وليس في مقابر الأرقام.

وناشد الأسير أبو دياك، صاحب كل ضميرٍ حي من أجل العمل للإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي معرض رسالته قال: “أنا أُعاني من مرض السرطان وحسب التقارير الطبية الإسرائيلية مُتبقٍّ لي أيام قليلة معدودة في الحياة”.

ويقول أبو دياك: “هذه المناشدة كانت مناشدتي أنا ورفيق مُعاناتي في الأسر والمرض بسام السايح قبل يوم واحد، وبسام فارق الحياة شهيداً إلى ربه، وإذا لم تلقَ مُناشدتي آذانا صاغية سوف أكون عند أخي ورفيق مُعاناتي الشهيد بسام السايح في مقابر الأرقام”.

واستصرخ الأسير الفلسطيني المريض العالم قائلاً: “أستصرخكم من قلب مسلخ ما يُسمى مشفى الرملة لتكون ساعاتي وأيامي الأخيرة عند والدتي وليس أن أُفارق الحياة مُقيّد اليدين والقدمين في زنزانة حقيرة ويحرسني سجانٌ يعشق الموت لنا”.

دموع الوجع

بدموع الألم والحسرة، استصرخت والدة الأسير أبو دياك أصحاب الضمائر الحية في العالم، وقالت: “أناشد أصحاب الضمائر، المسلمين والمسؤولين، راجية أن يصل صوتي لضمير العالم وأن تتحقق أمنية ابني الأخير بألا يفارق الحياة إلا بين أحضانها”.

تقول والدته، لما زرته الخميس الماضي، رأيته فاقدًا للوعي ولم يقوَ على رفع رأسه أو حتى الكلام، بل إنه لم يشعر بوجودهم من الأساس، ولم يعرف والدته، نادت عليه فنظر إليها ولم يرد.

“كان منهكًا، جسمه كله تقرحات، وأشبه بهيكل عظمي، جراء إهمال الاحتلال لحالته، ذلك الاحتلال الذي سرق شبابه وصحته”، وفق والدته.

والدة أبو دياك قالت، إن جسد ابنها لم يعد يستجيب لأي دواء – وفق أطباء الاحتلال- وشرايينه ضعيفة، مؤكدة أن ابنها الآن يصارع الموت وحيدًا بعدما أضاع الاحتلال فرصًا كثيرة كانت متاحة لإنقاذ حياته.

ثلاثة مؤبدات

ووثقت هيئة الأسرى في تقرير لها الانتهاكات الجسيمة التي مورست بحق الأسير المريض أبو دياك (37 عاماً)، من بلدة سيلة الظهر بمحافظة جنين خلال الأعوام الماضية، والذي جرى اعتقاله في 17 تموز/ يوليو 2002، وصدر بحقه حكم بالسجن لثلاثة مؤبدات و30 عاما.

وقالت إن الأسير أبو دياك لم يكن يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله، لكن خلال شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015 تم نقله إلى مستشفى “سوروكا” الاسرائيلي، نتيجة إصابته بآلام حادة في الأمعاء، وتبين بالفحوصات أنه يعاني من انسداد في الأمعاء الغليظة، نتيجة وجود ورم سرطاني.

وأوضحت أنه في الشهر ذاته، تم إجراء عملية جراحية عاجلة له، لفتح الانسداد، وبعد خروجه من المستشفى وإعادته للمعتقل مباشرة، بدأت حالته تسوء وتتدهور، وتم نقله إلى مستشفى “أساف هروفيه”، وتبين إصابته بتلوث وتسمم نتيجة لانعدام النظافة في المعتقل، وأجرى عدة عمليات جراحية لكن دون جدوى، ليصاب بعدها بفشل كلوي ورئوي حاد.

وأشارت إلى أنه بعد فترة وجيزة تحسنت حالة الأسير أبو دياك تدريجياً وببطء شديد، وخضع لعملية جراحية من أجل وصل الأمعاء والاستغناء عن “كيس الإخراج”، كما خضع لجلسات علاج كيميائي في محاولة للسيطرة على الأورام السرطانية، لكنه تعرض للإهمال الطبي المتعمد ولم تتم متابعته طبيا من قبل طبيبي الأورام والباطني، وبدأ يعاني ثانية من انتشار الكتل السرطانية فيما كانت الاستجابة للعلاج محدودة، بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي خلفها العلاج.

وذكرت الهيئة أنها سعت من خلال طاقم الدائرة القانونية، للإفراج المبكر والمشروط عن الأسير أبو دياك، لكن 10شباط/ فبراير من العام الجاري، تعمدت إدارة معتقلات الاحتلال إجراء عملية تقييم طبية للوضع الصحي له، والذي ادعوا خلاله أن استجابته للعلاج المقدم له مقبولة ولا يعاني من أعراض جانبية صعبة كما في السابق، غير أن الفحوصات التي تمت لاحقا ومنها فحص الخزعة وفحص CTPET، أعطت تقديرات طبية مختلفة.

وقالت الهيئة، إنّ أبو دياك تعرض خلال السنوات الأخيرة إلى سياسة القتل الطبي المتعمد والإهمال الصحي الممنهج، وعدم تقديم أي علاجات حقيقية من شأنها وقف الكارثة الطبية التي مورست بحقه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...