بهدهم وما بنهد.. أم ناصر أبو حميد تناطح إسرائيل للمرة الخامسة

“أنا قوية وشامخة فليهدموا ونحن سنبني، لا نتعب من جرائم عصاباتكم ونحن في تحدٍّ معكم حتى النهاية، سنبني مهما هدمتم”.

كان هذا لسان سنديانة فلسطين الحاجة أم ناصر أبو حميد وهي والدة لشهيد وستة أسرى، وهي تتفقد منزلها التي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الخامسة.

تقول: “لو بنهد للمرة الـ 20 بهدهم، وما بنهد”.

 

والدة شهيد و5 أسرى
وأمّ ناصر أبو حميد (72 عامًا)، استشهد ابنها عبد المنعم، الملقّب بـ “صائد الشاباك” عام 1994، بعد أن قتل الضابط في “الشاباك” نوعيم كوهين، فيما يعتقل الاحتلال ستة من أبنائها (ناصر ونصر وشريف ومحمود يقضون حُكمًا بالسجن المؤبد)، فيما جهاد معتقل إداريًّا.

والأسير إسلام (32 عاما) فقد حكمت عليه سلطات الاحتلال بالسجن المؤبد وغرامية مالية مقدراها 250 ألف شيقل، بعد أن اتهمته “إسرائيل” بقتل الجندي الإسرائيلي “رونين لوبرسكي” أثناء اقتحام المخيّم في أيار/ مايو (2018) ، بإلقاء صخرة كبيرة عليه.

وكانت المرة الأولى التي هدمت فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منزل أبو حميد بالأمعري برام الله عام 1994م، بعد عملية الشهيد “عبد المنعم أبو حميد” والذي أطلقت عليه كتائب القسام “صائد الشاباك”، حيث استطاع الشهيد عبد المنعم استدراج مجموعة من ضباط الشاباك الذين وقعوا في كمين لكتائب القسام.

مع انتفاضة الأقصى بدأت لـ “أم ناصر” حكاية جديدة مع المقاومة، حيث شارك 4 من أبنائها في عمليات للمقاومة ضد جنود الاحتلال، حُكم على أبنائها “ناصر، نصر، محمود، شريف” بالسجن المؤبد مدى الحياة، وذلك على خلفية مشاركتهم في عمليات للمقاومة قتل فيها عدد من جنود الاحتلال ومستوطنيه. 

كما هُدم منزلها للمرة الثانية العام 2002 على خلفية مشاركة أبنائها في عمليات المقاومة البطولية في “انتفاضة الأقصى”.

كما هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منزل أبو حميد مرات ثلاثة على خلفية عملية الأسير إسلام الذي قتل فيها الجندي الإسرائيلي لوبرسكي وفق اتهامات إسرائيلية، رغم أن “إسلام” يقيم في أحدها، فيما تعود الطوابق الباقية لإخوته في مخيم الأمعري قرب رام الله.

عملية إسلام

ولم تكن عملية “إسلام” سوى امتداد للتاريخ النضالي للعائلة، وفي الاعترافات التي نشرها الاحتلال للشاب الذي ينتظر الحكم المؤبد قال فيها “قصدت ضرب وحدة الكرز، دوفدوفان أو المستعربين”.

وأضاف: “لدي تسعة أشقاء، استشهد أحدهم برصاص قوات الاحتلال، وحُكم على أربعة آخرين بالسجن مدى الحياة، وأُلقي القبض على شقيق آخر في الساعة 2:30 مساءً، ألقوا أخي على الأرض وضربوه، ومنذ ذلك الحين قررت الثأر”.

وعندما سأله المحققون كيف عرف اسم “الكرز”، أجاب أبو حميد: “لقد أطلقوا النار على أخي ناصر في عام 1990 وأصيب بجروح بالغة، في مايو 1994، قتلوا أخي عبد المنعم، لذلك زاد اهتمامي بهذه الوحدة المتخصصة في قتل المطلوبين، تعلمت التعرف عليهم من ملابسهم والأقنعة والخوذات، والطريقة التي يحملون بها الأسلحة”.

وقال موضحا في إشارة إلى الليلة التي قتل فيها الجندي لوبارسكي: “استيقظت على صراخ الجنود، ورأيت أنهم من وحدة دوفدوفان، صعدت إلى السطح وعندما رأيت أنه لم يكن هناك جنود في المكان التقطت لوح الرخام ووضعته على السقف، عندها اختبأ الجنود تحت الدرج، وعندما خرج أحدهم باتجاه البوابة، ألقيت عليه اللوح وسمعت أصوات، وأدركت أنني أصبته في رأسه”.

وخلسة وتحت جنح الظلام، تسللت آليات تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، إلى مخيم الأمعري برام الله، وكان هدفها منزل الأسير إسلام أبو حميد والذي تهدمه قوات الاحتلال للمرة الخامسة على التوالي.

واندلعت مواجهات عنيفة في أرجاء المخيم بعد أن رشق مئات الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، حيث أصيب عدد كبير من الشبان والأهالي بحالات اختناق بعد إطلاق الجنود الغاز السام بكثافة.

ونصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية في محيط المخيم وأوقفت المركبات، كما اعتقلت أحد الشبان، وهتف الشبان بإعادة بناء المنزل مهما هدمه الاحتلال.

 

 

 

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 24 2019

وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن هدم الاحتلال لمنزل عائلة أبو حميد في مخيم الأمعري للمرة الخامسة، هو صورة للإرهاب البشع الذي تمارسه عصابات جيش الاحتلال.

وأضاف حازم قاسم المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي اليوم الخميس (24-10)، “أن هذه العائلة التي لديها خمس أسرى في سجون الاحتلال، وسادس شهيد، تجسد صورة الصمود الفلسطيني، ونموذج للتضحية العظيمة على طريق نضال شعبنا لانتزاع حريته”.

null
null