الدلالات السياسية والعسكرية لاغتيال أبو العطا 1-2

بصورة لم تكن مفاجِئة، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي بهاء أبو العطا المسئول العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شمال قطاع غزة، الذي اتهمه أخيرا بالمسئولية عن إطلاق الصواريخ، ما دفع فصائل المقاومة الفلسطينية للتهديد برد فوري على الاحتلال، الذي أعلن بدوره تعطيل الحياة في مستوطنات غلاف غزة وصولا إلى (تل أبيب).
جاء لافتا إعلانُ بيان الجيش الإسرائيلي على غير العادة أن عملية الاغتيال صادق عليها رئيس الوزراء ووزير الجيش بنيامين نتنياهو، يعني قبل دخول نفتالي بينيت وزير الجيش الجديد بساعات قليلة لمقر الوزارة.
يسلط الاغتيال الإسرائيلي لأبو العطا فجر أمس، في غزة على الوسائل والطرق التي تتبعها المخابرات الإسرائيلية لاغتيال النشطاء الفلسطينيين، بدءا بتشخيص الهدف، وحتى إطلاق القذيفة الأخيرة القاتلة، ولذلك يشكل اغتيال أبو العطا قمة جبل الجليد فقط مما تقوم به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من عمليات مكثفة تبدأ بجمع المعلومات، والتحضير للاغتيال الذي قد يستغرق أشهرا عدة.
إن قرار تصفية أبو العطا، وسواه من قادة المقاومة الفلسطينية، يتخذ من أعلى هرم دوائر صنع القرار في (إسرائيل)، بما يعني رئيس الحكومة نتنياهو، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب وزير الحرب، الذي يصدّق أو يرفض الموافقة على الاغتيال، مع أن الموافقة لا تتم في اللحظات الأخيرة، وإنما جرت العادة أن تحصل قبل فترة زمنية طويلة على الأقل، من خلال تحضير المادة المعلوماتية الخاصة بالشخصية المستهدفة، ورئيس الحكومة يتخذ القرار من الناحية المبدئية للمس به واستهدافه.
يعيد قرار اغتيال أبو العطا للأذهان ما حصل في حادثة هروب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو من حفله الانتخابي بمدينة “أسدود” أواسط سبتمبر على وقع إطلاق الصواريخ، ما شكل له إهانة قاسية أمام جمهوره الانتخابي من حزب الليكود، ويبدو أنه منذ تلك اللحظة اتخذ قرار تصفية أبو العطا، إلا أنه تم تأجيل التنفيذ لتكون الظروف ملائمة، إلى أن جاءت جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أوائل نوفمبر للمصادقة على تنفيذ عملية الاغتيال.
هنا يمكن استحضار الكشف عن مداولات اجتماع الكابينت في الأيام الأخيرة حول غزة؛ حيث استُمِع لمواقف قائدي الجيش و”الشاباك”؛ وطرحا خيارات عدة كالعودة للاغتيالات، وفي النهاية اتخذ المجلس قرارات عملياتية؛ دون معارضة من أحد.
شهدت التقارير التي خرجت من هذه الاجتماعات قبيل اغتيال أبو العطا مطالبة الجيش بالتركيز على الجبهة الشمالية، لخطورتها أكثر من غزة، وهو كلام منطقي، وفيه وجاهة، لكنه لا يؤخذ على علاته، فقد كان واضحا منذ تلك اللحظات أن الحذر واجب، لأن تجربة الفلسطينيين مع الإسرائيليين مزدحمة بنماذج الغدر والخداع والتضليل.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...

غانتس يؤكد أطماع إسرائيل بمناطق الدروز في سوريا
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، أطماع سلطات الاحتلال بالمناطق التي يسكنها الدروز في...

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...