السبت 10/مايو/2025

العريس الأمير والمهندس الحافظ رحلا في حضن والدهما الشهيد

العريس الأمير والمهندس الحافظ رحلا في حضن والدهما الشهيد

منذ عدة أشهر، تغيرت حياة الشاب إسلام عياد، مع تحقيقه أحد أهم أهدافه التي سعى كثيراً لتحقيقها، إذ تخرج من كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية، ليكون محققاً لحلمه رفقة حلم آخر حققه منذ سنوات بحفظه لكتاب الله والدوام على مراجعته.

فرحة التخرج لدى إسلام لم تكتمل كثيراً، بفعل صاروخ إسرائيلي باغته ووالده وشقيقه أمير، إلا أن فرحته الأخرى والأكبر كانت بدوامه على تسميع 5 أجزاء من كتاب الله غيباً، وبشكل يومي منذ 4 أعوام متتالية.

الشاب عياد (25 عاماً) الذي ارتقى شهيداً الأربعاء الماضي، برفقة والده رأفت (54 عاماً) شقيقه أمير (13 عاماً)، كانت والدته شاهدة على رحيله أمام بيته، حينما حولت صواريخ طائرة إسرائيلية حياتهم الآمنة أمام بيتهم إلى ذكريات أليمة.

 “أمير العريس”
الطفل أمير بدا وجهه يوم استشهاده كفلقة “القمر”، لترتسم علامات الحزن الشديد على وجه والدته التي حضنته في ثلاجات الموتى واصفة إياه بـ”العريس”.

وتقول الأم المكلومة وقلبها يزداد ألماً برحيل أمير وشقيقه ووالدهما: “أمير عريس، جهزته قبل أيام وذهب لوالده كعادته، وهي روحه معلقة بين إخوانه وأحبابه، الله يرحمه”.

وهرعت الأم، أرزاق المصري، مسرعة من بيتها في بيت حانون إلى مستشفى الشفاء خلال دقائق قليلة، ليكون ذاك المشهد المؤثر أمام أهل الشهيد وأصدقائه، حينما حضنت نجلها وبقع الدماء تنزف على حضنها.

وتستذكر الأم في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” اللحظات الأخيرة التي كانت مع ابنها الأمير، قائلة: “أمير جهزته كالعريس للمدرسة، وذهب بعدها إلى بيت والده في حي الزيتون، كان قمراً وما زال.. ليش قتلوه ليش قتلوه؟!”.

وافتقدت الأم أمير في أول أيام الجمعة التي اعتادت أن يكون بجانبها أو بجانب إخوانه ووالده، مشيرة إلى حبه لأكلة “المقلوبة”، وأنه صاحب شخصية قوية محبوب لجميع أطفال حارته.

“الحافظ الإمام”
أما الشاب إسلام الشقيق الأكبر لـ “العريس الأمير”، فقد بدا شابًّا طيبًا يحمل صفات نبيلة، أبرزها حبه لتعليم الأطفال حفظ كتاب الله الذي أتقن حفظه عن ظهر قلب.

وتنقل مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بين جنبات بيت عزاء شهداء عائلة عياد، مستمعاً لمناقب الشهداء خاصة الشاب إسلام، الذي اعتقل لـ3 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول صديق الشهيد سعيد الدحبور، إن إسلام “حفظ القرآن الكريم كاملاً في سجون الاحتلال، وحصل على السند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”، مشيداً بإتقانه الشديد لحفظ القرآن الكريم.

وأوضح الدحبور، أن إسلام كان في آخر عام له في اعتقاله بسجون الاحتلال الإسرائيلي، يسمع القرآن الكريم كاملاً عن غيب خلال يومين، في كل يوم 15 جزءاً”.

ولفت إلى أنه بعد تحرره من سجون الاحتلال، لزم مراجعة القرآن الكريم يومياً 5 أجزاء كاملة، إضافة إلى تحفيظه القرآن لأطفال مسجده الذي يؤم فيه، مسجد علي بن أبي طالب.

وأشار إلى أن الشهيد إسلام حصل على المرتبة الثانية في مسابقة عقدتها دار القرآن الكريم والسنة لتسميع القرآن الكريم غيباً على مستوى قطاع غزة.

وحملت عائلة عياد الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن قتل أبنائها الثلاثة، داعية المؤسسات الدولية لملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية.

وأكدت في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن ما قام به الاحتلال “جريمة نكراء” استهدفت مدنيين أمام بيتهم، لا علاقة لهم بأي اتهامات يحاول الاحتلال إطلاقها عليهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات